واكتشف الشـــوش أخيرا ويا للبؤس...

لسنا على قدر المقام


لم تكن اللطمة التي وجهتها القمة على لسان من صاغ بيانها الأخير «وليته يكون الأخير فعلاً» اللغة العربية هي اللطمة الوحيدة أو الأخطر. فقد كان نصيب السودان المضيف من هذه الكلمات أكثر إيلاماً وأقل منطقاً وأضعف تبريراً وأبعد ذوقاً، فقد تغيب عنه عدد كبير من القادة برغم أن توقيته - بصفته اجتماعاً عادياً - لم يكن مفاجأة لأحد، وبرغم الجهود المضنية التي بذلها السودان عبر مندوبيه الذين سافروا شرقاً وغرباً وابتسموا في وجوه المدعوين حتى أوشك الابتسام أن يشرخ وجوههم وهم يوضحون ان الساعة مصيرية وعصيبة والسودان فيها أحوج ما يكون الى مساندة أشقائه وعروبته مستهدفة بصورة تجعل التجاوب العربي ومساندة الاشقاء المعنوية فرضاً واجباً لاتجاه السودان بل للأمة العربية بأجمعها وهي تواجه تدميراً في كل ديارها. والعرب يؤازرون السودان حتى بأضعف الإيمان إنما يدفعون الشر عن أنفسهم، فليس السودان إلا خطوة تتلوها خطوات حتى تعمهم الفوضى أو يركعون تحت أقدام مغتصب أراضيهم ومذل كرامتهم. وبعض الذين جاءوا هرولوا على عجل بطائراتهم الفاخرة بعد ساعات من الوصول، كأنما يهربون من بلاء وجذام. ولعمري أي شغل ومشغلة تمنع هؤلاء العظام من قضاء بضع ساعات إضافية، وقد رأينا قادة العالم الكبار ومن يملكون مصائر الشعوب يحضرون اجتماعات خطيرة حول العالم، وما سمعنا بأحدهم سارع الى بلده قبل نهاية الجلسات إلا لعلة أو كارثة، وأجزم أنهم أكثر التزاماً من أشقائنا العجلين، أم ترى ان التغيب والتأخير والعودة العاجلة ضرب من الاستخفاف بالمضيف والأشقاء المجتمعين؟ وأسوأ من ذلك أن بعض القادة جاءوا كما تقول بعض أجهزة الإعلام الغربية مصفحين كأنما ينزلون الى ساحة حرب أو غابة تتعاورها الأسود والذئاب ويجوس في جنباتها قطاع الطرق وعتاة المجرمين. ولقد كان الإعلان عن ذلك مهيناً للسودان الآمن الذي ما شكل طول تاريخه خطراً على شقيق، ومصدقاً لما ينشره أعداؤه وأعداء العرب بأنه بلد غير آمن وغير مأمون على حراسة ضيوفه أو حتى حراسة نفسه مما يبرر تدخلاً أجنبياً يمنح بعض أهله الحماية. لِمَ كل ذلك؟ ماذا يملك العرب ولا يملكه السودان؟ فيم قصر عنهم تاريخاً حافلاً وتراثاً ثرياً وثقافة وتعليماً وموارد وعلماً ينتفع به أغلب هؤلاء المهرولين العجلين. ولا أقول قول الفرزدق: «أولئك آبائى فجئني بمثلهم» فالسودان والسودانيون لا يمتنون على أحد، ولكن أنوفهم في السماء. ولقد ظل السودان طول عهوده الرخية والمتأزمة عزيز النفس كريماً وفياً لأخوته العرب. وحين مر العرب بمحنة أوشكت أن تطيح بهم بعد الهزيمة المنكرة في «67» كان السودان هو البلسم الشافي والرائد الذي لا يكذب أهله. ولقد اعطى للقمة العربية دوراً لا سابق له ولا م عقب. وهو البلد الوحيد شعباً وحكومة الذي ظل يؤمن بهذا المسمى جامعة عربية حين فقد الكثيرون إيمانهم بها، وبقدرتها على حل أية مشكلة غير هذا الركام من الألفاظ التي «ما قتلت ذبابة». برغم أن السودان ظل أخفت الأصوات في اهتماماتها وجهازها. وماشكا وما عاتب. فلماذا يستهين بعض القادة العرب بنا؟ ونحن الأكثر عدداً وأحفل تاريخاً وحضارة وأوفر علماً من غالبية دولهم؟. وما هذا العداء الذي يكبلنا إلا بسبب إنتماء أغلبيتنا للعرب والعروبة ولأننا حلقة وصل ناشط بين العرب والأفارقة، يختلط العرقان في دمائنا.
إنني اعتبر نفسي من أكثر المؤمنين بالعرب والعروبة ولن يثنيني عن ذلك موقف أحد ينتمي الى العروبة صدقاً أو كذباً فعروبتي ليست تقليداً ولا منة من أحد، بل هو إنتماء بالاصالة لا صلة له بمن يأتي ومن يتخلف.وشكراً لاجتماع القمة الذي أثبت لنا أن كفاحنا لإثبات وجودنا العربي لن يكون سهلاً واننا قد نضطر الى الوقوف وحدنا في وجه الذين يتآمرون علينا ويريدون سلخنا عن هويتنا وانتمائنا. والشكر ثانياً لأن صوت الذين جاءوا لينصحونا بالتعقل والانصياع «للشرعية الدولية» لم يكن هو الأعلى. ليس بعد على أي حال.

