مقامات الشتاء الدافئ (D)

فدريكا ثمر لاينضجه الماء او الضوء او حتى الغرز الصافى فى الحيضان..
فى كل انزلاقات حاضرها وعدم اكتراثهافهى تمثيل جيد للإعتداد وممارسة
التجارب الجامعية حتى على الاشخاص ..هى لم تقل بذلك ولكنى استنبط من
اهدابها حدث قادم ..ولم اكن مخطئ فهى من الجمال بحيث لايهم ماذا ترتدى
ونادرآ ما نظرت نحوى ..كانت حين لقيتها تمشى كفكرة بين الذات ومشاوير
عودتها ..ليلتها الساعة جاوزت ليلآ التاسعة فى يوم عمل ضاجر مبعث للؤم
وهل سيدفعون أجر لأرواحنا المتعبه.. لم يغب عنى ان تلك فتاة لاتجامل
فى كيفية تزجية وقت العمل..هى بالكاد تهتم بما تفعل والغريب ان الجميع
يسرعون لمساعدتها.. صرخت فيها بالانجليزيه
-هل لك ان تخبرينى هل قمت باى عمل من قبل ??
لم يكن غيرى واياها ليلتها على الماكينه ..صرخت فى وجهى وتشاجرنا
لم اكن ابالى رغم حوجتى للعمل فلا رغبة لى بادائه عن احد
تركتها وخرجت ادخن امام المدخل..
كنت واثقآ انها ستأتى ,طلبت سيجارة دون ان تنظر نحوى
المساء كان هادئآ والوقت يتعثر بصمت امام ضجرى..
ارادت ان تعتزر فقاطعتها..
- انا اكره هذا العمل مثلك ولكنه مخرجى الوحيد الآن..
مكان العمل يبعد حوالى خمسة كيلومترات عن قلب المدينة
عادة اقطع المسافة على دراجتى وتذهب هى بالبص..قبل نهاية
العمل قالت
- مارائك ان نقطع المسافه على ارجلنا..
شارع المشاة يمر من تحت الطريق السريع ثم ينتهى بحديقة واسعه
الحديقة ملفوفة بالصمت والأضواء الخجولة تجيد الغموض..
والجن يهفهف غير بعيد فى الاغصان المتهدله على الماء..
ليس فى وسعك برفقة امرأة مثلها فى ذاك الوقت والهدوء ستارة
محكمة كأن الصوت لم يوجد اصلآ إلا ان تقول شيئآ ..اى شئ حتى
وإن كان تافهآ سيصوغ له الهدوء والهواء المنعش وحقيقة وجودها
معنى..نظرت نحوها فكانت فى تمام مواعيد انوثتها وفتنتها وقلت
شيئآ اضحكها فعلمت انها لن تحبط فرحة هذا المساء
قلت لها ضاحكآ
- ماذا تقرأين اثناء العمل?
قالت
- حكايات إيطاليا(مكسيم غوركى) ..اقراءه للمرة الرابعه
واكاد لااكتفى..
وطفقت تحدثنى عن تولوستوي وتورغنيف وبوشكينا..لم يغب عنى
عشقها للأدب الروسى ..اذن هى ليست جميلة فقط بل مثقفه وقارئه
بارعه..ودهشت حين قلت لها اننى قضيت سنوات فى روسيا .. قلت لها
قبل ذهابى لروسيا كنت احفظ بعض اعمالهم عن ظهر قلب وبالذاتودستويفسكى وشيخوف..
جلسنا على مقعد خشبى فى الحديقه وطفقنا نتحدث غير آبهين بالساعة التى
اشارت للثانية عشر ليلآ..