انسلاخ مجموعة من اعضاء حزب الامة......مقال جيد لعثمان ميرغنى

انسلاخ مجموعة من اعضاء حزب الامة......مقال جيد لعثمان ميرغنى


04-25-2006, 08:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1145950205&rn=0


Post: #1
Title: انسلاخ مجموعة من اعضاء حزب الامة......مقال جيد لعثمان ميرغنى
Author: mohmmed said ahmed
Date: 04-25-2006, 08:30 AM

حديث المدينة
السلخانة..!!

عثمان ميرغني




في الأخبار المحلية، أمس الأول، أن والي الولاية الشمالية الأستاذ ميرغني صالح احتفل بانسلاخ (30) عضوا من حزب الأمة في ولايته وانضمامهم لحزب المؤتمر الوطني.. وتعهد الوالي بأن تجد هذه المجموعه مواقعها في صفوف حزب المؤتمر.. وأخبار مشابهة ظهرت في الأسابيع والشهور الماضية عن احتفالات حزبية بمنسلخين من أحزابهم.. تضرب لهم الدفوف في الحزب الجديد الذي انضموا اليه.. ولم أجد مرة واحدة حزبا يحتفل بانضمام مجموعة جديدة ليست قادمة من، أو منسلخة من حزب آخر.. (سلخانة) حزبية تمارس نزوة الانتصار في أضيق مفاهيمها.. ويبدو مثيرا للدهشة أن يحتفل والى الولاية بانسلاخ مجموعة من حزب إلى آخر.. فالمفروض أن الوالي في ولايته حاكم مسؤول عن كل أبناء الولاية.. بلا لون أو رائحة حزبية نفاذة.. أن يشيع الإحساس بأن الانتماء الحزبي لا يمنح ميزة أو حقا لمواطن دون آخر.. لكن أن يحتفل الوالي نفسه بانسلاخ مجموعة من حزب سوداني.. فذلك يعني أنه يؤدي وظيفته الدستورية بنفس حزبي صارخ.. وأنه مع مواطنيه من حزبه الوطني ضد مواطنيه من أى حزب آخر.. يتوهم البعض أن ذلك مشروع في ظل تعدديه حزبية.. لكن على النقيض تماما، فمثل هذا المسلك يعني أن المنهج الرسمي للعمل في الدولة لا يزال ينظر لحزب المؤتمر الوطني على أنه الحزب الحاكم بمفرده.. وأن الوالي في ولايته يمثل مصالح حزبه، ويستخدم نفوذه وموارد ولايته لأجل ذلك.. وتصبح التعددية الحزبية مجرد لافتات أحزاب تدخل بها بعض قيادييها في سلك التوظيف الحكومي بدرجة وزير.. لا أكثر..!!. هذه الحقيقة قد لا تخفى على معظم المسؤولين الحكوميين.. لكن في أحايين كثيرة يُصلب المسؤول بين ضميره الوطنى وخشيته من غوائل التقدير الحزبي لتصرفاته العامة.. فيضطر إلى إظهار ولائه الحزبي بمختلف الضروب.. ولو تجاسر مسؤول وأبدى تقديره للأحزاب الأخرى بذات تقديره لحزبه.. واجتهد في المساواة بينها وحجب التمييز في معاملتها... فأغلب الظن أن التقارير (السُفلية) ستمنحه أنواط العمالة وعدم الولاء وغيرها من المترادفات التي لا يطالب قائلها ببراهين وأدلة.. وسيظل السودان رهن الاعتقال في مفهوم معوج للديموقراطية.. بين ديموقراطية بدرجة الـ(لا) مسؤولية، كما حدث في ثلاث حقب حزبية سابقة. أو ديموقراطية (أنا لا أكذب لكني أتجمل).. ديموقراطية الشمولية.. ما لم يمارس الجميع إعادة هيكلة كاملة لمفاهيم الدولة.. تجعل الناس سواسية أمام القانون.. والحقوق والواجبات طالما كانوا بين كفتي ميزان الدولة.. لا أصدق أن احتفال والي الشمالية بمواطنيه المنسلخين من حزب الأمة إلى حزبه الوطني كان مجرد تصرف فردي.. فالمطلوب إعادة هيكلة العقلية التي تجيز مثل هذا التصرف.. حتى تجعله حراما في حرم الدولة.. الحزب للحزب، والحكومة للجميع.. ولا يكون الوالي واليا حين يحتفل بشأن حزبي.. إلا إذا كان قادرا على حضور احتفال حزب الأمة بانضمام منسلخين من حزب المؤتمر الوطني إليه..