أبريل شهر الرحيل ,,

أبريل شهر الرحيل ,,


04-06-2019, 12:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1554550816&rn=0


Post: #1
Title: أبريل شهر الرحيل ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 04-06-2019, 12:40 PM

12:40 PM April, 06 2019

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر



أبريل شهر الرحيل ,,

ألتيمن و التبرك و التفاؤل بمواقيت المناسبات واللحظات التاريخية العظيمة ,
شيمة من شيم الشعوب الغنية بموروثها العريق في التاريخ والثقافة والحضارة ,
وانتفاضة السادس من ابريل من العام خمسة وثمانون وتسعمائة والف ,
لهي واحدة من المحطات والملاحم الوطنية التي أبدع في إخراجها الشعب السوداني الحر والأبي ,
فاخرجت هذا المارد من مخبئه ليعصف بأقوى الدكتاتوريات العسكرية التي حكمت البلاد ,
وها هي ذات الشعوب السودانية الحرة تجتر العظيم من مواقفها التاريخية لتلهم وتحفز بها اجيال الحاضر ,
فهل يعيد التاريخ نفسه و يقول أبريل كلمته الفاصلة مرة أخرى ,
ويفعلها كما فعلها في ثمانينيات القرن الماضي ,
فيحسم مسيرة هذا الحكم الكهنوتي المتجبر الذي طال أمده؟.


إنّ الإرث الوطني الماثل في قنوات المعرفة والمهمل داخل أضابير المكتبات ,
ومحفزات الفعل الثوري التي يحتويها موروث الفلكلور الشعبي ,
من مخزون مادي و معنوي متراكم للكفاح الثوري للشعوب السودانية ,
يمثل القاعدة الخرسانية الصلبة لمنصة انطلاق صاروخ التحرر و الانعتاق ,
فهذا الرصيد النضالي الكبير الذي يتمتع به السودانيون دون غيرهم من شعوب الاقليم ,
يقوم مقام قوة الدفع الجبارة لتغيير موازين القوى بين سلطة الشعب و سلطة الحكم الباطشة ,
فكلما كمم الدكتاتور الأفواه و حجب الرؤية كلما استدعت هذه الشعوب الملهمة طرائق ووسائل المقاومة ,
من مخزونها الاستراتيجي التاريخي الحافل بمنجزات النصر وهزائم جبروت الجبابرة ,
سواء كان هذا الجبروت ممثلاً في ظلم ذوي القربى ,
أو بطش غزوات المستعمرين الأجانب من ترك و إنجليز وغيرهم.


ما أشبه الليلة بالبارحة ! ,
نفس الارهاصات التي صاحبت الزيارة الاستشفائية لجعفر نميري إلى الولايات المتحدة الأمريكية ,
ذات الغلاء المعيشي و الضجر و الاحساس بالقهر و الاستياء الذي ألم بحال المواطن آنذاك , يحدث الآن ,
فالتبجح و الإفلاس في القول والعمل الذي يصدر من قبل رموز السلطة اليوم ,
بسبب الاسئلة و الاستفهامات المشروعة التي يوجهها المواطنون لأهل الحل و العقد , كان قد حدث من قبل ,
وبانت ذات الظواهر المشابهة له قبل اندلاع انتفاضة ابريل المجيدة ,
إلا أن النميري و برغم مساوئه كان عفيف اليد و اللسان ولم تصل مسامع الناس ملفوظات ,
من شاكلة تلك التي وردت على لسان راعي الألوان وصحبه من القطط السمان ,
فبعد ممات النميري لم يجد الورثة قصراً منيفاً ليرثوه ولا مالاً ليكتنزوه ,
فإن كانت هنالك مآخذ عليه ,
فهي متعلقة بالتجبر و التنمر و اسكات صوت الحرية ,
السلوك الذي كان معتاداً على ممارسته ,
والمسلك الذي لا ينسجم مع الفطرة السليمة لهذه الشعوب ,
فمقدرة السودانيين على تحمل الأذى و الصبر حيال ذلك لا تحدها حدود ,
تماماً مثلما تعرض لهذه الخصيصة بالشرح و التفسير الأديب الطيب صالح في إحدى كتاباته ,
فسعيد الحظ من هؤلاء الحكام الجبابرة ,
هو من أسعفه طالعه وسانده الزمن في الخروج الآمن من قبضة الثوار ,
حتى لا تلحق به وتحاصره جموع المقهورين الصابرين.


