بعد وصول الحريق إلى الشمالية ... هل مازال هنالك مؤمنون بمقولة: (البعيد من حلَتى بعيد منِى)

تجاهل الكثيرون ما كان يدور فى جنوب السودان منذ العام 1955
وحتى وقتٍ قريب تحت دواعى شتى منها النظرة الدونية تجاه
الجنوبيين ومنها تقدير الأسباب الحقيقية للنزاع كل حسب وجهة نظره
ومنها البعد الجغرافى لمنطقة النزاع عن العاصمة مصدر الإعلام
ومنبع التصور العام لكل ما يجرى فى البلد من أقصاه إلى أدناه.
وإعتقد البعض بأن ما كان يجرى فى شرق السودان منذ العام 1995
ما هو إلا فرفرة مذبوح من (أذيال العمالة والإرتزاق) ومؤامرة
من دول البغى - حسبما إدعى أهل الإنقاذ- تحيكها لوأد المسيرة
القاصدة إلى الله. وفى أحسن الأحوال إن هى إلا ململة من قبيلتين
واحدة مشكوكٌ فى سودانيتها والأخرى مرتمية فى أحضان الإرتريين.
وحينما خرج مارد دارفور من قمقمه فى غفلة من أزمنة الإستعلاء
والهيمنة, حاولت السلطة خطب ود المستعربين بحجة أن مايجرى هناك
هجمة من قبائل (الزرقة) على القبائل العربية بدعم من أمريكا وأذيالها.
وهاهى أمرى تشق عصا الطاعة على النظام الذى إعتقد الكثيرون
لأسبابٍ مختلفة أنه يمثل الشمالية وتقدم مجموعةً من شبابها فداءأً
للأرض التى حاولوا إستلابها دون تعويضٍ مجزٍ ولا إعتبارٍ حقيقىٍ
لأهلها. وأمرى هذه لمن لا يعرفها هى حدود الولاية الشمالية مع منطقة
المناصير التابعة لولاية نهر النيل.
إذاً بعد الجنوب, الشرق أتى, والغرب أتى, وهاهو الشمال يأتى بكل عنفوانه
رافضاً سياسة الأمر الواقع التى درج أهل الإنقاذ على التعاطى بها مع
قضايا المواطنين حتى المصيرية منها.
فهل كذبت أمرى الصامدة مقولة البعيد من .... بعيد منى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

العجيل