جَنَا ابن المدينة الشَرْعِي و موكب 17 فبراير

جَنَا ابن المدينة الشَرْعِي و موكب 17 فبراير


02-17-2019, 02:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1550368770&rn=0


Post: #1
Title: جَنَا ابن المدينة الشَرْعِي و موكب 17 فبراير
Author: طه جعفر
Date: 02-17-2019, 02:59 AM

01:59 AM February, 16 2019

سودانيز اون لاين
طه جعفر-تورنتو..اونتاريو..كندا
مكتبتى
رابط مختصر



https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-315576.htmhttps://www.alrakoba.net/news-action-show-id-315576.htm

الرابط اعلاه للحكاية


Quote: خاطب أصحاب الضمائر الحرة والمهن الشريفة
02-17-2019 01:01 AM
الجوكية ناس طاااط وخالي محطات، قالبي الجزرة وخالطي البنزين بالحب، فرزنا الكلام من بتاعين الحافلات عشان مايتقرصنو عليكم، اها الكلام ليكم زي مابتعرفو توحدو التعرفة في يوم واحد دايرين نوحد كلمتنا المرة دي. وقع ليك ياود الخالة ؟

هاا برد برد ، برد جوفك بالهتاف ياعمك اوعك تخاف، ودفار المحلية مايجازفك.

ناس الجلخة النضيفة والقلب الأنضف، الوطن داير فوطة على السريع ويرجع يلمع.

اها انت يا الفارش في الواطة وحلمان بدكان، خليك معانا ومع بعض كلنا بنعمل دكاكين واسواق خمسة نجوم عديل، ماتسرح في الكلام خلي عين تحت وعين فوق الكشة ماتجيك. بكرة بنكشهم وتفتح دكانك وترتاح من المطاردة.

انتو اكتر ناس لاقيتونا في الشارع بنهتف وعارفين نحنا أولاد الحلة وأصحاب الجنبات، فحنك عملاء ومخربين والشريحة دي مابتقرا فيكم. خسارة فردة فردتين بتتعوض والجلابي بنستر معاك. وانت برضو البتخسرو في ناس الكشة اكتر من البتخسرو بالهتاف ودي حاجة بسيطة نقدمها للبلد. وشنو احسن من خسارة وطن.

الشغل ده ماحق زول واحد، ماحق دكاترة ولامهندسين براهم، الشغل ده حقنا نحنا سودانيين. خريجين وموظفين غسالين عربات وحتى نشالين مش كلنا سودانيين دايرين ننشل الوطن من جيوب الكيزان.

الليلة برتكول أشباح وبكرة الصباح ماشين بحري.

تجمع المهنيين السودانيين



نقلا عن الراكوبة


ادناه نص سردي كتبه
و له صلة بالموضوع


Quote:

في تجوالها وجدت حباً علي الرصيف، كان حبٌ راغبٌ و جديد، الأجواء حول العلاقة الجسدية المثمرة هي مناخ تسببت فيه امطار عَرَضِية و مستعجلة هبّت بعدها نسمات طروبة. كان يتجول جوار جولاتها في النهار الذي تلون بألوان السحب، سماء زرقاء نسي الغبارُ تكتيحها بلونه الاغبر، سماء صافية شمسها غاضبة لأن السحاب كان يغازلها بفتور، نشر السحاب لونيه الرمادي و الأبيض بجسارة فانزوت الشمس. ضجت السيارات بالقرب منهما بضجيج المغادرة المستعجل، خلت الشوارع من المارة و هدأ المكان فتجاورت جولاتهما و اقتربت أكثر، إحتميا بظلال الفراندة التي طالما طُرِدا من تحتها في أيام المدينة العادية، ربما يعود سبب الطرد الدائم إلي اتساخمها الشديد. الجميع لا يعلمون إنّها تتضايق من الإتساخ و لا تحبه. انهمار المطر الغزير حوّل سطح الفراندة المعدني إلي دُشٍ حنين و خاص، لوح الصابون الذي نسيه غاسل العربات ترك باب المغامرة مفتوحا.
أخذت اللوح و تبادلت معه نظرات متجاورة و أليفة تماماً كجولاتهما. تعرّت عن اسمالها فظهر جمال مؤقت علي جسدها الذي يسكنه العذاب و الحرمان، اغتسلت بالصابون همت بغسل ملابسها، عدلت رأيها لان قطعة الصابون كانت صغيرة، نادته قائلة: يا فردة ما تديها موية و صابون!!
استجاب و تعرّي عن ملابسه فإنشكف جمالٌ مؤقت جدا و محدود في جسده المنحول. اغتسلا و تبادلا الحب، أحسّت بإنغراس النطف و الأمشاج في داخلها.
نسيته لأن جولاتهما لم تعد متجاورة. أتمّت حملها، ولدته علي الرصيف بمعاونة صديقتها العجوز التي أنهكها التسول و جردّها من كل شيء عدا تجاربها في مساعدة الامهات قبل الحروب ليضعن أوزار بطونهن بهدوء.
أحبت وليدها و درّت له اللبن المخلوط بالبنزين ، عوادم السيارات ، الغبار المتواتر و الفقر الدائم. لم تفكر في تسميته لأنها إكتفت بكلمة الجَنَا. إعتقد الجميع أن اسمه جَنَا فالتصق الاسم به التصاق الفقر و العذاب بهما معا. كان جَنَا ابن المدينة الشرعي يحمل في جسده بصمة من عذابها المستمر، التشققات في جلده الجاف تشبه الشوارع المتسخة، الغوفة النابتة علي رأسه تشبه اكوام الخراب و الحطام و الأوساخ النابتة علي وجه المدينة كشجرة مجنونة.
ميلاده كان حدثاً مهماً في حياتها لأنه قد وهبها اسما جديدا و هو أم جنا غير اسمها الذي نسيته من تكرار الانسطال. عشيقها اثناء تلك الليلة الماطرة وُجِد ميتاً و قطعة القماش المبتلة بالبنزين تملأ فمه بالغضب. أسِفَت علي موته أسفاً شديدا لانه يذكرها بأمسية كانت فيها نظيفة ، عارية ، مبردة بمياه مجانية من الاعلي و متفدئة بجسد حميم.
كبر جَنَا و ماتت أمّه التي لم تاكل و لم تشرب كما هو مطلوب فقالت المدينة بصمت بارد:

