Post: #1
Title: دارفور للجميع ... بقلم د. تيراب الشريف الناقي - جامعة كاليفورنيا
Author: Zoal Wahid
Date: 04-24-2006, 06:46 AM
دارفور للجميع : الحركات المسلحة والقبائل (3-1) العربية الافريقية في دارفور بقلم د. تيراب الشريف الناقي- جامعة كاليفورنيا-سانتا باربرا سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 21/4/2006 8:37 ص
د. تيراب الشريف الناقي جامعة كاليفورنيا-سانتا باربرا
مقدمة
أكتب بصفتي أحدأبناءدارفور الذين يرتبط مصيرهم ومصير أهلهم بالصراع الدموى الدائر في وطنى الصغير بين حكومة الجبهة الاسلامية والحركات المسلحة من أبناء دارفور، وبما يترتب على مفاوضات أبوجا من أتفاقيات ستوثر على حياة مواطنى دارفور جميعهم غى المستقبل المنظور . أوجه حديثى هذا الى أبنائنا قادة الحركات المسلحة فى دارفور، وخاصة حركة تحرير السودان بجناحيها وحركة العدل والمساواة.
بادىء ذى بدء، يجب الاقرار بأنه لايختلف أثنان من أبناء دارفور فى الظلم الذى حاق ولايزال يحيق بمواطنى دارفور من قبل الحكومات الوطنية منذ الاستقلال، ولكن الاختلاف فى السبل والوسائل التى ينبقى أستخدامها لرفع هذا الظلم . فمنا من يرى استرداد حقوق الاقليم المسلوبة، ورفع الظلم والمعاناة عن مواطنيه بالطرق السلمية، ومنا من يئس من الطرق السلمية ولجأ الى حمل السلاح لاسترداد تلك الحقوق، ورفع ذلك الظلم. والرأى عندى أن مذهبية حكومة الجبهة الاسلامية الدكتاتورية والعسكرية الضيّقة، التى لاتفهم الا لغة السلاح هى التى أدت الى هذا الخراب الهائل فى دارفور، والذى يجب أن يلقى كل من ساهم فيه جزاءه أمام المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى . أقول " حكومة الجبهة الاسلامية " قصدا عمدا متغاضيا عن شراكة الحركة الشعبية فى السلطة لأنى أرى أن أثرها معدوم تماما عى الساحة السياسية، وأكبر دليل على ذلك غيابها التّام فى حل مشكلة دارفور. اذ كنا نعوّل عليها أن تكون صوت المهمشين القوىّ فى السلطة، ولكنها خذلتنا تماما. كما أرى أن مايسمّى بحكومة الوحدة الوطنية ماهى الا واجهة جديدة لمرحلة جديدة من مراحل تمكين الجبهة الاسلامية
بما أن غياب التنمية والخدمات، وسلب الحقوق، تسببت فيها حكومات الخرطوم المتعاقبة بأختلاف أنظمتها من حزبية طائفية، الى عسكرية، مذهبية وغير مذهبية ، الا أن حكومة الجبهة الاسلامية هى التى مارست ظلم مواطنى دارفور بأمتياز . فهناك فضيحة " طريق الانقاذ الغربى " وملياراته التى دفعها أهلنا فى دارفور من قوت عيالهم، والتى أختفت دون محاسبة. ثم توطين الحكومة للاّجئين التشاديين ذوى الاصول العربيةوتمليكهم الارض على حساب مواطنى دارفور من القبائل ذات الاصول غير العربية خاصة فى منطقة الجنينة المتاخمة لتشاد . ثم الصراعات الدمويّة الناتجة عن ذلك، والتى أزهقت الارواح وأضاعت الاموال. ثم فصل الجزء الشمالى من دارفور المتاخم لليبيا وأضافته للولاية الشمالية . كل هذا لايزال ماثلا للعيان . ثم حين أنفجر الوضع وحمل أبناء دارفور السلاح ضدّ هذه الحكومة ، وصفتهم بأنهم عصابات مسلّحة وقطّاع طرق، وأنكرت أن الذى كان يحدث هو ثورة مسلحة ضدها، الى أن شهد العالم أجمع الفظائع التى أرتكبتها هذه الحكومة ومليشيّاتها ضدّ مواطنيها فى دارفور. وبعدها توالت مسلسلات الكذب على المجتمع الدولى، ومحاولات كسب الوقت، الى أن صدرت قرارات مجلس الامن التاريخية بخصوص دارفور، وأهمّها قرار محاكمة مجرمى الحرب فى دارفور أمام المحكمة الجنائية الدولية.
