|
Re: لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّر� (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(((3/2))) وبهذا يتبين عظمة هذه الأنثى التي وهبها الله تعالى، وقد أعطاها الله تعالى من الشرف والمكانة ما لم يعط لامرأة أخرى، وإليك جملة من عطايا الملك – تبارك وتعالى – له: 1- جعل ذكرها على لسان العالمين. 2- أورد الله – تعالى- اسمها في القرآن الكريم أربعًا وثلاثين مرة. 3- خصص لها سورة باسمها وهي غاضة بذكر النبيين والمرسلين، بينما لم يخصص لوالدة سيدنا محمد ولا لأزواجه وبناته أية سورة. 4- تقبلها ربها بقبول حسن، قال تعالى: فتقبلها ربها بقبول حسن. 5- أنبتها نباتها حسنا، قال تعالى: وأنبتها نباتًا حسنًا. 6- أعاذها الله وذريتها من الشيطان الرجيم. 7- جعل نبيًا من الأنبياء لها خادماً وكفيلًاً ، قال تعالى: وكفلها زكريا.
8- منحها الله من الكرامات ما لم يعطها لبعض الأنبياء كزكريا – عليه السلام – قال تعالى: كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. آل عمران:
9- جعلها الله تعالى معلمة ومذكرة لنبي الله زكريا – عليه السلام – لأن زكريا كان يحب أن يرزقه الله تعالى ولدًا، لكنه كان ينظر إلى نفسه وقد شاخ وبلغ من العمر عتيا، و ينظر إلى زوجته وهي عاقر فكان يمتنع عن دعاء الله تعالى أن يرزقه ولدًا لأن أسباب الولادة غير متوفرة، بيد أنه كلما دخل على مريم وجد الرزق يأتيها من غير سبب، فاستغرب ذلك، وقال لها: يا مريم أنى لك هذا. فأرادت مريم أن تذكره بأنه يتعامل مع الله بالحساب والتقدير والأسباب مع أن قدرة الله تعالى فوق الحساب والتقدير والأسباب، فقالت له: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. هنا انتبه زكريا مباشرة وسأل نفسه: لماذا لم أنتبه لكل هذه المعاني الإيمانية الراقية فدخل في الصلاة وطلب في صلاته من الله مباشرة أن يرزقه ولدا صالحًا بلا سبب، قال تعالى: هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء. فجاءت الاستجابة الإلهية مباشرة من غير تأخير وأنزل عليه ملائكة الرحمة يبشرونه بقبول دعائه وتحقيق مرامه، فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدًا وحصورًا ونبيًا من الصالحين.
10- اصطفاها الله تعالى على نساء العالمين.
11- طهرها الله تعالى، قال تعالى: وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون .جعلها الله قدوة لجميع بني البشرية حيث ضرب الله – تعالى – مثلًا صالحًا وقدوة خيَرة للناس جميعا، قال – تعالى – وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ. سورة مريم 11-12.
12- وهبها الله –تعالى- مولودًا ذكرًا من غير أن يمسها بشر، وقد جعل الله – عز وجل – خلقه مثل آدم – عليه السلام – آية للعالمين، إذ قال له كن فكان عيسى، وقد جعله الله – عز وجل – كلمة وروحًا منه، وصيَّره وجيها في الدنيا ومن المقربين، ومنحه المولى بعض قدراته مثل إبراء الأكمه والأبرص وخلق الطير من الطين وإخراج الموتى وإحيائهم ،وإنباء الناس بما يأكلون ويدخرون في بيوتهم قال تعالى: إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَ يُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَ رَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49). سورة آل عمران: 45-49
13- وجعل ابنها نبيًا مباركًا أينما حل وارتحل، وجعل السلام عليه يوم ولادته ويوم موته ويوم بعثه حيًا،قال تعالى حكاية عن ابنها – عليه السلام – قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)) سورة مريم: ٣٠ – ٣٣
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّر� (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
)))4/2((( تظهر الأبحاث العلمية يوماً بعد يوم الاختلاف بين الرجل والمرأة في كل شيء تقريباً، و حتى في قرننا الحادي العشرين لا ت زال الحقائق تترا لتشهد على صدق هذا القرآن. و تظل ظاهرة تباين تكورن الرجل و المرأة تثير فضول و اهتمام العلماء على مر العصور. حيث أن تصميم دماغ الرجل ودماغ المرأة جاء كل منهما متناغماً مع العمل الذي سيقوم به. فتصميم دماغ المرأة جاء مناسباً لتحمل اجهادات مخاض الولادة مثلاً ، بخلاف الرجل ، و الذي يُفترض أنه أكثر منها تحملاً للأشغال الشاقة التي تتطلب مجهوداً عضلياً أكثر.
