هل ما حدث كان متوقعا؟ هل ما يحدث حلم أم كابوس أم كبوة،أم اختبار؟

05:35 AM April, 29 2019

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

هل ما يجري هي لعبة القط و الفار بين المجلس العسكري و قوى التغيير؟

هل تدل التطورات على ضعف من المفاوضين؟

أم هو انعكاس لقوة العسكريين و سدنة النظام السابق و القوى الإقليمية؟

لا أعتقد هناك إجابة قاطعة..

......و لكن هناك مؤشرات لا تغيب عن الذهن.

لا نريد أن نرمي بكل اللوم على فريق التفاوض...و لكن كان يتوجب و كما ذكرت من قبل.......
..... أن تكون هناك تنوير متواتر عن ‏كل تطورات المفاوضات حتى يكون نبض الشارع مطلعا على التطورات و متابعاً و متوقعاً ومتأهبا ،......
..., ذلك حتى لا يتفاجأ ‏بالأحداث كما حدث بالأمس..‏
لماذا لا تكون هناك مؤتمرات صحفية دورية من قوى التغيير كما يفعل المجلس العسكري؟

فأنت بذلك تفرض نفسك على الجميع..‏
قوى التجمع غائبة عن مخاطبة الجماهير لأكثر من يومين أو ثلاثة...و لا تغني التغريدات عن التفاعل مع الجمهور شيئاً..‏
و في المقابل يخرج كل عدة ساعات النطاق الرسمي للمجلس العسكري في مؤتمر صحفي ببضع كلمات... و لكنه يلفت ‏الأنظار و الانتباه ..و ينبيء عن قوة و تأثير...‏
و حتى من يتم اختيارهم لمخاطبة الجماهير لا تنطبق عليهم شروط الخطابة و تأثيرهم في الجماهير و في العدو و ‏الصديق...‏
البلاغة و الصوت الجهوري و ترتيب الحديث..لا بأس من القراءة من ورقة...‏

بالرغم من اتفاق جميع مكونات قوى التغيير على رفض استمرار المجلس العسكري و لكن...‏
هناك عدة أسئلة تطفو على السطح من حين لآخر..‏
أثق تمام في من يديرون الحوار و لكن ....‏
يجب أن لا نقبل الأمر على علاته و لا أن نعتبر الأمر ضمن المسلمات دون جدال...أي أن لا ‏take it for granted‏ ‏
لذا حق علينا أن نتسأل ...حادبين على الثورة و مآلاتها :‏
هل تعدد مكونات فريق التفاوض يؤثر في نجاح في مهمته و في فرض أجندته؟ ‏
هل تعدد المكونات- و ربما كذلك اختلاف الرؤى و ربما إنعدام عدم الثقة (و هو شيء طبيعي حتى بين الحزب الواحد )...
.............له تأثير ‏سلبي من حيث تعدد الرؤى و تباين وجهات النظر؟ ..خاصة في الجانب التعلق بالمناورة و تقديم التنازلات، و تقديم طرح موحد ‏و متماسك؟
خاصة أن التفاوض لم يكن فقط على تسليم السلطة و لكن يبدو أنه تشعّب إلى مسائل أخرى..‏

لا أحد كان موجودا (...و ما كنت لديهم إذ يختصمون ..) و ما كنت لديهم و هم يتفاوضون... لتبصر النظرات المختلسة...و ‏لتقرأ العيون الفاحصة...و لتقرأ لغة جسد المتحاورين..‏
و ما كنت لديهم( أ‘ضاء المجلس العسكري) عندما ينفردون مع بعضهم البعض... و هم يخططون ..و هم يتآمرون( ‏يتأمرون؟؟)....و يتفقون على خطة موحدة للدخول في المفاوضات....‏
هناك سؤال كبير ...أيضا رغم خبرة ممثلي قوة التغيير السياسية ...‏
‏...........هل جميعهم متمرسون في إدارة المفاوضات؟؟
من المعروف أن المفاوضات تتطلب وجود أشخاص منتقون...‏
‏..أشخاص يمتازون بطول البال ...‏
‏....و الصبر ‏
‏...وبعد النظر...( و لربما التشكك في كل كلمة و ما وراء كل جملة..)‏
‏....و إمتلاك القدرة على تقديم البدائل في الوقت المناسب..‏
و امتلاك الجرأة و الثقة..‏
هذا بالنسبة للأشخاص..‏
و كذلك بالنسبة للأمكنة و الأثاث و الأدوات..‏
التفاوض علم و فن ..و دراسة..‏
حتى اختيار المكان الذي يرتاح إليه و يألفه فريق التفاوض له تأثير على قدرة المفاوضين على الطرح و المناورة و ‏
إجهاض الخطط ...‏

حتى طريقة الجلوس تؤثر في فريق التفاوض الآخر..‏
و حتى لون أغلفة الملفات لها تأثير نفسي تجعل المفاوض يلين و يقبل بما هو مطروحح.., حتى لون مقبض باب صالة ‏التفاوض..إلخ..‏
آسف اسهبت و لكن الكلام بجيب الكلام
نسأل الله أن ينصر الثورة و الثوار ‏
و أن يعيد لبلادنا الديموقراطية كاملة غير منقوصة.‏

يبدو أن المفاوضين من وفد قوى التغيير قرروا في خطوة ذكية تهدف ‏لمحاصرة اطماع المجلس العسكري في الاستئثار بالسلطات ان يقدموا ‏تصور متقدم ...
.................يهدف في جوهره إلى تقليص سلطات المجلس المدني ‏العسكري المتوقع تشكيله و تحويل معظم صلاحياته لمجلس الوزراء..
.................و ‏ذلك بدلاً من الاستمرار في جدل استهلك كثير من الوقت حول النسبة في ‏المجلس العسكري المدني
فيبدو أن تلك الخطوة فاجأت العسكريين...فطلبوا التأجيل..‏
ذلك حسب ما ورد إلي و حسب ما فهمت..‏