وموكب السادس من أبريل سيكون له ما بعده ,
إما أن يخلق نقلة نوعية و كمية بعدها توضع الأحرف الأولى لزوال الطغمة ,
ويتحقق القول :(يا نار كوني بردا وسلاماً على حشود المتظاهرين و المواطنين المساكين) ,
أو صداماً عنيفاً يفجر الأرض تحت اقدام الجبابرة فيصرعون ,
على وحي أبيات قصيدة (الشهيد) للشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود ,
(سأحمل روحي على راحتي .. وألقي بها في مهاوي الردى ,
فإما حياة تسر الصديق .. وإما ممات يغيظ العدى) ,
ليتحول شعار الثورة الشعبية السلمية بدلاً عن (سلمية سليمة) ,
ليكون مطابقاً لمعنى ومنطوق الآية الكريمة :
(فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ,
وحينها سوف تدخل إلى حلبة الصراع أدوات جديدة ووسائل عنيفة ,
جاهد المواطنون أنفسهم شهوراً حتى لا يطّروا للأخذ بها , ولكن لكل حادثة حديث.


لم تبارح مخيلتي تغريدة الناشط الخليجي (سليمان قنودة) ,
الذي وصف عبرها الحراك الشعبي السوداني فاوجز ثم أجاد الوصف ,
حينما قال ما معناه (أن الثورة الشعبية السودانية ليست كسابقاتها
من الانتفاضات التي اجتاحت الاقليم , حيث امتاز مشعلوها بالتروي و التريث ,
والعمل على إنضاجها على جمر أكثر النيران هدوءًا) ,

فالثورة جنين يولد من رحم الشعب المكابد لشظف العيش ,
وفي حقيقة الأمر أن المحصلة الثورية في مرحلة ما بعد التاسع عشر من ديسمبر ,
بدأ العمل والتجهيز لها منذ فجر الثلاثين من يونيو , ذلك الفجر النحس ,
في العام الف و تسعمائة و تسعة و ثمانون ,
فتراصت مداميك بنيانها حتى ناطح عنان السماء في ابريل الحالي.


الزحف المقدس لحراك ديسمبر الشعبي المعقود عليه العزم في السادس من ابريل القادم ,
لابد أن يضع النظام في محك نوعي مع الارادة الشعبية
التي أجبرت القدر على أن يستجيب لها عندما قالت لا ,
تلك الارادة التي لا يمكن أن تقهر بالقوانين الطارئة , ولا بدقيق الخبز المشكوك في أمره ,
فالمجد للآلاف من الكادحين الذين سوف يهدرون في شوارع مدن السودان المتفضة في الموعد المحدد ,
والذين سيدق زحفهم كل قلاع الكبت و الظلم الذي طال و استطال ,

والمجد أولاً وأخيراً لآلآف الشهداء الشرفاء الذين سعوا بكل صدق لموتهم الكريم.


Post: #2
Title: Re: أبريل شهر الرحيل ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 04-06-2019, 09:45 PM
Parent: #1

يسقط بس

Post: #3
Title: Re: أبريل شهر الرحيل ,,
Author: احمد حمودى
Date: 04-06-2019, 10:01 PM
Parent: #2

التحية لثوار السودان الصامدين كافة من كل مدن السودان جنوب غرب شرق شمال

Post: #4
Title: Re: أبريل شهر الرحيل ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 04-07-2019, 06:27 AM
Parent: #3

يسقط بس

Post: #5
Title: Re: أبريل شهر الرحيل ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 04-09-2019, 04:22 AM
Parent: #4

يسقط بس.