# و العلماء قد يعجبون من هذا الأمر لأنهم يردون أي ظاهرة للطبيعة، ولكننا كمؤمنين نعجب أيضاً ولكن هذه الحقائق تزيدنا إيماناً وخشوعاً وتسليماً للخالق تبارك وتعالى. فالله تعالى هو القائل: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)
# وفقاً لدراسةٍ حديثةٍ ، فقد تبينأن دماغ الأنثى يختلف عن دماغ الرجل في تخزين المعلومات بالنسبة للذاكرة الطويلة، أي أن الرجل يستعمل مناطق من دماغه تختلف عن المرأة في تخزين المعلومات لفترة طويلة. ومع تقدم العمر تتأثر المعلومات التي اختزنها الرجل في دماغه بسرعة أفل منها عند المرأة، فمثلاً الهورمونات المخدرة الطبيعية التي يفرزها الدماغ ليعالج بها آلام المخاض و الإجهاد العاطفي و غيره من شأنها أن تؤثر على الذاكرة الطويلة لدى النساء بنسبة أكبر من الرجال، الأمر الذي قد يجعلنا ندرك لماذا كانت شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، يقول تعالى: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) . هذا في حين تتفوق الأنثى على أخيها الذكر من حيث تمتعها بذاكرة قصيرة المدى ؛ فإن لديه قدرة هائلةٌ على تذكر الأشياء التي حدثت قبل قليل بسهولة اكثر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّر� (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(((5/2))) نأتي بعد كل هذا إلى المحور الأكثر حساسية ، الا و هو قوامة الرجال على النساء إذ يقول عز من قائلٍ (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)
# .إذاً هناك ميزات فضَّل الله فيها الرجل على المرأة إجمالاً و ذلك لمصلحة الرجل والمرأة معاً ؛ ولكي تستقيم الحياة ويعيشان بسعادة، ولكي يقوم الرجل على المرأة يرعاها ويوفر لها الحماية والأمان والعيش الكريم فلابد أن يتمتع ببعض الميزات ليتمكن من القيام بذلك، وهكذا يجب أن نفهم التفضيل هنا.
# فتفضيل الرجل على المرأة ليس لكونها عرةٌ و لا لأن الله يحب الرجل أكثر ، و حاش الله أن "يميز" بينهما كما يقول بعض المشككين منم منطلقٍ عنصري، لا، بل ليمكِّن الرجل من القيام بأعباء الحياة، وبالمقابل أعطى للمرأة ميزات لا يتمتع بها الرجل ، فمثلاً زوَّدها في دماغها بخلايا مختصة بتحمل الألم والضغوط والإجهادات أكثر من الرجل، فسبحان الله! وأخيراً أهمس في قلب كل أخت مؤمنة: لا تحزني من هذه الاختلافات ومن تفوق الرجل عليك في كثير من المجالات، فالله تبارك وتعالى اختار لك ما هو أفضل من ذلك بكثير، يكفي أن الله شرَّفك بالأمومة، فهذه الميزة إذا قمتِ بها على الوجه الذي يرضي الله تعالى فإنها ستكون طريقاً سهلاً للوصول إلى الجنة إن شاء الله تعالى. ويكفي أيضاً أن الله جعلك الوعاء الذي يحتوي الرجال، لأن المرأة هي التي تحمل في بطنها الذكر والأنثى، و كل رجل مهما كان عبقرياً لابد أن يتخرج أولاً من مدرسة أمه!
| |
|
|
|
|
|
|
π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{6/2} π لماذا بكت فاطمة الزهراء؟!£ [} أسرَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى وحيدته فاطمة - رضي الله عنها - خبر انتقاله إلى الرفيق الأعلى صراحةً ومشافهةً دون غيرها، ثم أَسرَّ إليها ثانية بعد حُزنها على سماع خبر فِراقه، بأنها ستكون أول أهله لحوقًا به، فَسُرَّتْ بذلك؛ حيث قالت: فلمَّا رأى جزَعي، سارَّني الثانية ، فقال: "يا فاطمة،أما ترَضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين, أو سيدة نساء هذه الأمة؟" و في رواية: "فأخبَرني أني أوَّل مَن يتبعه من أهله، فضحِكت".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{7/2} [} إذًا فخبرُ وفاته - صلى الله عليه وسلم - كان معلومًا لفاطمة ابنته؛ أي: إنها كانت مهيَّأة تمامًا من الناحية النفسية والزمنية، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: لماذا فعَلت ما فعلت بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - و عانت ما عانت من ألَم الفاجعة وشدة المصيبة، وعِظَم النازلة بفَقْده، حتى قالت عندما جاءها نبأُ وفاته: "يا أبتاه، أجاب ربًّا دعاه، يا أبتاه، من جنة الفردوس مأْواه، يا أبتاه، إلى جبريلَ ننعاه؟!". [} وحين قالت لأَنسٍ بعد دفْن الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "يا أنس، أطابَت أنفسكم أن تَحثُوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التراب؟!".
