اسامة بن لادن عراب المعلوماتية بالسودان!

عراب اي فكرة هو الاب الروحي لها الذي يسعى ويعمل جهده لانجاحها من خلال اجادته لاستخدام كل الوسائل و الطرق التقليدية وغير التقليدية التي تؤدي لنجاح فكرته, و بطبيعة الحال ان مثل هذا لا يلتحق به من المؤمنين بافكاره الا من كان يجيد استخدام هذه الوسائل و الطرق باحتراف عالي, الشيء الذي جعلني و للمفارقة اتاكد من ان خطاب زعيم القاعدة و الذي كان بمثابة امر تحرك لاتباعه بالتوجه لدار فور لم يوجه باي حال من الاحوال لزعيم تنظيم جهاد دار فور!
فحسبما جاء في كتاب الفتنة..حروب في ديار المسلمين لمؤلفه جيل كيبيل(انه قد ظهرت ميادين جديدة للمعارك لم تكن معروفة من قبل مستخدمة من مواقع الانترنت و القنوات ذات التلفزة الحية منصات انطلاق لها, فالمطاردة الاميركية لبن لادن و التعقب اصبح يتخذ العديد من الوسائل وهي نفس الوسائل التي يستخدمها بن لادن بدوره في تجنيد المؤيدين وفي عرض صور الرهائن الغربيين, ونجد ان النت هي الاكثر استخداما لكلا الفريقين).
و هكذا يتضح لنا ان الصراع ما بين زعيم القاعدة و الولايات المتحدة الاميركية قد اصبح معلوماتيا, الانترنت هي ساحته و الوسائط الرقمية هي ادواته, فالتمام فيه لزعيم القاعدة يتم عبر ال E-mail او بشريط فيديو مصور يتم وضعه مثل شريط الفيديو الاخير و الذي تم بثه بعد حديث بن لادن و يظهر فيه زعيم القاعدة/ فرع العراق ابو مصعب الزرقاوي و الذي قال فيه(ان المجاهدين يقاتلون الحملة الصليبية و وقفوا في وجهها على مدى ثلاث اعوام) , الشيء الذي يؤكد ان زعيم تنظيم جهاد دار فور ليس هو المرشح لزعامة تنظيم القاعدة بالسودان فرع دار فور, و ذلك لانه قام برفع تمامه عبر تصريحاته بساحة صحيفة الانتباهة الورقية! و ليس بميدان الانترنت الالكتروني مثلما فعل و يفعل ابو مصعب الزرقاوي!
و لان الولايات المتحدة الاميركية باتت تدرك جيدا حقيقة ان الانترنت بان تعتبر من اهم الميادين التي تدور فيها معركتها ضد زعيم القاعدة هذا لذا كان من المنطقي ان تقف بكل قوتها في وجه اي دعوى تطالبها بالتنازل عن القيام بمهمة شرطي الانترنت لهيئة دولية تتبع الامم المتحدة..
كما انه يبدو ان بن لادن ادرك بدوره ان مجتمعاتنا الاسلامية و العربية اصبحت تتطور معلوماتيا بمعزل عن حكوماتها و بوتيرة متسارعة لذا نجده اصبح يخاطبها مباشرة عبر كل وسائل التقانة المعلوماتية حتى انني قرات قبل عدة اشهر ان تنظيم القاعدة قام بعرض وظائف على يرغب على شبكة الانترنت العنكبوتية , و بالطبع من يرغب في التقدم في هذه الوظائف لابد من ان يكون من ذوي المهارات التي تمكنه من اصطناع مسارات و طرق امنه تجنبه شر تعقب و مطاردة شرطي الانترنت له داخل الشبكة العنكبوتية.. و الاهم من ذلك ان يتاكد من حقيقة الذي قام بعرضها.
فبن لادن قد فرض على من يريد متابعة ناهيك عن ان الاشتراك في و قائع معركته الدائرة بينه الولايات المتحدة الاميركية سواء كان هذا الشخص في العراق او في افغانستان فرض عليه ان يكون ذا ثقافة معلوماتية!
و لان كل الاراضي التي اعلنها زعيم القاعدة اراضي جهاديه سرعان ما تطورت معلوماتيا الشيء الذي يجعل بن لادن بمثابة عراب المعلوماتية بعالمنا الاسلامي و العربي..
فهل المجتمع السوداني موعود بطفرة معلوماتية على يدي اسامة بن لادن في وقت وجيز؟.