الخطأ الاستراتيجى
كلّ هذا يقودنى الى ما أودّ أن اقوله لأبنائنا قادة الحركات المسلحة. وسأركّز غى هذا المقال على أحد الأخطاء الاستراتيجيّة الكبيرة التى أرتكبها قادة الحركات، وضرورة معالجة ذلك الخطأ قبل فوات الاوان. هذا الخطأ هو معادات الحركات للقبائل العربية الافريقيةفى دارفور بتصنيفهم لها كمناصرة للحكومة. وهذا، فى رأيى، خطأ فادح لان هذه القبائل ليست هى العدوّ الذى تسبب فى تخلف دارفور، وتهميشها منذ الاستقلال، وحرمانها من مشاريع التنمية الاقتصادية، والخدمات الصحية والتعليمية، والكهرباء، والبنى التحتيّة، ...الخ. فهذه القبائل هى نفسها ضحايا التهميش والاستعلاء العرقىّ، والتخلف الاقتصادى الذى شمل جميع قبائل دارفور دونما أستثناء، مثلهم مثل القبائل ذات الاصول غير العربية تماما. وهذه القبائل جزء أصيل لايتجزّأ من تاريخ دارفور، والتداخل والتصاهر الذى حدث بينها وبين بقية قبائل دارفور لا أنفصام له، تماما كتداخل سليمان صولونج ذى الاصل العربى بقبيلة الفور وقيادته للسلطنة قبل قرون. وأىّ حديث عن النقاء العرقىّ فى أىّ بقعة من بقاع العالم الآن، ناهيك عن السودان بلدالتمازج العرقى بأمتياز ودارفور على الأخص، وهم عنصرىّ لاسند له فى التاريخ والواقع المعاصر. فكلّنا فى السودان ودارفور أفارقة رغم أنف من يدّعى النّقاء العربىّ أو الافريقىّ. (ولنا عودة لمشكل الهويّة فى السودان) (يتبع)
|
Post: #2
Title: Re: دارفور للجميع ... بقلم د. تيراب الشريف الناقي - جامعة كاليفورنيا
Author: Zoal Wahid
Date: 04-24-2006, 07:01 AM
Parent: #1
دارفور للجميع: (3-2) د. تيراب الشريف الناقى جامعة كاليفورنيا - سانتا بار برا
:ضرورة الحوار الدارفورى الدارفورى الملحّة والعاجلــــــة من الضرورى جدا أن يفتح قادة الحركات المسلحة حوارا مباشرا مع زعماء القبائل العربية الافريقية ومثقفيها دون وساطة. وأرى أن هذه الضرورة تتمثّل فى الاسباب الاتية أولا: لاقصاء الحركات لأبناء القبائل العربية الافريقية منذ البداية وخلوها منهم، سواءأكان ذلك فى مستوى العضويّة أم مستوى القيادة، باستثناء أفراد معدودين ، وهو الاستثناء الذى يثبت القاعدة. وبهذا تصبح القبائل العربية الافريقية فى دارفور هامش الهامش. وهذا التهميش الجديد المبنى على اساس عرقى واثنى ّ غير مقبول على الاطلاق. واذا لم تستدرك الحركات هذا الامر وتعطه الاولويّة ربما يوّدى بعد أتفاقها مع الحكومة الى صراع جديدوقوده العنصرية البغيضة. وهذا مالا يريده ولن يقبله أىّ من أبناء دارفور المخلصين الذين لايسعون الى السلطة والمكاسب الشخصيةوالحادبين على مصلحة أهلنا الضعفاء فى دارفور وعيشهم فى سلام وتنمية الاقليم وتطويره ثانيا: لتنقية الاجواء والمكاشفة الصريحة، ولتصفية النفوس مما ترسّب فيها من ضغائن بسبب الصراع المسلّح اذ أنّ قبائل دارفور كلها عانت من فقد فى الارواح والممتلكات، ومن النزوح واللجوء بدرجات متفاوته. ثالثا: لتبرئة القبائل العربية الافريقية من تصنيفها كمؤيدة للحكومة وتحميلها مسؤوليات مليشيات