Post: #1
Title: ضرورة خطاب مختلف من قوى التغيير حول التطورات العسكرية، بالتحديد دور عوض ابنعوف
Author: amin siddig
Date: 04-09-2019, 10:18 AM
10:18 AM April, 09 2019 سودانيز اون لاين amin siddig- مكتبتى رابط مختصر
أولا العزاء لشهداء الشعب السوداني من الثوار و القوات المسلحة ، و عاجل الشفاء للمصابين
ما حدث في الساعات الأولى لصباح اليوم من إعتداء كتائب الأمن و الدعم السريع على الثوار و أفراد الجيش تطور مهم، يجب التعامل معه بإنتباه أكثر للتفاصيل: من ناحية فإنحياز جزء كبير من صغار الضباط و الجنود للثوار مطمئن ، و من ناحية أخرى فعصيان الأوامر العلني مثير لبعض القلق. مخالفة التعليمات من صغار الضباط و الجنود وضع لا يمكن أن يستمر طويلاً إن لم يتم سقوط النظام بسرعة ، فإما أن يتم قمعهم أو يتطور الوضع إلى حرب ، الأخيرة قليلة الإحتمال لكنها ليست مستحيلة. هذا الوضع لا يجب أن يتعامل معه السياسيين بسلبية و بخطاب غير منتبه للتفاصيل - لا أحتاج هنا إلى التذكير بالكوارث التي قاد لها عدم محاولة السياسيين حتى الإجتهاد في فهم طبيعة المسائل العسكرية و التعامل السطحي معها.
الإسلاميون عدم اخلاقيتهم لا قاع لها، و لا تهمهم هذه البلاد، و يمكن أن يحاولوا أن يشيعوا مزيداً من الدمار و لو بغرض الإنتقام. لا يجب التعويل على أي تصرف حكيم من السلطة الحالية و مؤيديها. المسؤولية القيادية هنا على عاتق قوى إعلان الحرية و التغيير بصورة كاملة.
إن إنحياز صغار الضباط و الجنود هو انحياز صادق. و الذي يقف في وجه انحياز المؤسسة العسكرية كلها هم أفراد قليلون. لا يجب أن تقع قوى إعلان الحرية في فخ النظام و تعطي المزيد من المشروعية للقلة من حلفاء البشير في الجيش بتسميتهم ب(قيادة القوات المسلحة). البيانات التي تصدر بإسم القيادة و القرارات التي تتخذ لا تصدرها هيئة أركان فعلية بل عمر البشير و وزير الدفاع عوض ابنعوف بصورة اساسية، و لا أظنها تخضع لأي قدر من التشاور.
عمر البشير أصبح لا يظهر بكثرة في اجتماعات و لقاءات الجيش الصورية لأن مصداقيته تاكلت، و أضطر للإستعانة بوزير دفاعه و حليفه ليصبح الواجهة الرسمية للقوات المسلحة. أن يكون عوض ابنعوف هو واجهة الجيش الرسمية من معيقات سرعة تسليم السلطة، بل ربما هو مهدد للأمن القومي بمعناه الحقيقي و نحن نرى العصيان العلني ! . وزير الدفاع لن يتحول موقفه لصالح تسليم السلطة، و هو كما البشير لا يمانع في شلل الحياة العامة و القمع الدموي بل حتى اللعب بنار الحرب الأهلية ثمناً لإستمرار هذه السلطة.
للأسباب التي ذكرتها أعلاه ، و لأنه لا يوجد طرف سوى قوى إعلان الحرية و التغيير يمكن أن يتصدى للقيادة و مسؤولياتها في هذا الوقت ، يجب على قوى التغيير يجب أن تتخذ بعض الخطوات العملية و السريعة، و التي يمكن أن تؤثر في مسار الأحداث بصورة تقلل كلفة التغيير البشرية و تسرع بحدوثه:
- تسمية الأشياء بمسمياتها، عدم إشارة البيانات و المتحدثين لوزير الدفاع ب(قيادة القوات المسلحة ) - التصريح بأن وزير الدفاع يمثل عمر البشير و لا يمثل القوات المسلحة - التصريح بأنه عائق أمام تطلعات الشعب و رغبة القوات المسلحة في الإنحياز لشعبها - التصريح بأنه ليس جزءاً من الحل، و أن على قيادة القوات المسلحة أن تتجاوزه - جعله هدفاً لدعاية الثورة ، في مواقع الإعتصام أمام القيادة العامة و في الوسائط الإعلامية. يجب أن يسمع الجنود و الضباط أن من يعطيهم الأوامر اليوم لا يجب الإستماع له
النتيجة المتوقعة للخطوات أعلاه هي: - إضعاف المكانة المعنوية لوزير الدفاع، هذا قد يشجع أي إتجاهات داخل الجيش قد تتجه لتجاوزه ، بنفس القدر الذي سبب تركيز الدعاية على عمر البشير بعض الضعف في سيطرته على الجيش و إضطراره للإستعانة بوزير الدفاع بهذه الصورة.
- ستكون هذه رسالة لبعض قيادات الجيش المتواطئة و المتخاذلة بأن هناك على الأقل ثمناً – معنوياً على الأقل - يمكن أن يدفعونه بصورة شخصية بمقاومتهم التغيير، و أن لديهم ما يخسرونه. فضح المتواطئين مع النظام لن يتوقف على وزير الدفاع إذا لم يحدث التغيير بسرعة.
أتمنى أن يخاطب تجمع المهنيين و قوى إعلان الحرية و التغيير هذه التطورات بسرعة و حزم و حكمة.
|
|