*أبناء سوار الذهب وجسر حرية السودان*

*أبناء سوار الذهب وجسر حرية السودان*


04-21-2019, 09:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1555880160&rn=0


Post: #1
Title: *أبناء سوار الذهب وجسر حرية السودان*
Author: ghariba
Date: 04-21-2019, 09:56 PM

09:56 PM April, 21 2019

سودانيز اون لاين
ghariba-القاهرة - جمهورية مصر العربية
مكتبتى
رابط مختصر





*أبناء سوار الذهب وجسر حرية السودان*

ما أشبه اليوم بالبارحة في السودان فرغم مرور 34 عاما على الإطاحة بالرئيس جعفر النميري بعد انتفاضة وحراك شعبي سوادني انتهي بانحياز المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب أعلى قادة الجيش فى ذاك الوقت للانتفاضة الشعبية و بتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات تولى الحكم الانتقالي في أبريل وتعهد بتسليم السلطة لرئيس منتخب وأوفي بعهده ،وكأن المشهد يكرر نفسه مرة اخري وفى نفس الشهر ابريل المبارك عند الشعب السوداني بتاريخ 2019 بانحياز رجال القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان ومجلسه العسكري الانتقالي إلى الثورة وعزل البشير رأس أعتى نظام ديكتاتوري حكم البلاد لمدة 30 عاما و اكدوا من اللحظة الأولى أنهم ابناء سوار الذهب ،الذين ورثوا من أبيهم حب الوطن والحفاظ على دماء ابنائه ولعل العجيب أنهم ساروا على درب ابيهم بحل الحكومة واحلال كل الشخصيات والاجهزة التابعة لنظام البشير ومازالوا يوما بعد يوم يسيرون فى تنفيذ الوصية ويعيدون الارث الحقيقي لأبناء الشعب السوداني فى وطنه الذى اختطفته مجموعة المصالح واحزاب تطلق على نفسها دينية والدين منها براء بما اقترفته ايديهم من قتل ونهب وتدمير.

ولاشك ان هناك مجهود لاينكره المعارض قبل المؤيد للدور الكبير الذى قام به المجلس العسكري الانتقالي فى السودان ،ولا نقلل من المسئوليات الجثام التى القت على كاهله والضغوط الدولية والشعبية التى تمارس عليه ،وربما أن من اسباب نجاح سوار الذهب فى الفترة الانتقالية مساعدة الاشقاء العرب له وبالأخص المملكة العربية السعودية حيث كانت المعونات العاجلة للسودان في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز في صورة أموال دولاريه قُدرت بـ 60 مليون دولار وبترول استطاع أن يسد الاحتياجات الخاصة بالدولة لمدة عام كامل ، ولكن حاليا لن تكون المساعدات والدعم وحدهما كفيلان بالنجاح ،فلقد اختلفت اليات العصر وامكانياته التكنولوجية والعقلية والاعلامية والثورية والحزبية فالايقاع سريع ويتطلب التعامل بحكمة وسرعة يراعي فيها الانفتاح على جميع الافكار والاحزاب وبناء جسر الحرية الذى يعبر من خلاله السودانيين الى بر السلام والامان والرخاء نحو دستور وانتخابات حرة نزيهة وحينها يعلن ابناء سوار الذهب تسليمهم السلطة للمنتخبين الجدد ووفائهم بتسليم الامانة دون انحراف أو بطئ وحينها سيقول العالم سلاما عليكم ابناء سوار الذهب طبتم فنعم مافعلتم فلكم عقبي الدار .
وفى الوقت نفسه على الثوار أن يحافظوا على مكتسبات ثورتهم ويسيروا بمبدأ" حرص ولا تخون" ويعملوا على توحيد الصفوف وتجنب التشرذم السياسي والابتعاد عن المكاسب الحزبية الضيقة بإستحواذ مجموعة سواء ثورية او حزبية على تورتة الحكم واعلاء المصلحة الجماعية ،لأن الاختلاف سيكون بداية النهاية لنسيم الحرية الذى تنشقه الشعب السوداني وجعل منها احلام كالجبال الشاهقة التى تصعد عليها ابناءه واحفاده ليروا سودان اخضر ذو مظهر خلاب.
وفى الاخير فإننا نعول على حكمة وتسامح الشعب السوداني ذو الثقافة المتنوعة فى أن يستكمل حلمه فى دولة مدنية ديمقراطية قوية قائمة على التعددية .

*د.أحمد فارس*
*أمين عام رابطة الشئون الافريقية والعربية بنقابة الصحفيين المصرية*