اسرار مفاوضات ابوجا .. ابوسانجو طرد عبد الواحد من القصر الرئاسي !!

اسرار مفاوضات ابوجا .. ابوسانجو طرد عبد الواحد من القصر الرئاسي !!


05-07-2006, 05:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1146975783&rn=0


Post: #1
Title: اسرار مفاوضات ابوجا .. ابوسانجو طرد عبد الواحد من القصر الرئاسي !!
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 05-07-2006, 05:23 AM

لحظات ماقبل .. واثناء التوقيع ‏
تقرير كتبه من ابوجا ابوعبيدة عبد الله ‏
‏ لم يغمض جفن في ابوجا لقادة الاتحاد الافريقي والوفد الحكومي وأطراف ‏الحركات المسلحة عدا العدل والمساواة، الرئيس النيجيري اوباسانجو ورئيس ‏الكنغو دينس ساسنقيسو والفا عمر كوناري قضوا ليلة الجمعة حتى اشرقت الشمس ‏في اتصالات مع مني اركو مناوي وعبد الواحد محمد نور اللذين حتى منتصف ‏اليوم كانا يتحدثان عن نائب الرئيس والاقليم الى آخر المطالب التي كانا يناديان بها ‏منذ بداية الجولة السابعة.حينما انبلج فجر الجمعة ترددت الانباء عن ان مناوي ‏وعبد الواحد سيوقعان على ورقة الاتحاد الافريقي بعد اجراء بعد التعديلات عليها، ‏وظلت المشاورات جارية بين قادة الاتحاد الافريقي وتلك القيادات. عند العاشرة من ‏صباح الجمعة طلب الرئيس اوباسانجو من د. مجذوب الخليفة رئيس الوفد الحكومي ‏الحضور الى القصر الرئاسي في الوقت الذي طلب فيه مناوي امهاله حتى منتصف ‏النهار لاجراء مشاورات مع ساسته وقادته الميدانيين حول قبول الاتفاق او رفضه. ‏تسربت الانباء بان مناوي وكافة اعضاء حركته وافقوا على الاتفاق وان عبد الواحد ‏ما زالت تلك الاطراف تعمل على اقناعه . ذهبنا الى القصر الرئاسي بصحبة وفد ‏الحكومة لا نعلم من الذي سيوقع من الذي سيرفض، بجانب رجالات الادارة الاهلية ‏المنتخبة بدارفور الذين على رأسهم الناظر سعيد مادبو ناظر الرزيقات والمقدوم ‏صلاح الدين ناظر الفور وصلاح علي الغالي ناظر قبيلة الهبانية وعدد من نظار ‏القبائل الاخرى.القصر كان معداً اعداداً تاماً لمراسيم توقيع الاتفاق، المنصة ‏الرئيسية كان بها ديباجة تشير الى مقاعد اوباسانجو وساسنقيسو والتريكي وسالم ‏احمد سالم . الجانب الآخر كان به روبرت زوليك وهلري بن ويان برونك وزيد ‏الصبان ممثل الجامعة العربية بجانب السفراء المعتمدين بنيجيريا وممثلي ايطاليا ‏وفرنسا وهولندا والنرويج وامريكا كانوا بجانب واحد . الطاولة التي كانت تقابل ‏المنصة الرئيسية كانت لاعضاء حركة تحرير السودان. ثم بالاتجاه الرابع وضع ‏وفد الحكومة السوداني في مواجهة المجتمع الدولي بجانب ممثل الرئيس المصري ‏وبجانبهم ايضا ديباجة حملت حركة تحرير السودان مجموعة عبد الواحد، وسط ‏هذه الطاولة وضعت منضدة عليها باقة ورد بلاستيكية مخضرة بجانب كرسيين ‏لاجراء عملية التوقيع عليها، وكالات الانباء العالمية كأنها نزلت من السماء، ‏والجزيرة، والحرة، والـ «س ان ان»، والـ «بي بي سي»، وتلفزيون المانيا، وعدد ‏كبير من الاعلاميين. عند الثالثة بتوقيت