عثمان ميرغني يتساءل عن مغزي زيارة البشير لطهران ؟

عثمان ميرغني يتساءل عن مغزي زيارة البشير لطهران ؟


04-29-2006, 12:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1146308519&rn=1


Post: #1
Title: عثمان ميرغني يتساءل عن مغزي زيارة البشير لطهران ؟
Author: مكي النور
Date: 04-29-2006, 12:01 PM
Parent: #0

حديث المدينة
لماذا ذهب رئيس السودان ..إلى طهران ؟؟

عثمان ميرغني




ماهي الحكمة في أن يزور فخامة الرئيس البشير ايران في مثل هذا الظرف الدولي ؟؟ حيث تجري مواجهة شرسة بين الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية من جهة وايران من جهة أخرى ..على البرنامج النووي الايراني .. لمدة ثلاثة أيام زار الرئيس السوداني عمر البشير جمهورية ايران الاسلامية..يرافقه وفد كبير من مختلف التخصصات..وقدم الرئيس مساندته ودعمه لايران في مواجهتها مع الإتحاد الأوروبي وأمريكا..وفي المقابل أبدت ايران عزمها على نقل التكنلوجيا النووية لدول الأخرى ..في اشارة بالطبع الى السودان .. قرأت البيان المشترك الذي صدر بعد الزيارة وفيه تفاصيل ما ناقشه الطرفان وما اتفقوا عليه..ولم أجد إجابة للسؤال الكبير ..لماذا ذهب الرئيس البشير الى ايران في هذا الوقت بالتحديد ؟؟ فإجابة وزير الخارجية د. لام أكول أن الزيارة اتفق عليها في شهر ديسمبر الماضي لا تقدم تفسيراً حكيماً للأمر .. فالظرف الدولي منذ ذلك الحين لم يتغير ..ونفس المفردات التي على اساسها يمكن دراسة جدوى الزيارة لم تتغير ..فلماذا ذهب الرئيس في هذا التوقيت بالذات؟؟ صحيح أن ايران دولة مسلمة وفي أقصى الطرف الأيمن لاقليمنا الشرق أوسطي.. لكن هل تستفيد ايران دوليا من دعم السودان لها ..بالتأكيد لا.. فالسودان دولة خفيفة الوزن- لدرجة التلاشي- دولياً.. و في كل الأحوال مايمكن أن نقدمه لايران - سوى التصريحات الداعمة - محدود للغاية .. ببعد المسافة اولاً .. وبشح الحال ثانياً. وفي المقابل فإن ايران لا تملك للسودان شيئاً.. وخلال سنوات طويلة من العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين البلدين .لم تستطع ايران تقديم عون محسوس للسودان .. حتى المشروع القديم لتشييد طريق بري بين ولاية النيل الابيض والجنوب.. ظل مجرد مشروع سياسي ينطق به في الخطب الرنانة وينزوي في ارض الواقع.. ايران رغم قوتها الاقليمية .. خاصة العسكرية الا أنها دولة بخيلة.. ضنينة العون لأصدقائها مهما تقربوا.. لديها علاقات متميزة في الاطار التاريخي لامتداد الفكر الشيعي في الهلال الخصيب ..لكنها لم تنجح في تطوير علاقات متميزة مع محيطها الاسلامي والعربي ..فشلت في التعامل مع افغانستان في مختلف عهودها ..و العراق و دول الخليج العربي ..رغم التلازم الجغرافي ..حتى في الامتداد الشيعي الملموس كماهو الحال مع مملكة البحرين ..وبإختصار ظلت ايران في خاطر اقليمها العربي والاسلامي مجرد مشروع ثورة..أقصى ما يضمره لها جيرانها حكمة الشاعر المتنبي..( ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً ما من مداجاته بدُ..).. ومهما تبادل السودان مع ايران الزيارات الودية .. فإن ايران في السودان تظل مجرد سفارة ومركز ثقافي ضخم..وأطنان من الخطب والتصريحات المتلاطفة التي لا تغير من واقع الحال شيئاً.. والدليل على ذلك العبارة القارصة التي وردت في البيان المشترك بعد زيارة البشير ..إذ تقول (أكد الطرفان على ضرورة تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تؤسس لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية..)..هذا اعتراف صريح بعد سنوات من قناطير الاتفاقيات السابقة التي ابرمت في زيارات ودية مشابهة ظل الفعل حبراً على ورق..على استحياء ينتظر (التفعيل) ..!! ويظل السؤال المستديم ..أين جيوش مستشاري رئيس الجمهورية؟؟ من ينصح الرئيس بمثل هذه الزيارات وفي مثل هذا الظرف الدولي المربك ؟؟ ماذا يفعل المستشارون في القصر ؟؟ كيف يصنع القرار في رئاسة الجمهورية ؟؟


www.alsudani.info