الشيخ الترابي بين الفقه والسياسة ..!

الشيخ الترابي بين الفقه والسياسة ..!


05-05-2006, 06:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1146851164&rn=0


Post: #1
Title: الشيخ الترابي بين الفقه والسياسة ..!
Author: waleed500
Date: 05-05-2006, 06:46 PM

الشيخ الترابي بين الفقه والسياسة ..!


ملأ شيخ الترابي، كعهده دائماً، الدنيا وشغل الناس بفتاواه الأخيرة وأود في البداية أن أقول، رغم اعتراضي على بعض فتاوي الرجل كما سأبين، إن من حقه أن يجتهد فهذا حق مكفول يثاب فاعله وإن كان مخطئاً مالم يخرج على النصوص القطعية من الكتاب والسنة.
قبل أن أغوص في بعض الفتاوي الخطيرة أود أن أُبدي اعتراضي على طريقة الغمز واللمز والسخرية والتهكم التي أبداها الرجل ويبديها على الدوام مع كل الذين لا يوافقونه على رأيه من العلماء والدعاة إلى الله فذلك سلوك لا يليق بالمسلم العادي دعك من أن يُقترف من قبل زعيم ورمز إسلامي يتصدى للفتيا ويقود جماعة تدعو إلى الإسلام »لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم« فالإمام الشافعي، وهو من هو، كان يقول »قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب« وكذلك قال غيره من الائمة الذين تأدبوا بأدب الإسلام وتواضعوا وفقاً لتعاليمه .
أذكر أني قلت للشيخ الترابي قبل سنوات إن مقدمة تفسيره لم تذكر السابقين بخير ولم تثبت لهم فضلاً عليه وعلى الأمة الإسلامية وإنما كانت منصبة على انتقادهم فقط وهو خلق لا يتفق مع أدب الدين »والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم« بل إن الرجل يسخر ويتجرأ ويستخدم عبارات لا تليق البتة حتى مع الأحاديث النبوية الصحيحة مثل حديث »يولد المسلم على الفطرة« حيث يقول »هذا كلام فارغ فعندما تبلغ الثامنة عشر تختار دينك« قال هذا في محاضرة جامعة الخرطوم مؤخراً وأوردت ذلك صحيفة »الرأي العام«.
أجاز الترابي زواج المسلمة من أهل الكتاب أو زواجها ابتداءً فقد قال الرجل في حواره مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية »تحدثت عن بقاء المسلمة مع زوجها الكتابي لكني الآن أفتح الأمر لتقدير الأمور جملة ولتقدير عين الزواج فلا تمنعها آية أصلاً في كتاب الله فلذلك لا أمنعها بتراكم الأقاويل التي عهدناها« وأظن أن من قبيل الغرور أن يظن الرجل أنه هو الوحيد الذي فهم كتاب الله تعالى منذ بعثة الرسول الكريم »ص« بل إني لا أدري إذا كانت كلمة »أقاويل« تشمل أحاديث الرسول »ص« ولا أدري كذلك أن هناك نص أوضح من كتاب الله تعالى »ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا« ثم ألا يعتبر النصارى مشركين يدعون عيسى ويؤلهونه ويعتقدون أنه ابن الله؟ »لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم« ثم ألا يقول الله سبحانه »فلا ترجعوهن إلى الكفار لاهن حل لهم ولا هم يحلون لهن« علماً بأن هذه الآية نزلت بعد صلح الحديبية الذي أُتفق فيه على إرجاع من يلحق بالرسول »ص« في المدينة - بعد أن يسلم - إلى قريش في مكة ثم إني أود أن اسأل الشيخ الترابي : هل فهم أصحاب الرسول »ص« بمن فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وابن عباس والتابعون والمسلمون على مدى أربعة عشر قرناً الماضية فهماً، وأهم من ذلك، هل مارسوا ممارسة تختلف عن نصوص هذه الآيات بمعنى هل زُوجت مسلمة ابتداءً لنصراني أو يهودي؟.
قد أتفهم الفتوى القديمة للرجل والتي قدمها في أمريكا والتي أجاز فيها للمرأة التي تعتنق الإسلام في الغرب أن تبقى مع زوجها غير المسلم حتى لا يعطلها اشتراط تطليقها من زوجها عن إعتناق الإسلام بإعتبار أن إسلامها، حتى ولو أٌعتبرت زانية جراء بقائها مع زوجها غير المسلم، خير من كفرها لكني أعجب من قول الترابي بعد سرده لتلك الواقعة »لكني أفتح الأمر« ولا أدري من الذي أعطاه الحق في فتح ما أغلقه الله تعالى وإغلاق ما فتحه الله تعالى ؟! كما أني قد أتفهم موقف الرجل من حديث الذبابة بل من حكم المرتد خاصة وأن هذا الأمر قد سبقه إليه كثيرون أذكر منهم الإمام الأكبر الشيخ »شلتوت«.
ثم إن الترابي يقول بجواز إمامة النساء للرجال إستناداً على قصة »أم ورقة« التي أذن لها الرسول »ص« أن تؤم أهل دارها لكن هل كرر المسلمون على مر العصور بما في ذلك عهد الرسول »ص« هذه الواقعة واعتبروها حكماً عاماً وليس خاصاً بظرف معين وهل أمت عائشة ، التي تلقى أصحاب الرسول »ص« العلم منها، الرجال بل هل إئتم بها أتباعها في واقعة الجمل التي حاربت فيها علياً كرّم الله وجهه وقد كانوا أقل منها علماً؟! أم ورقة - حسب علمي القليل- صلت بالنساء لأن الرجال من أهلها كانوا يصلون في المساجد ولم يرد البتة أنها أمت المسلمين في أي من المساجد إنما كانت إمامتها، حتى ولو افترضنا أنها لم تقتصر على النساء، مقصورة على دارها.
يقول الترابي معقباً على سؤال حول إمامة المرأة في حديث لصحيفة أخرى »من الذي حرّم إمامة المرأة للرجال حتى أجيزها أنا؟!الذي فعل ذلك هو عرفكم واضطهادكم للنساء« يقول الترابي هذا الكلام وكأنه مبعوث العناية الإلهية لتحرير النساء بعد أن كُبِّلن وظُلمن أربعة عشر قرناً ! الرجل يتهم الأمة جميعها بمن فيها أصحاب رسول الله »ص« بأنهم قد اضطهدوا النساء المسلمات بالأعراف والتقاليد! لقد ورد في ذهني سؤال وأنا اتأمل في فتاوي الترابي حول المرأة ترى لو درس الترابي في الأزهر أو الجامعة الاسلامية أوجامعة المدينة المنورة أكان سيخرج بهذه المفاهيم أم أن أعرافاً وتقاليد أخرى هي التي أثرت في منهج تفكيره إبّان دراسته في باريس ولندن؟!.
الطيب مصطفى
________________
________________