[} وعندما أخذت تَرثي أباها - فيما نُسِب إليها - قائلة: اغْبَرَّ آفاقُ السماءِ فَكُوِّرتْ شمسُ النهار وأظْلَم العَصرانِ الأرضُ من بعد النبيِّ كئيبةٌ أسَفًا عليه، كثيرةُ الرَّجَفانِ فليَبكِه شرقُ العباد وغربُها وليَبْكِه مُضَرٌ وكُلُّ يَماني وليَبكه الطَّودُ المعظَّمُ جَوُّهُ والبيتُ ذو الأستار والأرْكانِ يا خاتَمَ الرُّسل المُبارَك ضَوءُه صلَّى عليك مُنَزِّلُ القرآنِ [} و الجواب لا يَتبادر إلى الذهن كما فعَل السؤال، بل ينفجر من القلب يقينًا بلا ارتيابٍة، تَعلوه دهشة السؤال ، فيُباغتنا بسؤال بلا افتعالٍ: كيف لفاطمة - رضي الله عنها - ألا تَفعل ما فعَلت حتى لو علِمت بأنها ستَلحق بأبيها بعد دقائق معدودات، و لكن الأهم عندها أنه سيسبقها ولو بدقيقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{8/2} [} إن علاقة فاطمة بأبيها علاقة خاصة، ومن حق المتعجِّب أن يتعجَّب؛ لأنه يَجهلها، وإذا علِمها دون أن يتعمَّقها ويُعايشها، ويتعايش معها - فما أحسَّها و لا علِمها، ما دام لم يُعاين وقائعها وأحداثها منذ ولادة فاطمة، و معاصرتها أحداث الدعوة، وفِراق الأحبَّة من الأهل، ثم هجرة أبيها إلى المدينة ، و بقاءها في مكة حتى استدعاها إليه و أُختيها معها. [} ففاطمة أصغر بنات الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذ كانت زينب الأولى، ثم رُقيَّة الثانية، ثم أم كلثوم الثالثة، ثم الزهراء الرابعة، و هي أطول إخوتها صُحبةً لأبيها - صلى الله عليه وسلم - إذ لم تَتركه منذ ميلادها حين كانت قريش تبني بيتها ؛ أي: قبل بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بخمس سنين، وعُمره - صلى الله عليه و سلم - آنذاك خمس و ثلاثون سنة، و لطول صُحبتها مَزيَّة لها، كما أن لها ضَريبتها القاسية التي دفَعتها من سنوات عمرها و شبابها و صحتها، فقد كانت بحقٍّ سيدة الصابرين التي تجرَّعت كؤوس الأحزان مُترعات كأسًا كأسًا، فقد مات أخواها القاسم وعبدالله، ثم ماتت أُمها، ثم تتابَعت الأحزان بوفاة أُختَيها رقية يوم بدر في العام الثاني من الهجرة، وأم كلثوم في السنة التاسعة من الهجرة، وآخِرُ مَن شيَّعت إبراهيمُ أصغر إخوتها من السيدة مارِية، ثم عاشَت لتَشهد رحيل أعز وأعظم الناس قاطبةً، الأب الحاني والبقية الباقية لها بعد موت الأم والإخوة والأخوَات، فزهِدت الابتسام ولقاءَ الناس بعده؛ إذ ليس بعده عندها إلا أن يَحين دورها في الرحيل؛ لتَلحق به - صلى الله عليه وسلم - فكانت بحقٍّ "أُم أبيها"، تلك الكُنية الفذة التي فازت بها دون بنات جنسها على الإطلاق؛ وذلك لكونها عاشت مع الرسول - عليه الصلاة والسلام - بعد موت والدتها، ترعى أموره و تشدُّ من أَزْره، كما كانت قريبةً منه أشدَّ القُرب في معظم أوقات حياته، فلم تَغِب عن بصره - ربما - إلا ساعات خروجه من الدار، فقد كانت - رضي الله عنها - شديدةَ التعلق والاهتمام به حتى بعد زواجها، كماكانت تحدِّثه بما يُسلِّي خاطرَه، و يُدخل الفرحة على قلبه، برغم ما كانت تُعانيه وتتحمَّله بثبات أهل الإيمان العميق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{9/2} إنها فاطمة التي قلما فارَقت أباها، فمنذ طفولتها والدعوة ما زالت في بواكيرها، كانت تخرج معه - صلى الله عليه وسلم - إلى الحرم، وذات مرة بينما كان ساجدًا، إذ أحاط به أُناس من مشركي قريش، وجاء عُقبة بن أبي مُعيط بسَلى جَزور، وقذَفه على ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه، حتى تقدَّمت هي، فأخَذت السَّلى، ودَعت على من صنَع ذلك بأبيها، وعندئذ رفع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - رأسه وقال: (اللهم عليك بالملأ من قريش، اللهم عليك بأبي جهل، وعُتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، و عقبة بن أبي مُعيط، وأُبَي بن خلف).
[} فخشَع المشركون لدعائه، و غضُّوا أبصارهم حتى انتهى من صلاته، وانصرَف إلى بيته تَصحبه ابنته فاطمة ، و ما هي إلا أعوام قليلة و ترى فاطمة - رضي الله عنها - هؤلاء الملأ قتْلى في بدر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{10/2} {] فاطمة الزهراء سيدتنا - سيدة هذه الأمة - أو سيدة نساء العالمين، ابنة رسول الله وحبيبته، التي أقسم - صلى الله عليه وسلم - حين أتاه حِبُّه وحبيبه وابنُ حبيبه أسامة بن زيد مستشفعًا للمرأة المخزومية السارقة؛ كيلا يُقيمَ عليها حَدَّ السرقة، فغضِب - صلى الله عليه وسلم - من أسامة، ثم جمع الناس، فخطَب فيهم، فقال: ((أيها الناسُ، إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرَق فيهم الشريفُ ترَكوه، وإذا سرَق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللهِ، لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرَقَتْ، لقطعتُ يدَها).