الحكومة الاهلية المسماة ب " الجنجويد" بأعتبار هذه المليشيات ممثلة لتلك القبائل ومتمتعة بدعمها. وهذه صورة منافية للحقيقة والواقع. وقد تشكّلت هذه الصورة بسبب الخطاب الاعلامى للحركات المسلحة فى بداية الصراع، واشاعتها عبر وسائل الاعلام العالمية. وبهذا أفرغ الصراع من جوهره الحقيقى، والذى هو صراع بين الحركات المسلحة من أبناء دارفور والحكومة احتجاجا على الظلم والتهميش،وليس صراعا عرقيا بين القبائل ذات الاصول العربية والقبائل ذات الاصول غير العربية. وحقيقة الامر أن أفراد مليشيا " الجنجويد" لايمثلون الا أنفسهم، وهم المسؤولون عن الجرائم التى ارتكبوها. وكثير من أفراد هذه المليشيات ليسوا سودانيين بل تشاديون. وقد شهد بذلك قبل عام د. خليل ابراهيم محمد، رئيس حركة العدل والمساواة، بنفسه فى مقابلة أجراها معه علاء الديب مقدم برنامج "لقاء اليوم" فى" قناة الجزيرة" الفضائية بتاريخ 23ابريل2005(ص5-6)وهذا نصّ الجزء الخاص بـ "الجنجويد": خالد الديب:... بالنسبة للجنجويد أيضا نراكم تبالغون فى دور هذه الفئة وهى مجرد قبائل طردت من تشاد خلال العقديين الماضيين وسكنت معكم وصارت جزء منكم والان تبالغون فى دورها وتعتبرون أنها تقود الحرب وحرب الابادة وتقتل الناس أليس مبالغا دور الجنجويد أيضا؟ خليل أبراهيم:...هذه المجموعة مجموعة مجرمة مجموعة منتدبة من التشاد مجموعة مرتزقة ليسوا من العرب السودان ولا من عرب دارفور، عرب دارفور منهم براء فهذه الممارسات هذه مجموعة خائنة ومرتزقة وهذه المجموعة التى طردتهم حكومة حسين خالد( مقاطعا): ولكنها تقيم معكم منذ أكثر من عقدين يعنى لماذا لم نعرف مساوئها الا الآن؟ د. خليل ابراهيم محمد: صحيح أن هذه المجموعة مجموعة متحركة ومرتزقة لأن الحكومة تدفع لهم أموال، مقابل كل واحد الحكومة تدفع ألفين دولار وتسلّح وتملكهم عربات ذات دفع رباعى يتحركون مقابل ماذا؟ مقابل أن يطردوا المواطنيين من أراضيهم ثم مكنتهم الحكومة وأمرتهم بالسكن بل منحتهم هذه الأراضى بل منحتهم نظارات وادارات أهلية وجعلتهم قبائل سودانية فى خلال بين يوم وليلة( أنتهى). كان ينبغى أن يقول د. خليل ابراهيم هذا الكلام الواضح الذى ليس فيه لبس عن هوية" الجنجويد"، والذى يبرّىء فيه القبائل العربية الافريقية فى دارفور، ليس لوسائل الاعلام العربية فقط ولكن لممثلى الامم المتحدة، ولوسائل الاعلام الامريكية والاوربية المرئية والمقروءة والمسموعة لأنهم أهل الحل والعقد فى السياسة الدوليّة. وبوصفى استاذا فى جامعة امريكية، فقد آليت على نفسى تعريف مجتمع الجامعة التى أدرّس فيها، ومجتمع المدينة التى أعيش فيها بمشكلة دارفور، والقاء الضوء على الجوانب التى تخفى على وسائل الاعلام الأمريكية المرئيّة والمقروءة والمسموعة.