Post: #1
Title: يارعاة الابل .. استعدوا لمغادرة السودان
Author: زول ساكت
Date: 04-15-2006, 00:19 AM
Parent: #0
لم أستغرب الهجوم الذي تشنه بعض النخب الجنوبية والشيوعيون في صحيفتي الخرطوم مونتير وسيتزن وبعض الصحف العربية على منبر السلام العادل وعلى شخصي وأود ان اؤكد أن تلك الحملة لم تؤثر فينا بأكثر مما تؤثر نطحات ثورٍ عليل على الصخرة الصماء لكني أقول إني أتفهم تماماً دوافع الشيوعيين والعلمانيين الذين يسوؤهم قيام منبر سياسي جديد يحدث إنقلاباً هائلاً في القناعات ويوشك بالتالي أن يغير مسار التاريخ ليصحح علاقة عرجاء ظلت تحكم السياسة السودانية ردحاً من الزمان، فتلك ضريبة الموقف الذي إتخذته قيادات المنبر بإرادتها الحرة فمن حق من تؤذيهم الرؤية الجديدة التي يتبناها منبر السلام العادل والتي تضم في إطارها تصحيحاً لمسلماتٍ كثيرة وكذباتٍ كبيرة رددت حتى صدقها الناس بل حتى باتت تشكل لدى معظم القيادات السياسية وعامة السودانيين عقدة وهزيمة نفسية كالتي ولدها لدى الشعب الالماني ما سُمي بالمحرقة النازية لليهود... أقول إن من حقهم أن يفزعوا ويلطموا الخدود ويشقوا الجيوب حزناً على حصانٍ متمرد أفلح منبر السلام العادل أو كاد في كبح جماحه وإلجامه بعد أن أسرجوه ليقلهم إلى ذرى السلطة التي بار فعلهم وخاب سعيهم طوال عقود من الزمان وسقطت نظريتهم الرجعية وأيأستهم من بلوغ مُرامهم. على أن ما ينشر في صحيفتي الخرطوم مونيتر وسيتزن اللتين تعبران عن بعض التيارات السياسية الجنوبية بما فيها الحركة الشعبية غريب بحق ذلك أنه لم يخرج عن نظرية الكيل بمكيالين الإبتزازية القائمة على العلاقة العرجاء التي نُشِّئوا ورُبُّوا عليها ويرفضون تصحيحها. فبقدرما يستنكرون ما أكتب ، ينهجون في كتاباتهم ذات النهج الذي يُنكرون عليَّ... خذ مثلاً مقال أمانويل صنداي المنشور في صحيفة » سيتزن« بتاريخ 2/27 / 2006 بعنوان ( هل تعلم أصلك يا الطيب مصطفى؟ فهو يصنفني بأوصاف كثيرة مثل: (راعي الابل و(رجل الصحراء و غير ذلك كثير على أن أكثر ما أدهشني هو تلك الكذبة البلغاء التي ظلوا يرددونها بأنهم أبناء السودان الأصليين و نحن »الشماليين« غرباء عنه! ويبدو أنهم أخذوا هذه الفرية من عرَّاب الحركة الشعبية » جون قرنق« وسأعود الى أصول تلك الفرية لاحقاً. يقول أمانويل:» إذا كان الطيب مصطفى يريد أن يحتكم الى الحجة فإني آرجو منه أن يسمح لي بالحديث عن حقيقته... أنت يا أخي راعي إبل ولا حق لك في هذه البلاد« ويقول في مكان آخر من المقال:» أنا أسميك برجل الصحراء في كل مرة لأنك أتيت إلى هذه الارض بجملك من الجزيرة العربية وبسبب إخلاصنا وعطفنا سمحنا لك بالإقامة في هذا الجزء الحار من البلاد... لا ادري لماذا تسلك مثل هذا السلوك الهمجي الذي اضطر الناس لتذكيرك بأنك نهَّاب دخيل« ويعني بذلك أني نهبت أرضهم التي جئت إليها مهاجراً ! ويقول في مقام آخر:» هل تسمي نفسك سودانياً؟ إذا كان الأمر كذلك فإنك اذاً تكون افريقيا وهذا السودان يتبع للأفارقة... إنه ليس الجزيرة العربية وليس للعرب« ! ويقول مهدداً:» إنك لا تخدم قضية العرب في السودان... لكنك تُعجِّل بقدوم يوم يُنفَى فيه أمثالك إلى الجزيرة العربية حيث سيُساء إليك بعبارة العبد«! هذه نماذج من الهجوم الذي نتعرض له من حينٍ لآخر بل يتعرض له أبناء الشمال عامة فهم في نظر كثير من النخب الجنوبية دخلاء مهاجرون قبلهم الجنوبيون في أرضهم » السودان« بكرم وأريحية ولكن هذا ليس قول امانويل المسكين الذي يردد ما يقوله زعماؤه، فقد قال عرَّاب الحركة الشعبية في عدد من المحاضرات والوثائق إن السودان جميعه أرضهم هم دون غيرهم بل إنهم إستندوا على فقرات نقلوها من الإنجيل عن أرض كوش ضحكت مِلْء شِدْقَيْ عندما قرأتها ذلك أنها لا تثبت شيئاً غير أن أرض كوش يقطنها أُناس طوال الأجسام وكأن الطول يقتصر على الجنوبيين وحدهم ! ثم إن قرنق قال في حوار أجراه معه محجوب برير محمد نور ونشر في الخرطوم مونيتر بتاريخ 28 /3 2006 معقباً على قول محجوب برير بأنه جعلي.. قال قرنق » إن هذا يعني أن أجدادك عبروا البحر الأحمر من الجزيرة العر بية إلى السودان واختلطوا مع مواطني السودان وأنجبوا إبن خالتنا محجوب... لكن بالنسبة لي فإننا نعلم أن السودان جميعه من حقنا، لماذا نأخذ جزءاً إذا كان الكل من حقنا؟« ثم قال قرنق لمحجوب برير:» فيما يتعلق بقولك عن الأغلبية الطبيعية فإننا، نحن الأفارقة، سنتفوق عددياً بناءً على معدل نسبة التوالد ففي كل عشرة أطفال يولدون في السودان فإن سبعة منهم أفارقة« ويعني قرنق بعبارة أفارقة أنهم ليسوا شماليين وإنما من ذوي أصول إفريقية لم تختلط بالدم العربي !. نواصل
المصدر
|
|