|
Re: لعناية الكيزان- سهير عبدالرحيم (Re: Asim Ali)
|
يحدث الان حين كانت المارشات العسكرية تدق في أجهزة الاعلام معلنة ان هناك بيان هام من القوات المسلحة فترقبوه ، كان هاتفي يرن في أتصال من رئيس مجلس أدارة صحيفة الأنتباهة ان يا سهير استعدي للعودة للكتابة . في البدء اعتقدت انني احلم ، هل من الممكن بعد خمسة ايقافات عن الكتابة ثلاثة من ادارة جهاز الامن والمخابرات واثنان كان يقف خلفهما ابراهيم محمود نائب رئيس المؤتمر الوطني و مساعد الرئيس المخلوع هل من الممكن ان اعود للكتابة .!؟ هل من الممكن بعد كل سنوات المعاناة هذه والتضييق وكبت الحريات وتكميم الافواه ومصادرة الصحف وتكسير الاقلام ان يطل فجر الخلاص ، هل من الممكن ان يذهب الكيزان (اللواييق) الى مذبلة التاريخ . لم اصدق الرجل ولم اكتب مقالاً لا بعد البيان الأول ولا بعد البيان الثاني ، فعاود الرجل الاتصال بي سهير ليه ما كتبتي ...!؟ قلت له هل انت جاد ...هل يمكنني ان اكتب مجدداً ، اجاب نعم ارسلي مقالك . للمرة الاولى اكتب مقالاً ولا اتوقع حجباً بسبب الرقابة القبلية ، لأول مرة تنشر مقالاتنا دون ان نتوقع استدعاءً في مكاتب جهاز الأمن ، وزرزرة وتلتلة وتحريات بالساعات ، لأول مرة تنشر مقالاتنا دون ان نجد زاويتنا مصادرة وقد كتب تحت اسامينا يحتجب اليوم . ليس ذلك فقط ولكن للمرة الاولى اتلقى اتصالاً من اجهزة الاعلام الحكومية التلفزيون القومي والاذاعه القومية في يوم واحد لطلب استضافة في قضايا سياسية. وقضايا تتعلق بالحريات ، وليس قضايا اجتماعيه في الوقت الذي كانت الاستضافة في تلك الاجهزة حكراً على صحفيي النظام ، للمرة الاولى تخرج الصحف عن صمتها وتتزين مانشيتاتها بما ظللنا نحلم به طيلة عمر النظام البائد . للمرة الاولى نطالع في كل ساعه نبأ عن اعتقالات بالجملة لرموز النظام وإقالات بالجملة ومصادرة للدور التي بنيت على حساب كلفة التنمية .... بالمناسبة برج المؤتمر الوطني على شارع المطار ينبغي ان يتم تحويله لمستشفى او جامعه حكومية قبل يومين طالبت في هذه الزاوية السيد عبدالفتاح برهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي بعدد من الاجراءات وحين وجدت الرجل قد اتخذ قراره حيالها و بغض النظر ان كانت هذه رؤية المجلس العسكري او ان من حوله استمعوا الى حديثنا ، يبقى المهم اننا لانؤذن في مالطا مثلما كنا نؤذن من قبل ويبقى الاهم انها نفذت. خارج السور التغيير يحدث حقاً ....التغيير يحدث الآن ....بلا وأنجلا . 17 ابريل 2019
| |

|
|
|
|
|
|
Re: لعناية الكيزان- سهير عبدالرحيم (Re: Asim Ali)
|
المشكلة الثانية -18 ابريل 2019 في السودان عندنا مشكلتين اساسيتين كبيرتين الاولى الكيزان والثانية (المنظراتية) ، الكيزان قد ذهبوا بحمد الله الى مزبلة التاريخ، تبقى لنا المنظراتية . هؤلاء جزء اساسي من مشاكل هذا الوطن، يظهرون مثل النبت الشيطاني كلما كانت هنالك حالة من الضبابية تكتنف المشهد السياسي، وكلما كانت الاوضاع اقرب الى الغموض واثارة التساؤلات . هؤلاء دائماً في حالة انهم الوحيدون الذين يعرفون كل شيء ويفقهون كل شيء، كانوا يعلمون بزوال النظام، بل ويدركون فقرات البيان الثاني للقوات المسلحة وليس البيان الاول . يعلمون الى اين تسير الاحداث، وكيف تجري الامور وماذا يحدث غداً، يغيرون تحليلاتهم حسب ميولهم، تارة تلك ثورة حقيقية وتارة تلك تمثيلية، تارة هذا الرجل المنتظر والنصر الموعود والامل المرتجى، وتارة هؤلاء والكيزان وجهان لعملة واحدة . يتحدثون بأسلوب العالم ببواطن الامور كلها، المستنكف عن النقاش المدرك لما وراء الحروف، يجيدون استخدام عبارات مثل الاجندة الخارجية والمؤامرات الداخلية وتمويل اجنبي والمعسكر الشرقي والغربي وتمويل اماراتي ودعم قطري وايادٍ تركية و ... و ويؤكدون انهم يعلمون ما يجري خلف الكواليس . المشكلة الاساسية انهم لايعرفون شيئاً ولايدركون حتى المقدار الذي يؤهل احدهم لفتح فمه في اي نقاش في اي محفل كان، معلوماتهم مضروبة، وافكارهم هدامة، ونقاشهم ممل، وأطروحاتهم سطحية، يشبهون اولئك الذين يجلسون في قروبات الواتس، وكلما وجدوا خبراً يحملونه ويعيدون توزيعه دون التأكد من مصداقيته او صحته . و حينما لا يجيدون ما يروجون به لوجودهم يصنعون الاشاعات ويسيرون بها بين الناس، يخلطون الاوراق ويعيدون توزيعها بعد اضافة الكثير من السطور الملوثة . خارج السور احذروا المنظراتية وحاربوهم حتى لا يتكاثروا ويصبحوا كيزاناً آخرين..
| |

|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|