{] والشاهد من العظمة قد لا يَلحظه أحدنا على اعتبار أنها - أي: فاطمة - لن تَسرق، و لكن يجب أن تَعلم أن الخطاب كان على الملأ، ويجب علينا أن نَثِق تمام الثقة أن فاطمة لو فعلتها لأبرَّ النبي-صلى الله عليه وسلم -بقَسَمه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{11/2} [} وكانت فاطمة - رضي الله عنها - هناك لَمَّا خرَج - صلى الله عليه وسلم - يومًا إلى قريش ، و قد نزَل قوله - تعالى -: ﴿ وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، فجعل ينادي: (يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتَروا أنفسكم، لا أُغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبدمناف، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبدالمطلب، لا أغني عنك من الله شيئًا، وويا صفيةُ عمَّةَ رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئًا).
[} ثم اختصَّ فاطمة من أولاده فخاطَبها : (ويا فاطمة بنت محمد، سَليني ما شئتِ من مالي، لا أغني عنك من الله شيئًا).
[} تقول الدكتورة عائشة عبدالرحمن تعليقًا على هذا الموقف: "وخفَق قلب فاطمة حنانًا وتأثُّرًا، فهمَست تقول: لبَّيك يا أحبَّ والدٍ وأكرم داعٍ، فقد كانت - رضي الله عنها - حتى الرَّمق الأخير من حياتها، لا تَمَل من تلبيته وطاعته - صلى الله عليه وسلم".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{12/2} [} وهل غابت فاطمة عن أبويها في شِعب أبي طالب؟! حيث عاشت هناك في حصار أجْهدها سنوات عديدة، كما أنهك أُمَّها السيدة خديجة، ثم عادت من الحصار إلى مكة لتَشهد موت أُمها - رضي الله عنها - ثم هاجر الرسول-صلى الله عليه وسلم-إلى يثرب، و بَقِيت فاطمة مع أُختها أم كلثوم في مكة، حتى جاءها من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - مَن يَصحبها إلى المدينة المنورة.
[} كما خرَجت السيدة فاطمة - رضي الله عنها - لمُداواة الجرحى و سِقايتهم مع نساء المسلمين يوم أُحد، ولَمَّا رأَت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و قد انكسَرت رَباعيته و سال الدم على وجهه الشريفة، جرَت عليه و اعتنَقته، و أخذَت تمسح الدم من على وجهه الشريف ، و لَمَّا وجَدته لا يتوقَّف، حرَقت حصيرًا ومنَعت به الدمَ، فامتنع، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اشتَدَّ غضبُ الله على قومٍ دَمَّوْا وجْه رسول الله، وهَشَموا عليه البيضة، وكسَروا رَباعِيَته))، ثم مكَث ساعة، ثم قال: (اللهم اغفِر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{13/2} {] إنها الشبيهة الحبيبة، والتي شاءت إرادة الله - تعالى - أن يُمَدَّ في عُمرها - رضي الله عنها و أرضاها - ليكون منها - دون إخوتها - النسل المتَّصل برسول الله - صلى الله عليه و سلم- وهي من أعظم المناسبات التي أدخَلت فيها الزهراء الفرحة على أبيها - صلى الله عليه وسلم - حين كان ينادي الحسن والحسين: ((يا بُني))، وكانا يَدعوانه: يا أبتِ. [} ولهذا كان - صلى الله عليه وسلم - يَنهض إذا دخَلت عليه، ويقوم بتقبيل رأسها و يدها، كما روَت عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما رأيت أحدًا كان أشبه سَمتًا وهَدْيًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فاطمة، كانت إذا دخَلت عليه قام إليها، فأخذ بيدها وقبَّلها وأجلسها في مجلسه، و كانت إذا دخل عليها قامت إليه، و أخَذت بيده و قبَّلته وأجلَسته في مجلسها. [} وكان لا ينام حتى يُقبِّل عُرْض وجهها، وبين عَينيها، وكان يقول لها: ((فداك أبوك، كما كنتُ فكوني))[7]، حتى إنه كلما قدِم من سفرٍ بدأ بالمسجد، فيصلِّي ركعتين، ثم يذهب لفاطمة، ثم يأتي بيوت أزواجه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{14/2} [} كما أنها لم تَتركه في أوقات مرضه الأخير في بيت السيدة عائشة وحتى وفاته - صلى الله عليه وسلم - ورَضِي الله عنها وأرضاها؛ ولهذا لم يُطِق - صلى الله عليه وسلم - بُعْدَها عنه، وكذلك لم تتحمَّل فاطمة بُعْدَه عنها، وذلك في أول أيام زواجها من عليٍّ حين أسكَنها بيت أُمه، وكانت دارها بعيدة عن بيت النبوة؛ كما جاء في رواية ابن سعد في "الطبقات" عن أبي جعفر، لَمَّا قدم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ وتزوَّج عليٌّ فاطمة، وأراد أن يبنيَ بها، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اطلُبْ منزلاً))، فطلب عليٌّ منزلاً، فأصابه مستأخِرًا عن النبيِّ قليلاً، فبنى بها فيه، فجاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إليها قال: ((إني أريد أن أُحوِّلك إليَّ))، فقالت لرسول الله: "فكلِّم حارثة بن النعمان أن يتحوَّل - ينتقل من منزله - وأكون إلى جوارك"، وكان حارثة كلما تزوَّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحوَّل له حارثة عن منزل بعد منزلٍ، حتى صارت منازل حارثة كلها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها: ((يا بُنيَّة، قد تحوَّل حارثة عنا حتى استَحْيَيتُمما يتحوَّل لنا عن منازله))، فبلغ ذلك حارثة، فتحوَّل وجاء