Post: #1
Title: كتبت سهير عبد الرحيم- لعناية الكيزان
Author: زهير عثمان حمد
Date: 04-18-2019, 10:50 AM
10:50 AM April, 18 2019 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم مكتبتى رابط مختصر
هل شاهدتم والدة الشهيد مجدي شهيد العملة والذي قام نظامكم البائد بإعدامه في ماله الخاص، هل شاهدتم والدته في اعتصام القيادة العامة وهي تحمل علم السودان بيدها وتلصق صورة ابنها على زجاج سيارة وهو يرتدي روب التخرج من الجامعه.
هل شاهدتم تلك الأم الثكلى ومرارة الفراق ودموع الحسرة تغطي عينيها.
هل شاهدتم أهالي وأصدقاء ورفاق وزملاء شهداء سبتمبر ٢٠١٣، وشهداء ديسمبر مصعب وأبشر وأحمد ووفاء وبشير والنيل وعبدالعظيم وبابكر وأحمد خير ومحمد ومهيد وشوقي وصهيب وإسلام وحسن ومحجوب وطارق و... و... وحسرة الفراق وألم الوداع يغص حلقوهم ويغض مضجعهم، يحملون صور أحبابهم في ديباجات عليها صورهم وهي تنادي تعالوا القيادة.
هل رأيتم الأقباط وهم يرسمون لوحة زاهية في صلاة الجمعة ويشدون المشمعات والمفارش فوق رؤوس المسلمين أثناء تأديتهم الصلاة خوفاً عليهم من حرارة الشمس... أولئك الأقباط الذين نكلتم بهم شر تنكيل وتعديتم على طقوسهم واقتحمتم خصوصيتهم في الكريسماس وليالي رأس السنة تحت اسم سيء الذكر قانون النظام العام، هل رأيتم تلاحمهم وانصهارهم مع المسلمين.
هل شاهدتم فرحة الشعب السوداني باقتلاع كبيركم الذي علمكم السحر، هل حدث أن شاهدتم في القريب أو البعيد ومنذ العام ١٩٨٩م مثل تلك الفرحة، هل سمعتم زغاريد النساء وتكبير الرجال وأبواق السيارات هل شاهدتم أعلام السودان ترفرف في كل الأيادي وعلى ساريات المنازل ومن نوافذ السيارات في فرحة وتلاحم وطني غير مسبوق ذابت معه كل الفوارق الطبقية والقبلية التي أججتم نيرانها بحروب الإبادة العنصرية.
هل شاهدتم الكهول والشباب والنساء والأطفال يرقصون في فرح باذخ ويوزعون الحلوى والتمر والجميع يردد فوق فوق سودانا فوق.
هل رأيتم جنود القوات المسلحة وهم يحُملون فوق الأعناق كالأبطال يزفون عرساناً في فرح الوطن الكبير.
هل شاهدتم كل ذلك.. ما هو شعوركم وما هي أحاسيسكم ألم تشعروا بالخزي والعار والانحطاط والنتانة، ألم يغرقكم الإحساس بأنكم أنتم ولا سواكم ال############ان وشذاذ الآفاق.
هل أيقنتم بأن إمبراطوريتكم التي شيدت على معاناة وسحل وتقتيل وتشريد وترويع المواطنين كانت إمبراطورية من ورق ما إن هب الشعب من ثباته إلا واستحالت هباءً تذروه الرياح.
وأصبح أصفياءكم وندماءكم يغطون على وجوههم وينكرون ذكركم ونسبكم فغدوتم لقطاء الفكرة والوجهة والمذهب.
خارج السور:
يقولون إن الكلب إذا لعق إناءً يحتاج الإناء إلى التطهير بالتراب ثلاثاً... اعلموا أن الوطن يحتاج منا إلى المزيد من التراب والمزيد من التطهير.
|
|