قصة قصيرة

قصة قصيرة


04-13-2006, 04:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1144941319&rn=0


Post: #1
Title: قصة قصيرة
Author: ياسر حسن المبارك
Date: 04-13-2006, 04:15 PM

لأنهم لم يكونوا مثلنا وإن تشابهوا معنا ، ولأن النسبية دائما هى السبيل لفهم كل الأشياء حين تدقق في نوعية من الذباب
تعيش دورة حياتها كاملة ، تولد وتنمو وتتزوج وتتكاثر وتشيخ وتموت في يوم بشري واحد ، لذا كان طبيعيا جدا أن تكون سماؤهم خضراء هذه المرة ، وأن يكون الجو خانقا ذا لون في احمرار مستمر من حولهم ، ولأنه لابد لكل شئ من التغيير وعدم الثبوت على حال فكان لابد أن يسطع نور ما في سمائهم الخضراء تلك كإشارة إلى الصباح ، وعند غيابه يبدو الجو كئيبا مخنقا وإن كان مرهفو الحس منهم يعترفون بأن غياب هذا النور يخفف كثيرا من حدة الإحمرار الكئيب في الجو ويمنحهم الفرصة لمشاهدة اللون الأخضر الجميل لسمائهم كما يرونه ، في البدء كانت حياتهم بسيطة ، يتحركون بمنتهى الإنطلاق في الجو الأحمر الكثيف المائل إلى الإنسيالية إلى أن ظهر بعضهم وأخذوا يفرزون العديد والعديد من النظريات القانونية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلى آخر تلك العلوم التي لابد من وجودها مع أى تجمع مفكر ، يعترفون أن تلك العلوم آذتهم كثيرا ، كانوا يوما بعد يوم يزدادون تحديدا للخطوات والطرق والحدود حتى أنهم كانوا يشعرون أن تلك النظريات جعلتهم مثبتين في أمكانهم بأثقال من الجو الأحمر الخانق الكثيف ، حدّت كل تلك النظريات من الحركة المنسالة الأولى ، يعترفون أنهم وصلوا في تطورهم إلى درجات هائلة أغنتهم تماما عن الحاجة إلى الحركة ، وإن ظل هناك ذلك الشغف القديم بالحركة المنسالة القديمة ، وقد واجه ذلك الكيان المسمى المجتمع كل نوع من الخروج عن الحركة المحددة بدقة بأقصى العقوبات ، كادوا أن ينظموا كل شئ ، وإن بقى شئ واحد فقط يؤرقهم ، كانوا منذ البدء يختفي منهم العشرات ، لا يعرف أحد أين يذهبون ، فقط يكفون عن الحركة ويبدأون في التلاشي شيئا فشيئا في الجو الأحمر ، كانوا يدركون أنهم جميعا سوف يكفون عن الحركة يوما ما ويبدأون في التلاشي بدورهم كقرابين لهذا الجو الكثيف ، ظهر منهم بعض الذين أرجعوا ذلك لأمور خارجية تحدث خارج سمائهم الخضراء ، وادعى بعضهم أنه على اتصال خفي بتلك القوى الخارجية وكان هذا يعطي الكائن منهم منزلة وقيمة لا تقارن ، قدسوا هؤلاء المفكرين والمتصلين بالقوى الخارجية كثيرا ، وإن بقى سؤال يؤرقهم ، ماذا بعد التلاشي ؟! ما الذي يحدث بعد النصهار في الجو الأحر والغياب فيه ؟! لم يعد أحد ليخبرهم للأسف ، ولهذا أرهقهم السؤال كثيرا ، وذات يوم مشهود ، اهتزت سماؤهم الخضراء فجأة وخرج الجميع يرقبونها في هلع شديد ، وبينما هم ينظرون انشقت السماء ! لم تمنحهم دنياهم الفرصة لتدرس معاملهم أن ما حدث هو تسرب غاز سام يسمى الأوكسجين ! ولم يمهلهم القدر ليسمعوا ذلك البوق الرهيب الذي انطلق بعد أن انشقت السماء صائحا

" بخمسة ألف جنيه ونص الواحدة يا بطيخ ! "