إلى النبي، فقال: يا رسول الله، إنه بلَغني أنك تريد أن تُحوِّل فاطمة إليك، وهذه منازلي، وهي أسقبُ - أقرب - بيوت بني النجار بك، وإنما أنا ومالي لله ولرسوله، والله يا رسول، لَلَّذي تأخذه مني أحبُّ إليَّ من الذي تدَع،فقال له الرسول: ((صدَقت، بارَك الله عليك))، فحوَّلها رسول الله إلى بيت حارثة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{15/2} ذكَر ابن حجر في "الإصابة" عن عبدالرزاق عن ابن جُريج، قال: كانت فاطمة أصغر بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحبَّهنَّ إليه، وسُئِلت عائشة - رضي الله عنها - كما روى الترمذي في سننه بسند حسَّنه: أيُّ الناس كان أحبَّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة، قيل: فمِن الرجال؟ قالت: زوجها، إن كان كما علِمت صوَّامًا قوَّامًا. {} هكذا كانت - رضي الله عنها - في كل المواقف معه دائمًا - صلى الله عليه وسلم - الابنة الحبيبة الرفيقة الشفيقة المواسية، وكيف لا تكون وهي فرع الحنان المُتدلي من شجرة الحنان الكثيفة الوارفة، التي أظلَّت المسلمين ورسولَ الإسلام بحُنوِّها وعطفها، ومالها وجهادها، حتى صار لها في عُنق كل مسلم دَينٌ حتى قيام الساعة؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{16/2} [} إنها فاطمة ابنة خديجة - رضي الله عنهما - وعن كل أُمَّهات المؤمنين. [} ولئن تَعجَّبنا كيف أن الابنة لم يُروِّعها النبأ، بل سُرَّت به، فيما يمكن أن نُسمي علاقة البنوة بالأبوَّة المتشابكة بين الزهراء وأبيها، بأنها معجزة تُضاف لسيد الخَلق حين نجَح في أن يُهذِّب ويؤدِّب ابنته إلى هذا الحد الفائق من الطاعة، حين لم تَرُد عليه مقالته، بل وجعَلت نَعيها بِشارة، فلم تغتمَّ ولكن سُرَّت؛ ليس زهدًا في الحياة و لكن فرَحًا بالمرافقة وةالمجاورة لأبيها في رحلته الأخيرة عن الدنيا.
[} كما لم يكن هذا أنانِية منها بترْك زوجها وصغارها، فقد أوصت بهم لمن بعدها، وغالبًا ما كانت تعرف من نبوءَات أبيها بأن ولديها لن يُعمّرا طويلاً، وكان من رحمة والدها بها - ربما - ألاَّ يُذيقها نار فِراقهما في حياتها، كما تجرَّعها هو - صلى الله عليه وسلم - في أولاده وإخوتها، وآخرهم إبراهيم آخر أبنائه من السيدة مارية - رضي الله عنهم - جميعًا، فكم هو مؤلِمٌ على النفس والقلب فِراقُ الأولاد في حياة والديهم.
[} أما ما ينفي الأنانية عن السيدة فاطمة بفرَحها لمغادرة الدنيا التي فيها الزوج والأولاد، هو حديثها مع زوجها علي أحبِّ الناس إلى قلبها بعد والدَيها الكريمين؛ حيث رأت أن تُوصيه، وتقبَّل منها وصاياها ونفَّذها بعد موتها وفاءً لها؛ لأنه كان يعلم أن أمْر وفاتها وحياتها ليس في يد أبيها، وإن كان رسولاً، بل يقف موتها عند حد التبليغ من الرسول الكريم لابنته، وغالبًا ما أوجَعه، وما كان ليَبوحَ لها به، إلا لَمَّا رأها تأذَّت وبكت حين سارَّها برحيله، كما أنها تعلم كما يعلم زوجُها الذي نبَّأه الرسول سابقًا بأنه شهيد - أنهما لم يُجرِّبا الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا هما ولا عامة المسلمين، وما دام قد قال، فقد صدَق، وما عليهما إلا التسليم بقضاء الله، وهذا ما فعلاه،
[} ونستشفُّ هذا من الحوار الرقيق الدقيق الأخير عن الرحيل الأكيد، فتجد الكلام في موضعه، فهيتوصي بحقٍّ لا لتَستشف تعلُّق زوجها بها، وحزنه عليها من عدمه، كما أنه لن يُجاملها أو يخفِّف عنها بأنهاستتعافَى وسيشدُّ الله أزْرها، ويمدُّ في عمرها مُواساةً منه، فإن عليًّا يعلم أنه لو فعَل هذا، فإنما يرد كلام رسول الله ويُكَذِّبه، وحاشاه أن يفعل؛ ولهذا تعامَل مع الموقف تعامُل الرجل الحكيم المُسَلِّم بقضاء الله ووقدره.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{17/2} {] أوصَت الزهراء - رضي الله عنها - زوجها علي بن أبي طالب بثلاث وصايا، فقالت: يا ابن عم، إنه قد نُعيت إليَّ نفسي، وإنني لا أرى حالي إلا لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة، وأنا أُوصيك بأشياءَ في قلبي، فقال - رضي الله عنه -: أوصِيني بما أحبَبت يا بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس عند رأسها، وأخرَج مَن كان في البيت، فقالت - رضي الله عنها -: يا ابن العم، ما عهِدتني كاذبة ولا خائفة، ولا خالَفتك منذ عاشَرتني، فقال - رضي الله عنه -: معاذ الله، أنت أعلم بالله تعالى، وأبرُّ وأتقى، وأكرم وأشد خوفًا من الله تعالى، وقد عزَّ علي مُفارقتك وفقْدك، إلا أنه أمرٌ لا بد منه، والله لقد جدَّدتِ عليّ مصيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجَلَّ فقْدُك، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ثم أوصَته - رضي الله عنها - بثلاث:
{] أولاً: أن يتزوَّج بأُمامة بنت العاص بن الربيع، وبنت أُختها زينب - رضي الله عنها - وكان اختيارها لأُمامة - رضي الله عنها - يقوم على أسباب وجيهة، بيَّنتها قائلة: إنها تكون لولدي مثلي، في حُنوتي ورَؤومَتي، أما أُمامة، فهي التي رَوَوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يَحملها في الصلاة.
