]لماذا تصادر الكتب الأجنبية؟ عبد الرحمن الراشد

]لماذا تصادر الكتب الأجنبية؟ عبد الرحمن الراشد


04-16-2006, 03:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1145155677&rn=1


Post: #1
Title: ]لماذا تصادر الكتب الأجنبية؟ عبد الرحمن الراشد
Author: jini
Date: 04-16-2006, 03:47 AM
Parent: #0

Quote: لماذا تصادر الكتب الأجنبية؟

شاهدت جاري في الطائرة يحاول حشر كتاب صغير في احد جيوب حقيبته، بعد ان مزق غلافه. لم تغب عني الحيلة فقد مارستها قبله. فغلاف الكتاب يثير انتباه موظف الجمارك، إن وقع بين يديه، ثم ناظريه. وكم مارسنا من عمليات التضليل لتهريب كتبنا من موظفي الجمارك ورقباء الإعلام في المطارات، نجحنا في معظم المرات وفشلنا في أخرى. نسيت أن اشير إلى أن غلاف الكتاب الممزق عنوانه «داخل المملكة: حياتي في السعودية». خرجت ولا أدري إن كان جاري خرج من باب المطار سعيدا بكتابه أم لا ، لكن المؤكد أن المسألة برمتها لا تستحق وضع مفتشين على أبواب المطارات والبوابات الحدودية الأخرى. إنها ممتلكات شخصية تستحق الاحترام طالما أنها ليست مخدرات أو أسلحة، وثانيا الكتاب تحديدا يستحق الاستثناء بالسماح والإعفاء من الرقابة، ليس فقط عندما يتأبطه المسافر، بل حتى البيع جهارا في المكتبات.

وإذا كان أعلى الكتب المطبوعة بلغة أجنبية مبيعات في أي سوق عربية لا يتجاوز بضع مئات من النسخ، يأتي السؤال البديهي لماذا يتم منع الكثير منها من التداول؟

الكثير من الروايات والمؤلفات السياسية والاجتماعية حكم عليها بالمنع القطعي، بحجة أن موضوعاتها ذات طبيعة حساسة من وجهة نظر رسمية، وبدوره يجد الرقيب أن المنع أهون الحلول. والعلة ليست في الرقيب، بل في السياسة العامة التي لا تزال تسير وفق قواعد أسست في عصور سبقت زمن الإنترنت، والكتب الإلكترونية، والتحولات الفكرية والإدارية الحكومية. وطالما اننا نشهد انفتاحات على جبهات ثقافية مختلفة، فإن الأجدر أن تمنح الكتب الأجنبية حرية واسعة، وكذلك الكتب العربية. فالكتاب عادة، مهما شطح في موضوعه وتجاوزت مخالفاته المقبول، فإنه في أيد أمينة، لأن من يتعاطاه هم أعلى شرائح المجتمع ثقافة وإدراكا. ولأن عدد مبيعات أي كتاب، مهما ذاع صيته، يظل محدودا مقارنة بالمطبوعات اليومية والمواد الفيلمية والتلفزيونية، بل إن الكثير من المبيعات العادية للكتب هي ستون نسخة إلى ستمائة نسخة، فأي ضرر يخشى منها في حين أن التلفزيون يصل إلى عشرات الملايين والمواقع الإلكترونية ومئات الآلاف من القراء.

ونحن طبعا لا نبرر الحجر على الصحف والمجلات والأفلام والمواقع الالكترونية، إنما نقول لو وجد هناك مقص يصر على مفهوم الإلغاء، فإن الأولى استثناء الكتب قبل غيرها. اليوم بات شراء الكتب الالكترونية سهلا، خاصة بالنسبة للكتب الأجنبية التي توضع نسخها كاملة على الموقع، ويمكن شراؤها ببطاقة بنكية ومكالمة هاتفية، ويصل صاحبه عبر جهازه في دقائق. فما قيمة المنع عندما يصبح عقيما؟ عدا أن الكتاب ينتمي إلى فئة تستحق أن تكرم ويحتفى بها مهما قرأت. أخيرا افتحوا الباب لكل العناوين.

[email protected]