محمد الوسيلة الطيب:هل يفعلها إيلا ..؟!!

محمد الوسيلة الطيب:هل يفعلها إيلا ..؟!!


03-04-2019, 06:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1551718998&rn=1


Post: #1
Title: محمد الوسيلة الطيب:هل يفعلها إيلا ..؟!!
Author: شوقى الفقس
Date: 03-04-2019, 06:03 PM
Parent: #0

05:03 PM March, 04 2019

سودانيز اون لاين
شوقى الفقس-UK
مكتبتى
رابط مختصر



آذان صاغية


● في منتصف العام 2015 كان تعيين الدكتور محمد طاهر ايلا واليا على الجزيرة يعتبر بمثابة مفاجأة للجميع ، فقد ظن كثيرون أن الرجل لن يبارح شاطئ البحر الأحمر قيد أنملة ، بعد أن حقق نجاحاً منقطع النظير ، في ولاية فشل كل الولاة السابقون في النهوض بها تنمويا ، لتصبح فيما بعد مدينة بورتسودان أجمل حتى من العاصمة الخرطوم .. بل حتى أهل الجزيرة لم يتوقعوا أن يكون ايلا واليا عليهم ، مما جعل كثيرون في بقية الولايات (يحسدونهم) على هذا الاختيار .. و وفق هذه المعطيات، و في أول يوم وطأت فيه قدما الدكتور محمد طاهر ايلا أرض الجزيرة تم إستقباله استقبال الفاتحين ، و تمنى القوم هناك في الجزيرة الخضراء أن يكون مقدم ايلا بمثابة طوق نجاة يخرج ولايتهم من ازماتها المتعاقبة و ينهي حالة الصراع المستمر الذي اعترى الولاية ردحا من الزمان.

● ذلك كان مشهد الاستقبال.، أما واقع الحال فهو ما شهدته ولاية الجزيرة من حراك تنموي في شتى المجالات ، بعد ان وفر أيلا مواردا كثيرة فاقت توقعات و أرقام الموازنة ، مما يعني ان الرجل إستطاع أن يدير الولاية بفهم عال و متقدم ، عكس ولاة الولايات الذين تم تعيينهم بالتزامن معه ، فكان الحصاد في ولاية الجزيرة كباري و طرق و مستشفيات و مدارس و ملاعب كرة قدم و قطارات .

● و لكن رغم تلك النجاحات هل تصدقون ان أيلا واجه حربا ضروسا ؟ و ممن ؟ للأسف الشديد من قيادات نافذه في حزب المؤتمر الوطني الذي يرأسه ايلا في نفس الوقت ، في ذلك الوقت أي قبل عامين من الان كانت سيارات الدفع الرباعي تشق طريقها من مدني و حتى شارع المطار في الخرطوم ، حيث مقر الحزب الحاكم و قيادات لها وزنها السياسي و الإجتماعي تقدم مذكرة تلو الأخرى تطالب بعزل الوالي ايلا ، لتشتد المعركة أكثر و تنتهي بحل المجلس التشريعي و فصل 19 من قيادات المؤتمر الوطني و اعلان حالة الطوارئ.

● باختصار شديد ، الذين طالبوا بعزل الوالي أيلا في ذلك الوقت و قادوا حربا ضده ، هي شلة ( منتفعين) موجودة في كل ولاية من ولايات السودان ، تفرض سيطرتها على تفاصيل المشهد السياسي ، و لها تأثير عال على جهة اتخاذ القرار عندما يكون (متخذ القرار ) ضعيفا أحيانا ، لكن في الجزيرة إستطاع أيلا كسر شوكة تلك (الشلة) ، استطاع ايلا أن يوقف حوافز كان يتقاضها الموتى ، و الغى وظائف سياسية يعتاش عليها بعض ضعاف النفوس العاطون عن العمل ، تمكن الرجل من محاربة أي موظف (متفرغ) و وضع حدا للاستهبال الذي يمارس في نهب المال العام.

● الآن و بعد ان اصبح الدكتور محمد طاهر ايلا رئيسا للوزراء ، سيجد ذات (الشلة) و بصلاحيات أوسع ، الواجب أن يقضي على تلك الجماعة و ينهي و جودها كما فعل في الجزيرة ، بل المطلوب أن يحاصر مظاهر الفساد و الصرف البذخي و العبثي على مشروعات لا تسمن و لا تغني من جوع و لا يستفيد المواطن من ريعها .

● على ايلا أن (يقفل البلف) على الذين اعتادوا أن يجدونه مفتوحا دائما .. و هنا تحضرني مقولة أوردها الكاتب الصحفي الأستاذ محمد عبد القادر ، عندما زار الأخير بمعية صحفيين ولاية الجزيرة و نزلوا ضيوفا عند ايلا في قصره ، و سألوه عن الموارد التي اعتمد عليها في إنجاز مشروعات الخدمات، فكان رده سريعا و مقتضبا ، ( وفرت موارد بقفل المواسير التي كانت تسرب المال العام ) ، و عليه فالمطلوب أن يعمل ايلا على تطبيق (نظرية المواسير ) من موقعه الحالي في رئاسة الوزراء ، مع زيادة نسبة الجرعة مقارنة مع حجم (الشلة) التي كانت ولائية و الآن أصبحت مركزية.

● بكل تأكيد سيواجه ايلا صراع مراكز قوى حتى داخل المؤتمر الوطني ، و لكن عليه أن يفعل كما فعل في الجزيرة ، ليتمكن من إنهاء وجود ممتهني السياسة و المنتفعين و العطالى ليكون مصيرهم المعاش الإجباري ، فالوضع الاقتصادي المأزوم الذي تمر به البلاد لا يحتمل تسريب المال العام و لا يحتمل وضع جنيه واحد خارج موقعه الصحيح.