{] ثانيًا: أن يتَّخذ لها نعشًا وصفَته له، وكانت التي أشارت عليها بهذا النعش أسماء بنت عُميس - رضي الله عنها - وذلك لشدة حيائها - رضي الله عنها - فقد استقبَحت أن تُحمل على الآلة الخشبية، ويُطرَح عليه الثوب، فيَصِفها، ووصْفُه أن يأتي بسَريرٍ، ثم بجرائد تُشَد على قوائمه، ثم يُغطَّى بثوبٍ.
[} ثالثًا: أن تُدفَن ليلاً بالبقيع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{18/2} {] وقد روى الإمام أحمد كيفيَّة وفاتها في حديث ضعَّفه أهل العلم عن أمِّ رافع، قالت: اشتكَت فاطمة شكواها الذي قُبِضت فيها، فكنت أُمَرِّضها، فأصبَحت يومًا كأمثل ما رأيتُها في شكواها تلك، قالت: وخرَج عليٌّ لبعض حاجته، فقالت: يا أُمَّه، اسكُبي غُسلاً، فسكبتُ لها غُسلاً، فاغتسَلت كأحسن ما رأيتُها تَغتسل، ثم قالت: يا أُمَّه، أعطيني ثيابي الجديدة، فأعطيتُها، فلَبِستها، ثم قالت: يا أُمَّة، قدِّمي لي فراشي وسط البيت، ففعَلت، واضطجَعت واستقبَلت القِبلة، وجعلت يدها تحت خدِّها، ثم قالت: يا أُمَّه، إني مقبوضة الآن، وقد تطهَّرت، دفلا يَكشفني أحد، فقُبِضت مكانها، قالت: فجاء عليٌّ، فأخبَرته.
[} و كذا روى ابن سعد في الطبقات أنها غسَّلت نفسها قبل أن تموت، ووصَّت ألا يُغسِّلها أحد؛ لئلا يَنكشف جسدها، وأن عليًّا دفَنها دون غُسلٍ؛ قال الذهبي عن هذا الكلام في السِّيَر: "هذا مُنكر". قال الزيلعي في "نصب الراية": "واعلَم أن الحديث ذكَره ابن الجوزي في الموضوعات، وفي "العلل المتناهية"،وقال: "هذا حديث لا يَصِح". [} وضعَّفه ابن حزم في "المحلَّى"، وقال ابن كثير: غريب جدًّا، أما ابن الأثير فقال في "أُسد الغابة": "والصحيح أن عليًّا وأسماء غسَّلاها".
[} و قد روى الشافعي والدارقطني، وأبو نُعيم والبيهقي، وحسَّنه ابن حجر والشوكاني، عن أسماء بنت عُميس - رضي الله عنها - أن فاطمة - رضي الله عنها - أوصَت أن يُغسِّلها علي - رضي الله عنه، قال الشوكاني: ولَم يقع من سائر الصحابة إنكارٌ على عليٍّ وأسماء، فكان إجماعًا، وأمَّا إنكار ابن مسعود فلا يَصِح، وعلى هذا جمهورُ أهل العلم، وذهب الحنفية في الأصح وأحمد في رواية إلى عدم جواز ذلك؛ لانقطاع الزوجيَّة، والأول أصحُّ؛ لأن الصحابة أفهمُ لدين الله - عز وجل - من غيرهم، وهذا الأثر الذي فيه وصيَّة فاطمة يُبطل ما قبله، فتعيَّن الأخذُ به، ولقد روى الإمام الذهبي قصة وفاتها في السِّيَر عن أم جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس: إني أستقبح ما يُصنَع بالنساء، يُطرح على المرأة الثوب، فيَصفها، قالت: يا ابنة رسول الله، ألا أُريك شيئًا رأيتُه بالحبشة؟ فدعَت بجرائد رَطبة، فحنَتْها، ثم طرَحت عليها ثوبًا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجملَه، إذا مِتُّ فغسِّليني أنت وعليٌّ، ولا يَدخُلنَّ أحدٌ علَيَّ، فكانت - رضي الله عنها - هي أوَّل مَن غُطِّي نَعْشها في الإسلام على تلك الصفة؛ كما قال ابن عبدالبر.
