رسالــة حــب مــن عـالم آخـر

العزيزة صباح،


تهانينا على العنوان الجديد، وبالمناسبة لماذا تتركين مكتوب؟ يمكن الإحتفاظ بهما معا. ولكن ياهو يعطيك براح أكثر ومساحة أوسع للكلام والفضفضة وهذا مهم في بعض الأحيان. وبه إمكانيات أكبر بكثير..
عزوت توترك للأسباب التي أعرفها وهي كافية في نظري أما إذا كانت هناك أسباب إضافية، وهذا ما لا أرجوه لك، فيكون العذرعذرين. قلت انك علي استعداد لمنحي فرصة لـ(البص)في الامتحان .. وبالتأكيد ما فيش حد تعرض عليه امكانيات البص ويرفضها إلا إذا كان عارفا لكل تفاصيل الإمتحان، وهذا ليس وضعي حاليا..
تودين سماع صوتي..؟
شكرا على لطفك ياعزيزتي، ولو كنت أعلم أنك تريدين سماع صوتي لما توانيت ,وهو على كل حال ليس من طبقات وردي ومحمد الأمين، دع عنك إلتون جون وبفروتي. بس لما تكوني عايزة تسمع صوتي تاني كلميني من بدري عشان استعد بشربة ملح من الليلة السابقة
سأرسل لك المواد عندما أعود إلى المنزل مساء اليوم، وستجدينها صباح غد، بس ما تزعلي وتحمبكي، وتأكدي لي كلام الناس الكانوا بقولوا إنك طف... أفتكر ما في داعي لوضع الحروف
تحت النقاط ,ولا رأيك شنو؟
أتركك الآن فالطاحونة بدات في الدوران،

أشعر وانا اكتب اليك بانى اجتاز امتحان عسير لاني لم اتعود الكتابة الي انسان في عالم اخر .
هل تذكر ما قلته لك عن السعادة المردودة تعاسة والم وشقاء.. وان الدنيا بقدر ما تمنحنا سعادة تنقلب لتمنحنا شقاء.. قلت لك يومها ان من العبث ان نتخيل ان الحياة يمكن ان تداوم علي اهداءنا السعادة لان هذا ليس من طبيعتها..
علي اي حال ارجو ان تقرأ كلماتي هذه ولا تزعج نفسك بالرد عليها واعتبرها بمثابة كلمات علي هامش الحياة ..واعلم انها لاتعدو _في الحقيقة_غير ان تكون احاول فيها ان اطمئن عليك من ازعاجى وتوترى..استثني اشياء واحتفظ بأشياء اخري مختلفة تماما ولا يسعني في الاخر الا ان اقول (افتقدتك)
بحثت عنك في كل مكان .. في كل الصور المعلقة بالجدران.. وحتي في صحف الصباح بلا جدوى.. احببت تجربتك فخذلتني التجربة..
اخبارك شنو؟؟
ماذا تفعل.. وكيف تقضي اوقاتك.. فيم تفكر ..
هل تصلك سورة يس التي أقرأها من اجلك في كل صباح .. وعم تريد أن تحدثني ولم لا تطول زراعاك خارج القبر قليلا...كي تصلا الي يدي؟
أجدك معي ..في كل مكان ..وفي اي زمان,حتي وانا أصلي..أو أقرأ أو اكتب ..احادثك بصوت عال.. فيقول كثيرون أن عقلي بدأ يتدهور..
ارجوك ..سامح تاخري في الكتابة اليك فهناك امور كثيرة في حياتي تغتال لحظات صدقي مع نفسي ومنعتني من الكتابة اليك..
لكن..
معي لم يتغير شئ فأنا مازلت علي قيد الحياة وقيد الامل ..وما زلت اكتب ما اؤمن به ومازالت يدي ممسكة بزناد السلاح الوحيد الذي اظن_وقد يكون كل الظن اثم_ انني اتقنت استعماله..فقط لازلت اشعر بـ(القرف) من طريقة البعض في القراءة فاتوقف بعض الاحيان عن الكتابة حتى لا تستخدم كلماتى لغير الغرض المقصود منها..
لحظة صدق كنت ادين لك بها .زكثيرا ما حاولت الوصول الي تلك اللحظة لكني في كل مرة كنت اتراجع (طريق المليون ميل يبدأ بخطوة)
هكذا كنت تقول .. خطوة يتيمة وتتلاحق الخطوات.. انا مخلقة أنانية اتشرنق داخل ذاتي ..اكره ان اكون فراشة ملونة خشية الاحتراق في وهج الآخرين.. لم اكذب عليك ابدا ..لكني اخفيت عنك الكثير...
الخرطوم 22-ابريل 2006