ابوجا الخامسة بتوقيت الخرطوم دخل ‏ساسنقيسو وجلس على مقعده، بعدها دخل الرئيس اوباسانجو وسلم على رجالات ‏الادارة الاهلية بالطريقة السودانية كما يقول (يضع يده على كتف الرجل الآخر ‏ويسلم عليه) وسط ضحكات وتصفيق الحاضرين، جلس اوباسانجو على مقعده، ‏دون ان يحضر مناوي او عبد الواحد، قام منزعجا من مقعده وخرج ثم عاد بعد ‏دقائق دون مناوي وعبد الواحد . عبد الواحد ومجموعته كانت حتى تلك اللحظة في ‏تشاور دائم، الغالبية مع التوقيع الا ان عبد الواحد يرى خلاف ذلك، اخيرا دخل عبد ‏الواحد ومجموعته القاعة، ثم دخل اوباسانجو وجلس، الكل كان في انتظار مناوي ‏ومجموعته، بدأ الحاضرون يهمسون في آذان بعضهم (مناوي رفض التوقيع، ‏مناوي غادر القصر، قادته الميدانيون رفضوا التوقيع)، قام اوباسانجو من مقعده ‏وذهب لزوليك وبرونك وهلري بن تحدث معهم حديثا يبدو انه يستفسر عن تأخير ‏مناوي بحكم انهم كانوا آخر أناس معهم ثم عاد الى مقعده، احد مستشاريه همس له ‏في اذنه بكلمات قام بعدها مسرعا تجاه عبد الواحد قال له: هل تريد ان توقع قال ‏عبد الواحد: لا بل اريد كلمة، قال له اخرج من القاعة .غادر عبد الواحد القاعة ‏واجتمع حوله عدد من مراسلي الفضائيات الا ان رجال الامن منعوه من اي ‏تصريح وطالبوه بالخروج من القصر الرئاسي.عرفنا بعدها ان تصريحات سالبة ‏ادلى بها عبد الواحد انتقصت من الاتحاد الافريقي ودوره في العملية السلمية جعلت ‏اوباسانجو يسلك ذلك المسلك. بعد خروج عبد الواحد بدقائق معدودة دخل مناوي ‏برفقة مستشاريه وقادته الميدانيين .استهل الحديث اوباسانجو بالترحيب بالحضور ‏ساسنقيسو وزوليك وبرونك والتريكي وهلري بن وممثل الرئيس المصري حجاج ‏وقادة الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والاتحاد الاوربي وكندا وحكومة السودان ‏وحركة تحرير السودان.سرد الرئيس اوباسانجو مسيرة العملية التفاوضية منذ ‏‏2004 مشيرا الى انها كانت طويلة، قال احيانا نشعر اننا اقتربنا من الهدف ‏واحايين اخرى نشعر اننا ابتعدنا عنه ونرى انه لن يتحقق، واشار الى ان الاتحاد ‏الافريقي طرح الاسبوع الماضي للاطراف وثيقة مشيرا الى انها لم تلب مقترحات ‏الجميع بنسبة 100% ورأينا ان هناك فرصة يمكن استغلالها، وصف اوباسانجو ‏حضور زوليك وهلري بن بانه شجع الاطراف على دراسة الوثيقة مما قلل من ‏مستوى الهوة بين الاطراف ورجعت الثقة.بعد ان تم تعديل الوثيقة باضافة بعض ‏المقترحات الامريكية والبريطانية كان يأمل اوباسانجو ان توقع عليها كل الاطراف ‏الا انه اعرب عن سعادته بقبول الحكومة لها مما يدل على حسن القيادة، وقال ان ‏حركة تحرير السودان تعاني من مشاكل الشئ الذي جعله يفكر في ايجاد توازن ‏لاتفاق يرضي الميدانيين والسياسيين وامتدحه بانه ليس قائدا ميدانيا فحسب بل ‏سياسيا ناجحا. واضاف ان القائد الناجح لابد ان يتصدر الساحة السياسية حينما ‏تكون هناك قرارات. ودعا اوباسانجو الاطراف التي لم توقع على الاتفاق للحاق ‏مبينا ان الاتحاد الافريقي سيواصل النقاش معهم ويحثهم على التوقيع. في تلك ‏الحظة انقطع التيار عن سماعات الترجمة والمايكرفون مما جعل اوباسانجو يداعب ‏مناوي هل انت الذي فصلت التيار ؟ فضحك الجميع. ‏