[} وأما أمرها ألا يُصلي عليها أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - ولا أن يتولَّيا دفْنها، فهذا مَحض كذبٍ وافتراء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: π لماذا بكت فاطمة الزهراء ؟! £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{19/2} وهكذا فقد توفِّيت فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين في زمانها، البضعة النبوية، والجهة المصطفوية، بنت سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - أبي القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشية الهاشمية أم الحَسَنَيْنِ - رضي الله عنها وأرضاها - بعد وفاة أبيها بستة أشهر في ليلة الثلاثاء لثلاث خَلَونَ من رمضان سنة إحدى عشرة، فدُفِنت ليلاً كما أوصَت، بعد أن صلَّى عليها علي بن أبي طالب، ونزَل في قبرها زوجُها علي، والعباس، والفضل بن العباس - رضي الله عنهم أجمعين - قال ابن الأثير في أسد الغابة: هذا أصحُّ ما قيل، وقال الذهبي في السِّيَر: وعاشت أربعًا أو خمسًا وعشرين سنة، وأكثر ما قيل: إنها عاشَت تسعًا وعشرين سنة، والأول أصحُّ.
| |
|
|
|
|
|
|
🌺 إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت 🌺 (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{21} 🌺العنكبوت 🌺 🌷يستحق التأمل🌷 [} تقوم أُنثى العنكبوت بقتل الذكر بعد ان تنجب الأولاد وتلقيه خارج البيت.. و بعد أن يكبر الأولاد يقومون بقتل اﻷم وإلقائها خارج المنزل..
[} بيت عجيب من أسوأ البيوت على وجه الأرض إطلاقاً. و لقد أبدع بوصفها القرآن بآية واحدة بقوله عز من قبائل : (و إنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)سبحان الله !!! [} لقد كان الناس يعلمون مدى الوهن في البيت الحسي للعنكبوت لكنهم لم يدركوا الوهن المعنوي إلا في هذا العصر. لذا قال : لو كانوا يعلمون !! [} و معظم ذلك يسمي الله تعالى سورة باسم هذه الحشرة السيئة الصيت و يتكلم عنها في آية مع أنّ السورة تتحدث من أولها لآخرها عن الفتن؟ [} البداية كانت (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون) (و من الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله)
[} قد يتبادر للذهن سؤال استفهامي: ما علاقة الفتن بالعنكبوت ؟ الجواب : إنّ تداخل الفتن يشبه خيوط العنكبوت..فالفتن متشابكة و متداخلة فلا يستطيع المرء أن يميز بينها و هي كثيرة و معقدة و لكنها هشة وضعيفة إذا استعنا عليها بقوة الله الواحد القهار .. "اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن" [}سئل أحد الحگماء: ما الذي أوصل حال المسلمين إلى هذه الدرگ الأسفل من الذل والهوان وتكالب اﻷعداء!؟ فرد : عندما فضلنا الثمانية على الثلاثة!قيل:ما الثمانية ؟ وما هي الثلاثة ؟ فأجاب : إقرؤها في قوله تعالى (( قل إن كان: 1. آباؤكم 2. وأبناؤكم 3. وإخوانكم 4. وأزواجكم 5. وعشيرتكم 6. وأموال إقترفتموها 7. وتجارة تخشون كسادها 8. ومساكن ترضونها أحب إليكم من 1. الله 2. ورسوله 3. وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين ) تستحق التأمل💫 لفتة رائعة أعجبتني : اليوم يقبل منا مثقال ذرة و غدا لن يقبل منا ملء الأرض ذهبا .. 🌹طبتم وطاب يومكم بذكر الله تعالى و ابواتك من الجنة منزلة🌹
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 🌺 وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ 🌺 (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{22} {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَ أَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) العنكبوت/ 45 .
[} قوله تعالى: ( وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) فيه أربعة أقوال: 1/ أحدها : و لذكر الله إياكم ، أكبر من ذكركم إياه ، و به قال ابن عباس ، و عكرمة، وسعيد بن جبير، و مجاهد . 2/ والثاني : و لذكر الله تعالى أفضل من كل شيء سواه ، و هذا مذهب أبي الدرداء، وسلمان ، وقتادة . 3/ والثالث : ولذكر الله تعالى في الصلاة ، أكبر مما نهاك عنه من الفحشاء والمنكر، قاله عبد الله بن عون . 4/ و الرابع : و لذكر الله تعالى العبد- ما كان في صلاته- أكبر من ذكر العبد لله تعالى، قاله ابن قتيبة " انتهى من "زاد المسير" .
[} واختار غير واحد من المحققين والمفسرين القول الثالث ، و هو أن حصول ذكر الله بالصلاة ، أكبر من كونها ناهية عن الفحشاء والمنكر .
