السوق العربـي ...بلدي ..

وكم احب هذا البلدي ...
زمااان قبل ان تتغول كافتريا الحالية التي تتربع وسط ساحة مواصلات الصحافة شرق..
كان هناك صاحب محل (كركدى) ولا في الاحلام ..كباية كركدى بارد وطاعم تنسيك تعب الخرطوم..
وبجوار محل الكركدى ..كان محل (تمباك ) مشهور جدا ..
والزحمة كانت شديده ...على الكركدى والتمباااك ..
اظن ان محل ( الصعوط) لا زال موجود ..
لكن متاكد ليكم محل البارد اللذيذ المسكر جدا غير موجود الان ...
وما احلى تلك الصباحات (كركدى بارد ) مخلوط بطعم جريدة الوان وبقايا مدادها ..

ولان السوق العربي بلدي ..وكم احب بلدي ...
فان لطعم القراصة في السوق العربي ..نكهة ومذاق ..
وهو ما يجعلك تدخل تلك الازقة الصغيرة داخل السوق العربي لتتعاطها
وكم ارتدتها ولم اقصر فيها ..
قراصة بالدمعه ..
قراصة بالروب ..
قراصة بالمفروكه ..
كنت استغرب ولا زلت كيف يزدحم الناس في محلات الفول ..في السوق العربي
خاصة في ابوجنزير ...والقراصة فركة كعب منهم ...غير انه والشهادة لله
لفول السوق العربي مذاق ايضا يختلف ..

على ان السوق العربي ..ايضا بلدي ..
عشرات ومئات ..بل الاف تتقاطر لوسط المدينة
ووسط المدينة ..السوق العربي ..
بائعة وطلاب وكافتريات وشاورما وموسيقى واغاني
وحافلات ودخان ..والشمس تحس بها فوق رأسك
زحمه
زحمه
زحمه في كل شيء ناس هائمة على وجووها
ناس جابه الطريق فكل الطرق تمر عبر ..العربي
ناس جابته المواصلات فمعظم المواصلات ..تقف في العربي ..
زحمة حركة بوليس ..ناس وجوه يعلوها العرق والارهاق بائعي الجرائد
احدهم يهاتف وهو يصطدم باخر ..حراميه يتابعون مهامهم ..
حمامات ...مدفوعة مقدما
مصلين ..البعض نائم ..الشباب زرافات
زحمه وما عادش رحمه ..
ومااجمل البلدي ..يا بلدي ..

(قبالة سينما " كولزيوم " في قلب الخرطوم كان هناك معرض "للكتاب المسيحي" . الإقبال على المعرض من ذلك الذي يوصف بأنه " منقطع النظير" .تقع سينما "كولزيوم" في شارع "القصر" وهو الشارع الذي يؤدي إلى "القصر الجمهوري" قرب ساحة "ابوجنزير" حيث يندلق الناس من جميع أرجاء عاصمة تمددت ... وتمددت إلى حد أصبح قطرها حوالي 70 كيلومتراً .

هنا "قلب الخرطوم" . سحنات الناس في ميدان "ابوجنزير" تعكس التغيير الذي حدث للتركيبة الاجتماعية في العاصمة السودانية. الأغلبية من النازحين من أقاليم الغرب والجنوب. في الماضي، والماضي هنا الستينات، كان ميدان " ابوجنزير" هو نقطة تجمع للمظاهرات التي تنظم ضد حكومات ديمقراطية منتخبة ما بين 1965 و1969. كان المتظاهرون يهتفون "يا خرطوم ثوري ثوري مصير محجوب مصير نوري". وكان المقصود ان مصير "محمد احمد محجوب، وهو شاعر ومهندس ومحامي منتخب شرعياً لرئاسة الحكومة سيكون مثل مصير نوري السعيد رئيس حكومة العراق ايام حلف بغداد".)

ولان السوق العربي بلدي ..فاليوم ابوجنزير نفسه تحول لساحة للمشروبات والعصائر
وبيع الاشرطة ..ودخان الشاورما ...والطعمية ..وبالطبع لازال ساحة للباصات القديمة الراحلة الى بري والى غيرها

فوق