وعليه، فقد ألقيت عدة محاضرات عامّة فى الجامعة، وفى منبر فرع منظمة العفو الدولية المحلى، وفى عدّة منابر للمجتمع المدنى المحلّى. ووجدت حينها أن الفهم السائد لدى الجمهور الامريكى أن المشكلة فى دارفور مشكلة صراع على الكلأ والماء بين العرب البدو والذين هم بيض ومسلمون، وبين الافارقة والذين هم سود ومسيحيين أو وثنيّين . وقد صعقوا حين أخبرتهم بأن الصراع فى دارفور ليس صراعا عرقيا بين العرب والأفارقة، وانما هو ثورة مسلحة ضد سلطة الحكومة المركزية فى الخرطوم، وضد تهميش دارفور منذ الاستقلال لحوالى نصف قرن، وان عرب السودان ليسوا بيضا ولكنهم أفارقة سود مثلى، وأنهم مقيمون أيضا ويمتلكون الأرض التى يعيشون فيها وليسوا كلهم بدوا، وأن " الجنجويد" أفراد مأجورين لايمثلونهم. ثم أن مواطنى دارفور كلهم مسلمون، وأن حكومتهم التى تنكّل بهم حكومة تدّعّى أنها ذات توجه حضارى اسلامى. فكان تساؤلهم المستمر: كيف تنكّل حكومة تدّعى انها اسلامية بمواطنيها المسلمين؟ وكيف تستعين حكومة بمرتزقة لارتكاب جرائم حرب وفظائع كهذه ضد مواطنيها؟. ماأرمى اليه من سرد هذه التجربة الشخصية هو أنه لو صر ّح د. خليل وزملاؤه قادة الحركات لممثلى الأمم المتحدة ووسائل الاعلام العالمية ووضّحوا لهم هذه الحقائق البسيطة التى يعرفها أهلنا فى دارفور جميعهم، لتغيّرت صورة الصّراع فى أذهان المجتمع الدّولى وخاصة المجتمعين الأوربى والأمريكى، ولانعكست الصورة الحقيقية للصراع: من صراع عنصرىّ بين الأفارقة السود المسيحيين أو الوثنيين ملاّك الأرض وبين العرب المسلمين البيض البدو، الى ثورة ضد ظلم حكومة المركز لاسترداد حقوق مواطنى دارفور المسلوبة. ولكانت أدانة المجتمع الدولّى للحكومة التى تجند مرتزقة أجانب لمساعدتها فى قتل وتشريد مواطنيها أكثر قوّة، ولكان أستنفار المجتمع الدولى أكثر فعالية.وأضيف أنه اذا أنعكس رأى د. خليل أبراهيم هذا عن هوية " الجنجويد" لزعماء القبائل العربية الافريقية وأفرادها فى دارفور لكان صداه أيجابيا جدا عندها، ولكان تمهيدا ضروريا وهامّا للحوار والقبول المتبادل بين جميع قبائل دارفور بعد هذه التجربة المريرة.
وفى نهاية الأمر، فأن الحكومة هى المستفيد الأول من صورة الصراع المغلوطة هذه، لأنها طابقت الصورة التى تريد أن تعكسها للعالم.وبذلك نرى أنه، وبدون قصد، فقد خدمت الحركات المسلحة مصالح الحكومة التى تحاربها. وتجدر الاشارة هنا الى أنه وبرغم الذى يحدث، فأن قبائلنا فى دارفور لاتزال تتمسك بقيم التعايش السلمى وحماية بعضها البعض فى سلوكها الجمعى. وليس أدلّ على ذلك من ايواء قبيلة البنى هلبة فى محافظة عدالفرسان بجنوب دارفور فى بداية الصراع بمنطقتي أم لبّاسة وكبم لحوالى عشرة آلاف نازح من قبيلة الفور التى تتاخم ديارها ديار بنى هلبة، والتى تربطها بها علاقات مصاهرة وتعايش سلمى تمتد جذورها الى قرون.(يتبع
|
Post: #3
Title: Re: دارفور للجميع ... بقلم د. تيراب الشريف الناقي - جامعة كاليفورنيا
Author: Mohamed Elgadi
Date: 04-24-2006, 07:26 PM
Parent: #1
Up
|
Post: #4
Title: Re: دارفور للجميع ... بقلم د. تيراب الشريف الناقي - جامعة كاليفورنيا
Author: Zoal Wahid
Date: 04-25-2006, 11:13 PM
Parent: #1
شكرا عزيزي القاضي على رفعك للبوست
بانتظار الجزء الاخير لتكتمل الرؤية لدينا.
-
|
|