كلمة لولاة أمر وطننا المذبوح . . !

كلمة لولاة أمر وطننا المذبوح . . !


07-07-2019, 05:43 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1562474632&rn=0


Post: #1
Title: كلمة لولاة أمر وطننا المذبوح . . !
Author: عبدالله جمعة
Date: 07-07-2019, 05:43 AM

*🔥 كلمة لولاة أمر وطننا المذبوح . . !* ✊
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النصح من شيم أولي البصيرة والنهى وما أنا إلا شخرة لأزيز بين أضلعهم وكم من ناصح هو أحق بالنصح بما ينصح وها أنا أنصح وأنا في أشد الحاجة لنصح ما نصحت به ولو من طفل يستلهم روحه من ثدي أمه.

فقولي لأولي الحُكم بموطننا ، بأنّ لكل عرش يوماً أطلال ، ولكل جسد مدفنٌ ، ولكل روح نعمة من جنان أو نقمة من نيران ، ولكل عمل حساب ، ولكل جبل يوماً نفشٌ ، ولكل بحر غور، فلا الأوطان مواطن لأُسْد الرجال إن إعتلى عروشها السباع، فالنهش في الأجساد حيّة ليس إلا من شيم الضباع فكم من عز أقامه عتاة الرجال فهدمه أوهن الرجال عظماً وأكبرهم قلباً ، فأين النمرود وفرعون وهامان وقارون وذو نواس وابرهة وكسرى وقيصر فما أذهقتهم إلاّ سيوف العدل .

فكونوا من الله خائفين وله خاشعين طائعين فاسْقوا فقيركم قبل غنيّكم وأحنوا رؤوسكم لضعيفكم قبل وجيهكم ، واعدلوا بالقسط ولا تفرقوا بين حامل الدينار وناقل الأحجار ، فالشعب في تاريخه مغبون مكلوم فلا تزيدوا على صدره ثقلَ غبن أو طعنةِ رمحٍ أو آهة َجُرحٍ، كونوا له رحماء يرحمكم الله فلا تعدّوا نشوة الفوز بإيوان الحكم المستديم نصراً فالنصر في حكم الله إبتلاء للعبد ومن الفرح ما هو إبتلاء وإمتحان كما للحزن، إبتلاء فلا تجعلوا خيار أهل الوطن أذلة فمن الحفاة والعراة من هم خيارنا فكونوا للقوي عضداً تحملون معه هم الضعيف وكونوا للضعيف قوةً يكن لكم وللقوي مخلصاً محباً أميناً فلن يكفهر في وجوهكم يوماً أحدٌ ولن ينازعكم ملكاً ولن تحقد عليكم نفوس، فقد آويتم الأبدان في مآمنها وأرحتم النفوس من همومها ، فيرضى الله عنكم ويرضى شعبكم عنكم ، فلا للخصم والأعداء إليكم سبيلا فقد أوصدتم بحب شعبكم عتو الرياح وصنعتم من عظامهم السلاح فلا لجبروت يخلخلكم ولا سبيل لضواري تنهشكم.

ولكن وربّ كثير من لكن قد تأخذكم إلى غياهب الجحيم المستعر ، فإن أوديتم بإبتسامات شعبكم بجوف الأحزان فسيكون لكم يوماً تردون فيه إلى الله وبئس المصير ، فإن عذاب الله شديد والسؤال يوم الدين لأمر عصيب ففيه تتساقط الوجوه خوفاً ورهبةً وحياءً من سبحات وجهه الكريم جلّ وعل ، فاتقوا الله وعوا بمطالب شعبكم وحوائجه فلا تلقوا بشعبكم في الدنيا إلى التهلكة وتلقوا بأنفسكم إلى التهلكة يوم لا ينفع فيه جاه ولا مال ولا بنون ، فكونوا عباد الله ولحكمه صاغرين ولا تكونوا عباداً لله ولحكمه مكابرين ، فأنتم تحكمون عباد الله من قبائل وعشائر وجماعات ففيهم القوي والضعيف والصحيح والعليل والفقير والغني وفيهم أطياف ألوان الأسود والأبيض والأسمر وفيهم مسلم وغيره فهم أمانة بين أيديكم فأتقوا الله في حكمكم وعدلكم.

وما نصحي الموجز المتواضع هذا ، إلا إرضاءً لله عزّ وجل وإتباعاً لقول رسولنا الكريم حينما قال لصحابه:
الدين النصيحة ثلاث مرات وحينما سألوه لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.


🍒 عبدالله جمعة ـ شرق الوطن🍒