[} قال ابن كثير رحمه الله :" يَعْنِي:أَنَّ الصَّلَاةَ تَشْتَمِلُ عَلَى شَيْئَيْنِ : عَلَىتَرْكِ الْفَوَاحِشِ وَ الْمُنْكَرَاتِ ، أَيْ: إِنَّ مُوَاظَبَتَهَا تَحْمِلُ عَلَى تَرْكِ ذَلِكَ. وَتَشْتَمِلُ الصَّلَاةُ أَيْضًا عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَهُوَ الْمَطْلُوبُ الْأَكْبَرُ ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) أَيْ: أَعْظَمُ مِنَ الْأَوَّلِ "
[} و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "فَإِنَّ الصَّلَاةَ فِيهَا دَفْعٌ لِلْمَكْرُوهِ وَهُوَ الْفَحْشَاءُ وَالْمُنْكَرُ، وَفِيهَا تَحْصِيلُ الْمَحْبُوبِ وَهُوَ ذِكْرُ اللَّهِ وَحُصُولُ هَذَا الْمَحْبُوبِ أَكْبَرُ مِنْ دَفْعِ الْمَكْرُوهِ ، فَإِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ عِبَادَةٌ لِلَّهِ ، وَعِبَادَةُ الْقَلْبِ لِلَّهِ مَقْصُودَةٌ لِذَاتِهَا، وَ أَمَّا انْدِفَاعُ الشَّرِّ عَنْهُ فَهُوَ مَقْصُودٌ لِغَيْرِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّبَعِ "
[} وقال أيضا :" قَوْلُهُ: (إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) بَيَانٌ لِمَا تَتَضَمَّنُهُ مِنْ دَفْعِ الْمَفَاسِدِ وَالْمَضَارِّ ، وَقَوْلُهُ: ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) بَيَانٌ لِمَا فِيهَا مِنْ الْمَنْفَعَةِ وَالْمَصْلَحَةِ ، أَيْ ذِكْرُ اللَّهِ الَّذِي فِيهَا ، أَكْبَرُ مِنْ كَوْنِهَا نَاهِيَةً عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ، فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ لِنَفْسِهِ كَمَا قَالَ: ( إذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) وَ الْأَوَّلُ تَابِعٌ ، فَهَذِهِ الْمَنْفَعَةُ وَالْمَصْلَحَةُ أَعْظَمُ مِنْ دَفْعِ تِلْكَ الْمَفْسَدَةِ " .
[} و لا تدل الآية على أن الذكر المجرد أفضل من الصلاة و أكبر ، فإنها بذاتها وما فيها من ذكر الله مِن أكبر الذكر وأعظمه .قال شيخ الإسلام " ذِكْرُ اللَّهِ الَّذِي فِي الصَّلَاةِ أَكْبَرُ مِنْ كَوْنِهَا تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ؛ وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ ذِكْرَ اللَّهِ خَارِجَ الصَّلَاةِ ، أَفْضَلُ مِنْ الصَّلَاةِ وَمَا فِيهَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ؛ فَإِنَّ هَذَا خِلَافُ الْإِجْمَاعِ .فعلم بذلك أن الله تعالى لم يفرق بين الذكر وبين الصلاة ، كيف والصلاة من أجل ذكر الله ؟ قال تعالى : (فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)
[} قال السعدي رحمه الله: " قوله: (لِذِكْرِي) اللام للتعليل أي: أقم الصلاة لأجل ذكرك إياي ، لأن ذكره تعالى أجل المقاصد ، و هو عبودية القلب ، فشرع الله للعباد أنواع العبادات، التي المقصود منها إقامة ذكره ، وخصوصا الصلاة " .
[}و لما سئل صل إت الله عليه وسلم عن أعظم المصلين و الصائمين و المزگين و الحجيج و المجاهدين أجراً عند آلله قال« أگثرهم ذكراً لله » ∆ هذا، و الله تعالى أعلم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 🌺 الخماسيات السبع🌺 (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
س/ ماهي خماسيات القرآن الكريم السبع. ؟؟الجواب /
لتسهيل معرفة بدايات السور في القرآن الكريم و من دقة القرآن الكريم تلك *الخماسيات* 5 5 5 5 5 5 5 ⚪والتي تشمل الفئات *السبع * التالية في إفتتاحيات السور :
1⃣ الفئة الأولى : *خمس سور مفتتحة بالتحميد* : ▪الفاتحة ، ▪الأنعام ، ▪الكهف ، ▪سبأ ، ▪فاطر . وكلها مكية .. 🍀 🍀🍀
2⃣ الفئة الثانية: *خمس سور مفتتحة بالتسبيح* : ▪الحديد ، ▪الحشر ، ▪الصف ، ▪الجمعة ، ▪التغابن . وكلها مدنية .. 🍀 🍀🍀
3⃣ الفئة الثالثة : *خمس سور مفتتحة بألف لام راء* : ▪يونس ، ▪هود ، ▪يوسف ، ▪إبراهيم ، ▪الحجر . وكلها مكية .. 🍀 🍀🍀 4⃣الفئة الرابعة : *خمس سور مفتتحة بالنداء* : ▪النساء ، ▪المائدة ، ▪الحج ، ▪الحجرات ، ▪الممتحنة وكلها مدنية .. 🍀 🍀🍀 5⃣الفئة الخامسة : *خمس سور مفتتحة بنداء الرسول ﷺ :* ▪الأحزاب ، ▪الطلاق ▪، التحريم ، ▪المزمل، ▪المدثر . وكلها مدنية . 🍀 🍀🍀 6⃣الفئة السادسة : *خمس سور مفتتحة بالإستفهام :* ▪الإنسان ، ▪الغاشية ، ▪الشرح ، ▪الفيل ، ▪الماعون . وكلها مكية. 🍀 🍀🍀 7⃣الفئة السابعة : *خمس سور مفتتحة بالأمر " قل " :* ▪الجن ، ▪الكافرون ، ▪الإخلاص ، ▪الفلق ، ▪الناس . و كلها مكية .. 🍀 🍀🍀 🌹 أفيدوا غيركم 🌹
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|