كيف يقوم حميدتي بتهجير سكان مدينة الخرطوم ؟؟

03:08 PM July, 16 2019

سودانيز اون لاين
الفاتح الدنقلاوى-
مكتبتى
رابط مختصر

د. سارة عيسى

حديث الجنرال حميدتي في منطقة حجر العسل بان مدن السودان سوف تتحول إلى مليط أو كتم ، ثم حديثه بأن الخرطوم سوف وعماراتها الجميلة سوف تتحول إلى مأوى للقطط ، هذا التحديث يمكن تفسيره كنوع من التهديد المبطن للدولة المدنية القادمة في السودان ، فحميدتي يطرح خيار اما (أنا ) أو الحرب الأهلية ، و حديث حميدتي لا يمكن أن نصفه بأنه زلة لسان أو أنه خانه التعبير بل أنه يعني بالتحديد ما يقوله ، فمشروع الحرب الأهلية قد بدأ و يبدأ من هذه النقطة ، فالعماد ميشيل عون في لبنان ، وهو خريج المؤسسة اللبنانية العسكرية لذلك لا يمكن مقارنته مع حميدتي ، أيضاً توقف عند هذه النقطة اعندما أعلن حربه الخاصة في لبنان بعد أن اسماها (حرب الدولة ضد الدويلة ) ، نتيجة لذلك انخرطت كل الأطراف اللبنانية في الحرب فتم تدمير بيروت ومتاحفها ومسارحها ومكتباتها ، لا أحد محصن ضد الحرب الأهلية ، فحتى العقلاء يمكن ان يتورطوا فيها برغبتهم او بدون ذلك ، وعندما تملك قبيلة محددة السلاح وتفرض سطوتها على مؤسسات الدولة من بنوك وإعلام وشرطة يكون مشروع الحرب الأهلية الأكثر وضوحاً.
لعبت الأطراف الإقليمية دوراً في الحرب الأهلية في لبنان ،تلقى العماد ميشيل عون الدعم من صدام حسين وفرنسا ، بينما دعمت دول إتفاق الطائف الفرقاء الآخرين ، انتجت الحرب الأهلية في لبنان المحاصصة والتي انتهت باغتيال الحريري في اواخر عام 2005م ، والدور الأقليمي له مساحة في الأزمة السودانية ، فالجنرال حميدتي مسنود إعلاميا ومالياً من دول الخليج بسبب مشاركة قواته حرب اليمن ، فهو الطرف الوحيد الذي يملك السلاح في السودان بعد إخراج الجيش السوداني من المعادلة ، تمددت قوات الدعم السريع وهو إسم الدلع لقوات الجنجويد ، تمددت وإنتشرت في كل مدن السودان ،ونال شرها من كل بيت ومن كل مؤسسة ، وبينما المدارس والجامعات مؤصدة الابواب في المدن يفتتح الدعم السريع مقرات التجنيد الجديدة ، و قوافل المتخرجين تجد مكانها في حرب اليمن او حرب المدن داخل السودان.
بالأمس قتلت قوات الدعم السريع عدد من الشهداء في مدينة السوكي ، وفي بواكير هذا الصباح قامت سيارة مسرعة لهذه المليشيا بدهس عدد من المواطنين في مدينة الجرافة بامدرمان ، حيث كان هؤلاء المواطنين ومن بينهم سيدات يصطفون من أجل الحصول على الخبز من أحد الافران ، هذه هي الخرطوم اليوم ، فقد أصبحت مشاهد سرادفات العزاء مالوفة للناس ، وفي المقابر كان الناس في السابق يبدرونك بالسؤال عن سبب وفاة الميت ومتي داهمه المرض؟؟ والان الناس تهمس وتجهر بالقول عندما يرون دماء الشهيد وهي ترشح من الكفن ، ومحور السؤال الان يدور حول من الذي قتله هل هو الأمن الشعبي أم الجنجويد؟؟
لا اعتقد أن الخرطوم تعتبر مدينة آمنة الآن ، فلا أمن ولا آمان ، وربما تتحقق نبوءة حميدتي فيرحل سكان الخرطوم منها بسبب تدهور الأحوال الأمنية ، او بسبب الفظائع التي ترتكبها قوات الجنجويد في حق ابنائهم وبناتهم ، وهذا شيء متوقع والأسوأ هو القادم ، وقد بدأت هذه الهجرة بالفعل إلى مصر على وجه بالتحديد ،
كانت بغداد عاصمة العباسيين وعاصمة الدولة العراقية في مختلف العصور ، لم يكن أحدهم يتوقع أن تتحول هذه العاصمة لمسرح للصراع العرقي والمذهبي بكل صوره العنيفة ، لكن ذلك قد حدث وتحت سمع الامريكان وبصرهم وهم الذين رسموا ملامح التجربة السياسية في العراق ، ضاعت الدولة في العراق وحضرت المليشيات باعلامها وسلاحها وتهم تهميش الجيش ، ونتج عن ذلك تفكك الدولة العراقية وانتشار الفساد وهروب العقول العلمية ، ثم استولت داعش على ما تبقي من العراق ..ابواب السودان مفتوحة على مصراعيها لهذا السيناريو المخيف ..والثوار يتحاورون اليوم مع النسخة الثانية من الدولة العميقة إلى أوصلتنا إلى هذا الركام..نحن نفاوض الخلية الامنية التي كانت تحمي المخلوع البشير .

منقول

أنا لا أدري لماذا الكلام يتم وكأن الكيزان ماتوا جميعا ووضعنا أرجلنا على قبورهم
أو كأننا نجهل من هم الكيزان بضباطتهم ومجنديهم في الأمن والجيش والشرطة والدفاع الشعبي
وكتائب الظل
خصوصا ونحن نتحدث عن الطائفة والوحدية في الكون الذين يدعون أن السلطة والحكم عبادة.
وهناك الحركات المسلحة ودولة الجنوب الذين يطمحون لعودتهم ليدخلوا في دائرة السودان الكبير
ليصدروا بترولهم عبر مواني السودان وليتلقوا امدادتهم الغذائية عبر الشمال
كل هؤلاء وغيرهم لهم المصلحة في دخول الخرطوم وتولي السلطة فيها وليس حميدتي وقواته وحده
وهو يقصد أن في حالة انفراط الأمن ستحدث فوضى من قبل متربصين وطامعين
أم هل صار السودان لا يحتاج لجيش يحميه؟!