إغتيال معلم , إطفاء شمعة ,,

إغتيال معلم , إطفاء شمعة ,,


02-03-2019, 02:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1549200183&rn=0


Post: #1
Title: إغتيال معلم , إطفاء شمعة ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 02-03-2019, 02:23 PM

01:23 PM February, 03 2019

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر



إغتيال معلم , إطفاء شمعة ,,

إنّ الجريمة البشعة التي ارتكبها منسوبو الأجهزة القمعية لنظام البشير ,
بحق المعلم (أحمد الخير عوض الكريم) ,
أعادت إلى الذاكرة مسمار الجبهة الاسلامية المسموم ,
الذي غرسته في رأس الشهيد علي فضل الرئيس الشرعي لنقابة أطباء السودان ,
ذات الملامح المحزنة والمبكية و المؤلمة ,
تكررت في الأيام و الليالي الحالكات الثلاث الماضية ,
على جسد أستاذ أجيال (خشم القربة) ,
الذي كشف جريمة تزوير عصابة المؤتمر الوطني
لانتخابات نقابة المعلمين بمنطقته , قبل عام ,
بناء على ذلك جاءت الأسباب واضحة وبينة ومدينة لنظام القهر و الجبروت ,
في محاولته اليائسة لإسكات صوت الحق بإغتيال المعلم (أحمد) ,
و انجلت الدوافع الحقيقية لأتباع النظام في إحداثهم لهذه المأساة الإنسانية ,
التي ارتعدت لها الفرائض و شاب من هول فظاعتها الولدان ,
و السؤال البديهي و التلقائي الذي يجب أن يصدر من كل انسان شريف سوي هو :
ما الذي جناه هذا المعلم حتى يلقى هذا الجزاء القاهر ,
ولماذا وقع عليه ذلك التعدي السافر والظالم المجحف ؟ ,
ألهذه الدرجة يقوم الذين جاؤونا متاجرين بآيات المصحف الشريف ببث سموم الكراهية والبغضاء ,
تجاه المعلمين و المدرسين الأنقياء حملة مشاعل النور ,
الذين يؤدون رسالة الأنبياء الكرام الذين يقف على رأس قائمتهم ,
رسولنا رسول الإنسانية جمعاء محمد بن عبد الله (ص) ,
الذي أول ما افتتح به رب العباد كلامه معه ابتدره بكلمة (إقرأ) ,
ماذا يريد أهل المؤتمر الوطني أن يفعلوا بركائز المجتمع ودعاماته الأساسية ,
ألا وهم المعلمون المحترقون شموعاً من أجل التنوير ومحاربة الظلام ,
والذين يعتبرون بمثابة الأعمدة الراسخة التي تقوم عليها حياة الانسان ,
وتتحقق بها قيمة وجود هذا الانسان كابن لآدم مميز عن قطيع الحيوان ,
لا يوجد تفسير لحال هؤلاء الانقاذيين
وهم ينحرون ويذبحون المعلم ناشر النور في ارجاء الكون ,
إلا مدلول ومعنى عجز بيت شعر للإمام علي بن أبي طالب ,
يقول فيه (و الجاهلون لأهل العلم أعداء) ,
فمنظومة البشير إغتالت الطبيب و المعلم و المهندس و الطالب و المزارع ,
فماذا ترجو من سكان السودان غير رفعهم لشعار (تسقط بس) ,
و ماذا تنتظر سوى خروجهم إلى الشوارع و الميادين حاملين لأرواحهم على أكفهم ,
وغير مبالين برصاص القناصة ولا اقتحام الملثمين لهم في بيوتهم ,
فمقتل هذا المعلم هو إطفاء لشمعة مضيئة من شموع الحق والعلم و النور ,
و إصرار عنيد من نظام البشير على استمراء العيش في غياهب جب الظلام.