لحظات التوقيع ‏
نظر اوباسانجو لمناوي جليا وقال (مناوي تعال) ثم وجه نظره لدكتور مجذوب ‏‏(كليفة تعال) جلسا معا على طاولة التوقيع وسط تصفيق وتهليل وتكبير الحضور ‏ووقعا على الوثيقة التي كان شهودا عليها زوليك وسالم وهلري بن والتريكي الذي ‏الح عليه اوباسانجو للحضور وبرونك ممثل الاتحاد الاوربي وساسنقيسو ‏وابوباسانقو. ‏
ارتسمت ابتسامة على شفاه الحاضرين ممزوجة بشئ من الاسي والمرارة لما خلفته ‏الحرب في دارفور من تشريد للاهالي وخراب ودمار، صافح مجذوب مناوي ‏بحرارة وامسك بيده ملوحا بالاتفاق وسط تصفيق حار من المجتمع الدولي ‏والحضور كافة. ساسنقيسو في كلمته وصف اللحظة بانها تاريخية وتمثل منعطف ‏مهماً لاهل دارفور والسودان وحيا اوباسانجو لصبره الطويل وقدم شكره للرئيس ‏عمر البشير الذي رعى المفاوضات ودعمها الى ان تحقق السلام. ووصف مناوي ‏وقادة الحركة بانهم لهم جدارة كبيرة في التغلب على الصعوبات مشيرا الى ان ‏الزعماء يتخذون القرارات في الوقت المناسب، وقال ان كفاحنا من اجل دارفور ‏يبدأ من الآن مشيرا الى ان اصدقاءهم في اوروبا وامريكا سيوالون دعمهم ويقفون ‏بجانبهم من اجل تطبيق السلام وقدم شكره لهم لما قدموه في الفترات السابقة، ‏واعرب عن امله ان تعود العلاقات بين السودان وتشاد حتى تسهم في تطبيق اتفاق ‏ابوجا على الوجه الاكمل . وشبه ساسنقيسو عملية سلام دارفور بقطار انطلق دون ‏ان يغلق ابوابه في وجه الآخرين، وقال ان اخواننا الذين لم يركبوا في هذه المحطة ‏سنعمل بكل جهدنا ان يركبوا معنا في المحطة القادمة وقال اذا التقيناهم في البر ‏سنخفف سرعة القطار وندعوهم للصعود، الا انه اشار الى ان القطار لن يتوقف الا ‏في المحطة النهائية.روبرت زوليك مساعد وزير الخارجية الامريكية اكد ان ‏المرحلة الحالية هي بداية على الورق لحل المشكلة وتبقى ان يتم تطبيق الاتفاق ‏على الارض. واكد ان الجميع اعجب بشجاعة الطرفين، وحيا مناوي بصفة خاصة ‏ووصفه بانه مكسب للحكومة.هلري بن وزير التنمية والتعاون النرويجي حيا ‏الاطراف الموقعة على الاتفاقية وقال ان القول بالرفض في وجه اية اتفاقية سهل ‏واشار الى ان الموافقة صعبة لانها تتطلب التزامات .ممثل كندا اكد للاطراف ان ‏العالم ينظر للطرفين بعين الرضا واكد تحمل بلاده والتزامها لتنفيذ الاتفاق وامن ‏على مساعدة الاطراف والعمل معها من اجل تحقيق التنمية.ممثل جمهورية مصر ‏اكد ان توقيع الوثيقة حدث بالغ الاهمية مؤكدا التزام مصر بتنفيذها مع الاطراف. ‏الاتحاد الاوروبي اكد ان التوقيع على الوثيقة حدث كبير مشيرا الى التزامه بتطبيق ‏ورعاية الاتفاق علي الارض. مبعوث الرئيس الليبي عبد السلام التريكي اكد ان ‏المرحلة الحالية هي الحلقة الاخيرة لحل مشكلة دارفور. وقال يجب ان نفخر باننا ‏استطعنا ان نحل مشاكلنا بانفسنا، واشار الى ان مسؤولية المجتمع الدولي تجاه ‏افريقيا ليست طوعية بل الزامية في دعم ورعاية الاتفاقيات.