كـل عـام وانا بخير ..!!!!

كـل عـام وانا بخير ..!!!!


05-03-2006, 02:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1146663835&rn=0


Post: #1
Title: كـل عـام وانا بخير ..!!!!
Author: محمود ابوبكر
Date: 05-03-2006, 02:43 PM

لست نرجسيا الى الدرجة التى تدفعك للإعتقاد منذ الوهلة الأولى لقراءتك العنوان "أنني أهنئ نفسي "!! ،
لا ليس كذلك ابداا ، ولكنها الانية المعنية بنا جميعا عندما يكون هناك ثمة حبل سري يربطنا ، دون إستثناء .. فتنتقل الأنا والذات صوب (الاخر ) أو بعبارة اخر صوب الكل بإعتبار ان الذات هي جزء من ذلك الكل ..وإن تحمل مشاقها البعض(الجزء)فقط ..
فالحرية ..هي غاية الكل ، لكن يدفع الجزء(فقط) ضرائبها و"آتاواتها" ويصرخ بآهاتها ، ويستمتع بعذاباتها المفضية حتما نحو مزيدا من القدرة على الحياة ولو في عوالم الخلود ..فلا غرو إن تحدثنا عن جزئيات بهدف الوصول الى ما هو أعم ، بإيحائيات لا تخلوا من الخبث ، او من اساليب التشبث بالقدرة على البقاء على سطح هذه البسيطة ..

فالمرءُ الذي يحمل بين جوانحه قلبا ينبض بالحياة ،أجبن من ان يواجه مايجهض ذلك النبض..وحدهم فقط "قوافل الشهداء" من تجاوزو تلك الرؤية وحملوا على اكفهم شموس التضحية ونكران الذات..فهل لي أن ابارك لهم في هذا اليوم الذي يكتسي كل شروط القداسة ؟؟، ثم اهنئي نفسي على تمتعي بثمن تضحياتهم ، وثمرة سقوطهم واقفين ؟؟؟..


صباح اليوم ..و فى الساحة التى يزين حديقتها تمثال عملاق شامخ منحوت من خشب مرمري على شكل يد تمسك بيراع في محاذاة محبرة مفتوحة على الفضاء اللازوردي للحرية ..وقفت اتأمل التمثال وازرعه بدواخلي كقيمة تتجاوز كل القيم التى حققها الأنسان على وجه هذا الكون ..قيمة "المجاهرة بالقول دون اي عارض يضعك على قارعة الفناء"..
والكتابة بكل اريحية دون ان يغتال بياض الورق بنات افكارك، او ترحل تلك الافكار (التصورات) كمدا على حسرة إغتيالها العلني او موتها بكرا في ليلة زفها الى فارس الأحلام المنشود..(...)
تحسست اصابعي وانا استرجع ذكرى رفقاء هنا وهناك ..وقلت حسنا ما دام عروق الاصابع تموج نبضاً فهناك شروط اخرى للحياة ..تشبثت بها الى لست أدري من القدر ..احتفظت ببعض من الإرادة من اجل الغد الذي اريده كما أهوى .. بحثت عن اكوام الورق الابيض الذي لا انتصر ابدا سوا على سطحه ..وقلمت كل اعواد الكتابة،
كى اشعل بدواخلي إرادة البقاء تحت طائلة الشروط التى زرعها اولئك الراحليين الجميلين..
مرة اخرى شدني الخاطر والحنين نحوهم ونحن نحتفي باليوم العالمي لحرية الصحافة ..
هذا اليوم الذي اقبل علينا هذه المرة وهو يكتسي بعضا من ملامحمهم ..(بل كل ملامحهم وانفاسهم) اولئك الذين جعلوا من ارواحهم بساطا احمرا نمر عليه وقاماتنا فوق هامات السحاب .. ، شدني الخاطر للقول والبوح والاغنيات او البكائيات / لا فرق ..
كان طيف "الطاهر جاووت" قد أرتسم أمامي -ذلك الراحل الكبير- وبدا كما لوكان عائدا في هذا اليوم بالذات ..هل هي نبؤة رفيق دربه "الطاهر وطار" في تلك الرواية التى اسماها بعبارة بشارة هي قمة في التفاؤل وفي الرغبة والحنين للعودة ..حين اختار لها عنوان الشهداء يعودون هذا المساء) ؟؟
- استغفر الله العظيم ..نم سيدي هانئا ..ايها الرجل الذي ذهل به التراب ...الم تقل الرائعة مستغانمي في ذات رواية عنك :
"مذهولٌ به التراب
خرج ذلك الصباح
كي يشتري ورقاً وجريده
لن يدري احد ماذا كان سيكتب
لحظة ذهب به الحبر الى مثواه الاخير
كان في حوزته رؤوس اقلام
وفي رأسه رصاصه
ولذا..لم يضعوا ورداً على قبره
وضعوا ما اشترى من اقلام"

ياإلهي هل يوفي القول الفعل ؟؟؟؟؟..
- لا شيئ يوفي اولئك حقهم
-فقط لنقف لحظة فرح وليس حداد ..نستذكر بعضا من المآثر ، نقف مذهولين كالتراب الذي إحتضنهم..ولنهنئ انفسنا ، بنرجسية المنتصر على ذاته.. طويت صفحتي وانا اسطر
"كل عام وانا بخير "
ما دام قلمي لايزال ينزف حريةً
"كل عام وأنا بخير "
مادامت هناك مساحة للنشر
دون أن يغتالني شبح الرعب..
او يصادر بنات قلمي الرقيب .
**

(بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة-3 مايو)