دارفور ما بين الأطلسي والغذاء العالمي !!

يبدو أن الضغوط التي مارستها السيدة كوندوليزا رايس على شركائها الاطلسيين، فى اجتماع صوفيا ، من أجل دور أكثر فعالية للحلف فى دارفور ، قد باءت بالفشل - على الأقل فى هذه الجولة - مما قد يعني أن أمام السودانيين، المشاركين فى مفاوضات أبوجا (الحكومة والحركات المسلحة) وغير المشاركين من القوى السياسية السودانية الأخرى ، فرصة للتوصل إلى حل، يضع حدا لمعاناة أهلنا فى دارفور وينقذ السودان من تدخلات الاطلسي الذي ما جلب خيرا لبلد دخله أبدا.
حسنا فعل الشركاء الأطلسيون عندما أبدوا تحفظاتهم تجاه التدخل الذي يتعدى المساندة المقدمة أصلا من الحلف لقوات الاتحاد الأفريقي فى الاقليم والتي يصل تعدادها إلى حوالي سبعة آلاف جندي ، ورفضوا أي احتمال للتورط في عمليات برية فى دارفور ، وربطوا أى دور أكبر بطلب مسبق من الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة التي تدرس أصلا نشر قوة لها فى الاقليم عندما تنتهي مهمة الاتحاد الافريقي فى سبتمبر القادم.
ولكن دعونا من الأطلسي وتعالوا إلى تصريحات مسئول البرنامج الدولي للغذاء جيمس موريس والتي تكشف مدى النفاق الذي يتخفى وراءه من يتشدقون ويزايدون على العالم بالدرجة العالية للحس الانساني الذي يتمتعون به دون سواهم من البشر.
تصريحات جيمس موريس تقول لنا أن البرنامج مضطر لتخفيض الحصة اليومية من الغذاء المقدم للاجئي دارفور بنسة 50% وذلك بسبب عدم توفر المال!.
أين الدول الغنية فى الاتحاد الأوربي ؟!
بل أين دول الجامعة العربية التي لم تلتزم أية دولة منها حتى الآن - حسب علمنا (باستنثاء ليبيا) ، بما تعهدت به ولم تمد يدها إلى خزينتها لتخرج حفنة دولارات تساعد فى إطعام حوالي 3 مليون لاجيئ .
موريس وصف الأمر بأنه يصل إلى مستوى (الفضيحة..)
وأية فضيحة يمكن أن تكون أدهى وأكبر من أن تقتطع نصف حصة جائع مشرد من الطعام . .
وكل ذلك يحدث لأن كبار هذا العالم واغنيائه مشغولون بما هو أهم من الانسان وحقه فى الحياة!