زيد الصبان ممثل ‏الجامعة العربية اكد ان الساحة السياسية اطل عليها فارس جديد - مناوي - واكد ان ‏السلام يمثل خطوة والطريق ما زال طويلا . يان برونك مبعوث الامين العام للامم ‏المتحدة قال لطرفي الاتفاق انتم بارعون وملهمون وحيا الاتحاد الافريقي ووصف ‏مفاوضيه بالنزهاء وقال اسمحوا لي ان اقول للخليفة انت بارع واستطعت ان تحقق ‏النجاح، وقال لمناوي ان هناك احاديث عن ان هذا الاتفاق جزئياً الا انني اؤكد ان ‏الاتفاق كاملا، وقال ان الحركات الاخرى لم يكن لها نفس الحظ في التوقيع واضاف ‏ان هناك حركة واحدة اثبتت شجاعتها واعرب عن امله ان تلحق بقية الحركات ‏بالاتفاق واوضح ان هناك مسؤولية كبيرة تنتظرنا على الارض.واكد التزام الامم ‏المتحدة بالمساعدة وبذل الجهد في اطار العمل الانساني. مني اركو مناوي رئيس ‏حركة تحرير السودان أثني على دور ليبيا في تحقيق العملية السلمية وشكر الجميع ‏لدورهم الكبير في عملية السلام وأكد ان اي إتفاق سلام يتم تطبيقه على الارض من ‏قبل الطرفين والذين من حولهم سيساعدونهم الا انه اشار الى ان الدور الاعظم يقع ‏علي طرفي الاتفاق، وقال اشتقنا للسلام لأننا فقدناه على الارض ونريده ليستمتع به ‏اهل دار فور والسودان. وأضاف ان هناك جماعات ما زالت تحارب ولا يمكن ان ‏نسمي ذلك سلاما. ما نود ان نقوله هو دعوه الحركات الاخرى (جناح غيري ) ‏والعدل والمساواة للانضمام لركب السلام. وأكد ان دارفور في السلام والحرب ‏تحتاج لمجهودات المجتمع الدولي ونؤكد اننا اوقفنا الحرب منذ 2004 ودعا ‏المجتمع الدولي للالتزام بعهوده تجاه دارفور وأكد مضي الحركة تجاه السلام ‏وجديتها لتطبيق الاتفاق. ‏
دكتور مجذوب الخليفة احمد مستشار رئيس الجمهورية رئيس الوفد الحكومي ‏المفاوض حيا اوباسانجو في مستهل كلمته وقال ان حكومه الوحدة الوطنية كسبت ‏فارسا وسياسيا جديدا وأعرب عن أمله بان يرى بقية الاخوان من الحركات الاخرى ‏في عملية السلام وأبلغ الحاضرين تهاني الرئيس البشير ونائبيه سلفاكير وطه ‏مؤكدين التزامهم بالاتفاق وقال ان هذا اليوم يهدى لأهل دارفور وقال نحن هنا في ‏الطرف الحكومي. وقبل ان تنتهي مراسيم الاحتفال اقتحمت القاعه مجموعة منشقة ‏عن حركة تحرير السودان مجموعه عبد الواحد وابدت رغبتها في التوقيع بعد ان ‏رفض عبد الواحد التوقيع وقال عبد الرحمن في كلمته انهم أتوا من أجل السلام بعد ‏ان رفض عبد الواحد التوقيع. على الوثيقة مشيرا الى ان من يرغب في العملية ‏السلمية لا بد ان يبدي اعترافه بالاتحاد الافريقي واستطاع ان يوقع على الاتفاق ‏ويرفع يديه بجانب مجذوب ومناوي.وفي ختام كلمته أشار اوباسانجو الى ان ‏ساسانقيسو اوضح ان القطار لن يتوقف ويسير ببطء مشيرا الى ان مجموعة د. عبد ‏الرحمن موسي استطاعت ان تلحق بالقطار قبل ان يغادر المحطة الاولى وصعدت ‏فيه.في ختام الاحتفال تعانق وفد الحكومة مع وفد حركة تحرير السودان.‏