ماتت سغيرة و جاهلة لا اكلت و لا شربت!!؟
ماتت سغيرة و جاهلة لا اكلت و لا شربت!!؟

كررت المدينة كلماتها التي اصبحت... مقولة دارجة .. و يعود ذلك لأن أم جَنَا ماتت عاضّةً علي قطعة القماش المتسخة المبللة بالنزين الذي جف ليخلف الاخاديد علي شفتاها اليائستان من إنكشاف البلاء.
عاش جَنَا برغم الموت الذي يهدد جولاته التي يجاورها العذاب و الركض.
مرت علي جَنَا كشاتٌ كثيرةٌ يقوم بها "الإريرات الكابسين".. عرف أنهم الإريرات.. لان الجميع يقولون إريرا كَبَس.. إريرا كَبَس... و يركضون فيفلتون!
كان عندما يراهم يتردد النداء .. إريرا كَبَس.. إريرا كَبَس ... إريرا كَبَس حوله من أي فمٍ حوله ثم في ذهنه فيركض و يفلت و ينجو من خطر هو لا يعرفه تماما.
هو فقط يغادر إلي طرقٍ أخري هم ليسو بها، ينجو لأنهم لا يعرفون المكان و يجهلونه.

الكشة الأخير كانت مدهشة و غريبة !
أكمل جَنَا عامه السادس عشر فصار طويلاً و سريعاً لكنه لم يستطع الإفلات منهم، امسكوا به و زجوا به في دفار عدواني، ثم إلي مكان كبير فيه نوع غريب من الإريرات بملابس خضراء و قُبّعات خضراء ، آخرين بملابس غيراء مبرقعة بلون بني و قبعات بنفس اللون.. اندهش جَنَا من احذيتهم الضخمة و رباطها الاطول من اللازم ، استغرب للحزام الكبير ذو النهاية المعدنية الذي يلبسه الجميع فيحز وسط الواحد منهم فيبدو كجوال محشو بالقمامة.
المكان فضاءٌ كبير تنتشر به غرف و مبان أخري قبيحة وبه كثير من الضجيج ، يحمل هؤلاء الإريرارت قطع سلاح شادهد مثلها في السينما.
لم يتكلموا معه كثيرا و لأن جَنَا لا يعرف كلامهم لم يهتم.
صُرِفَت له ملابس نظيفة و خضراء ، قبعة ، حزام و حذاء كبير برباط أطول من اللزوم
أُعطِي الطعام بصورة منتظمة
أُجرِي له كشف طبي ربما للمرة الأولي في حياته و كان لائقاً بحسب إفادة الطبيب المناوب.
تشاغل جَنَا في أحيانٍ كثيرة بالنجوم المعدنية الغريبة التي ترصع كتفا أي ضابط منهم و بتلك الخطوط الحمراء القصيرة المنقوشة علي ياقاتهم فترتسم علي إثْر ذلك في وحهه ابتسامة مسطولة و باهتة.
استمرت إقامته في المكان الكبير لعدة ايام تعلم فيها
قيام راقداً
إنتباه..........
صَفَا.........
تمام.........
تمام يا افندم...........
رمي قرانيت..........
ضرب نار............
حمل السلاح و تعلم استعماله. تم تسفيره من مكان التدريب إلي هناك فإتخذ البؤس لونا اخر، تعرف إليهم ،عرفهم ، عرفوه و عرفوا انه لا يعرف شيئا عن هذه الأمور و كل الأمور الأخري.
في ذلك المكان وجد نساء يشبهن أمَّه كثيراً فعرف من أين جاءت أم جَنَا.






هذه االقصو منشورة
هنا في المكان الجميل سودانيزاونلاين
و منشورة من دار عزة
و منشورو في الامازون دوت كوم
في كتابي
عذابات سوبا و حريق النهر
لاحظ اللبشارة


طه جعفر الخليفة
اليوم
16 فبراير 2019م