لقد صاحبت مثل هذه الجرائم النكراء القذرة و الشنيعة ,
روح تشفٍ و غلٍ اجتاحت نفوس مرتكبيها ,
يحار معها الانسان القويم سلوكاً في مثل هؤلاء الأشخاص ,
الذين يقومون بكل هذا العار و يمارسون ألواناً من القبح في سبيل نيل رضاء الحاكم الظالم ,
الذي حرمهم أبسط حقوقهم و وقف أمامهم سداً منيعاً حتى لا يحيون ولا يعيشون حياةً كريمة يستحقونها ,
كيف لمن عرف فضل المعلم الذي كان سبباً في تأهيل الطبيب والمهندس ورجل الدولة ,
أن تراوده نفسه في أن يخرق بخازوقه المسموم جسد هذا الرسول !! ,
من منا لم يستحضر جميع من وقفوا أمامه وأمام السبورة ,
ممسكين بالطباشيرة يلقنونه الحرف تلو الحرف طيلة مراحله التعليمية ,
عندما ورد الخبر الأليم حول تعذيب و إغتيال المعلم (أحمد) ,
في ذات الوقت الذي يتهيأ فيه الشعب السوداني لطي آخر ملفات حكم الطاغوت ,
فربما تكون تضحية شهيد العلم والنور
هي آخر القرابين المقدمة من الشعب السوداني لزوال الطغمة الفاسدة ,
وانقشاع الظلام الذي أرخى سدوله بفعل هذه العصبة الباطشة ,
فقد زادت هذه الفعلة الغادرة و الجبانة من لهيب واحمرار جذوة الثورة ,
في وجدان المنتفضين وداخل قلوب الثوار صغيرهم و كبيرهم ,
و ما إضراب وتوقف بعض المعلمين الشرفاء من ابناء هذه الارض الطيبة عن العمل ,
في هذا اليوم الذي تلى هذا الحدث الكارثي الجلل والمأساوي ,
حداداً على إزهاق روح زميلهم الشهيد ما هو إلا واحدة من الرسائل العظيمة ,
التي لن يستوعبها فرعون بلادنا إلا وهو هارب ومطارد بين خيران ومجاري الصرف الصحي ,
من قبل التلاميذ و الطلبة الذين قدمهم هؤلاء المعلمون للحياة ,
إنهم المعلمين الذين ذهبت أرواحهم الطاهرة فداءً للقضية الكلية ,
و أصبحت مهراً يضاف إلى المهور الأخرى الممهورة بدماء شهداء هبتي سبتمبر و ديسمبر العزيزتين.

لو يعلم الناس أن شريحة المعلمين في جمهورية السودان ,
هي من أكثر مكونات المجتمع تعرضاً للظلم و القهر و الاستباحة و هضم الحقوق و ابتسار القيمة ,
فقد صبروا على استهتار الحاكم حينما وضعهم في ذيل قائمة ذوي المرتبات الضعيفة والزهيدة ,
حتى أصبح الجندي الملائشي المرتزق الجاهل و القاتل المأجور ,
يتقاضى راتباً شهرياً كبيراً يساوي أضعاف ما ترمي به عليهم دويلة الفساد و الاستبداد ,
من فتات موائدها الطافحة بالدرهم والدينار و الدولار في نهاية كل شهر ,
بل ذهبت منظومة الحكم البشيري الجائر إلى أبعد من ذلك ,
بأن أهملت مرافق التصريف الصحي بالمدارس ,
حتى أدى هذا التقاعس في عدم ترميم هذه المرافق ,
إلى موت معلمة من المعلمات النابهات بإحدى المدارس في مدينة الثورة بأم درمان ,
نتيجة لانهيار بئر دورة المياه تحت قدميها أثناء اليوم الدراسي ,
بينما كانت تؤدي واجبها الرسالي وتقوم بدورها التنويري في تغذية عقول الطلاب بالقيم الفاضلة ,
وفي نهايات حكم سيئة الذكر الانقاذ , أتتنا بما لم يأت به الأولون و لا الآخرون ,
وهو إجلاس حملة مشاعل العلم و النور على الخوازيق ,
كآخر إبداع وابتكار من ابتكارات نظام كهنة إخوان الشيطان ,
في قهر وإذلال فئة القديسين و المعلمين ,
هؤلاء الأخيار الذين يتقاضون أعلى الأجور في كوكب اليابان ,
البلد الذي تقدم إقتصادياً و صناعياً و علمياً و إنسانياً ,
عندما منح المعلم ما استحقه ,
من واجب أخلاقي و إنساني ومادي من قبل الدولة والمجتمع على حد سواء ,
ماذا سيقول عنا سكان هذا الكوكب الياباني
إذا علموا بأننا نغتال المعلم عمداً بإجلاسه على الحديد الصلب والمدبب ,
ذات الحديد الذي يصنعون منه سيارات التويوتا ؟ ,
حتماً سينكسون أعلامهم شهراً كاملاً و سوف يرتدون الأسود من الثياب ,
حداداً على روح المعلم (أحمد) التي أزهقت ,
تحت وطأة وطعن الخازوق المدبب والقاسي المصنوع من هذا الحديد.


ختاماً نترحم على روح الشهيد (أحمد الخير عوض الكريم)
حامل لواء الاستنارة و التوعية ,
وربنا يجعله في الجنات العلى مع الصديقين و الشهداء و الصالحين ,
و يلهم أسرته المكلومة الصبر و العزاء الحسن ,
و يجعل طفلته اليافعة منارة من منارات الخير و الجمال في الحياة الكريمة القادمة ,
فقد أصبح أبوها أيقونة من أيقونات النضال السوداني الكبير ,
و أدى دوره كما وجب عليه ان يؤديه كمعلم مبجل واعي بدوره وبمتطلبات المرحلة ,
فنال شرف مقاومة الجبروت و الطغيان المقاومة الصادقة و المصادمة الجسورة ,
التي وضعت مدماكاً سميكاً في إرث النضال الوطني ,
والذي سوف يقوم عليه بنيان دولة القانون ,
و تؤسس عليه منظومة العدالة الاجتماعية و المواطنة التي لا يظلم فيها أحد.


Post: #2
Title: Re: إغتيال معلم , إطفاء شمعة ,,
Author: آدم صيام
Date: 02-03-2019, 04:00 PM
Parent: #1

Quote: إطفاء شمعة ,,



سمعة الشمعة تحياتي

Post: #3
Title: Re: إغتيال معلم , إطفاء شمعة ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 02-03-2019, 04:53 PM
Parent: #2

Quote: سمعة الشمعة تحياتي
أخي آدم - لك تحية الثورة المجيدة..

Post: #4
Title: Re: إغتيال معلم , إطفاء شمعة ,,
Author: Arif Nashed
Date: 02-03-2019, 05:02 PM
Parent: #3

سلام..
اذا كان مقتل طالب يعادل مقتل أمة فما بالك بمقتل معلم.
كاد المعلم ان يكون رسولا..

Post: #5
Title: Re: إغتيال معلم , إطفاء شمعة ,,
Author: عمر أبوعاقلة
Date: 02-03-2019, 05:18 PM
Parent: #4

يقول أحدهم في الواتساب اليوم:
"لا تحدثوا الأطفال كيف مات أستاذ أحمد
بل حدثوهم لماذا مات" حتى يحبوا هذا البلد

شئ يذهب العقل يا سمعة ويفوق حد التصور
اللهم تغمده برحمتك وجميع شهدائنا

تحياتي

Post: #7
Title: Re: إغتيال معلم , إطفاء شمعة ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 02-03-2019, 06:44 PM
Parent: #5

Quote: بل حدثوهم لماذا مات" حتى يحبوا هذا البلد
فعلاً يا عمر يجب أن نحدثهم ونخبرهم لماذا ضحى بروحه من أجل حياة كريمة لنا ولهم..

Post: #6
Title: Re: إغتيال معلم , إطفاء شمعة ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 02-03-2019, 06:40 PM
Parent: #4

Quote: كاد المعلم ان يكون رسولا.
لافرق بين قتلة الأنبياء وقتلة الأستاذ أحمد.