http://www.rayaam.net/colum/colum12.htm
















دنقس.

يتسـاءل الشــوش وهـو يشــيط غضبا

Quote: فلماذا يستهين بعض القادة العرب بنا؟

سؤال عظيم يعكس تطورا ملحوظ والأجابة عليه فيها دواء العلة.
مذيدا من التطور للشـــــوش ومن شايعه.








دنقس.

الأخ العزيز عبدالقادر دنقس
لك التحية و الإحترام

Quote: فلماذا يستهين بعض القادة العرب بنا؟

و ليعد السؤال مرة أخري و يستبدل كلمة العرب بكلمة الأفارقة .
بل .. العالم ...
قال عبود من قبل : أحكموا علينا بأعمالنا .
و ذلك هو المعيار .....
و رحم الله أمرؤ عرف قدر نفسه .

الأخ العزيز محمد، تحيات طيبة.
كيف يعرف قدر نفسه اذ هو يستنكر أبسط المعايير لمعرفة نفسه. ها هو يحمل شلوخ الأفارقة ملئ وجهه ومازال يجاهد ليقنع نفسه بأنه سليل أؤلائك الأعراب الذين لا ينكر بأنهم يستحقرونه. والمضحك المبكي أن الرجل أكتشف بأنه يخوض حرب عروبته وحيدا؛؛؛
وشر البليــــة مــا يـضحــــك.
لك الود.












دنقس.

Quote: وبعض الذين جاءوا هرولوا على عجل بطائراتهم الفاخرة بعد ساعات من الوصول، كأنما يهربون من بلاء وجذام.

الا تعرف ذلك البلاء والجزام أيها المتعورب؟
شكرا دنقس علي المقال الذي آمل ان يكون قد فاق كاتبة من أوهام عروبتة ونسبتة لآل أبي سفيان كما قال د.منصور خالد.

عماد خليفة

صدقنـي يا دنقس ان هذا الاسود
المشلخ متوهم العروبة لم يكتشف
شيئآ ولم يتعلم شيئآ مازال علي
جهله وغبائه وضلاله وارزقيته
هذه خلاصة ما توصل اليه:

Quote: وما هذا العداء الذي يكبلنا إلا بسبب إنتماء أغلبيتنا للعرب والعروبة ولأننا حلقة وصل ناشط بين العرب والأفارقة، يختلط العرقان في دمائنا. إنني اعتبر نفسي من أكثر المؤمنين بالعرب والعروبة ولن يثنيني عن ذلك موقف أحد ينتمي الى العروبة صدقاً أو كذباً فعروبتي ليست تقليداً ولا منة من أحد، بل هو إنتماء بالاصالة لا صلة له بمن يأتي ومن يتخلف .وشكراً لاجتماع القمة الذي أثبت لنا أن كفاحنا لإثبات وجودنا العربي لن يكون سهلاً واننا قد نضطر الى الوقوف وحدنا في وجه الذين يتآمرون علينا ويريدون سلخنا عن هويتنا وانتمائنا. والشكر ثانياً لأن صوت الذين جاءوا لينصحونا بالتعقل والانصياع «للشرعية الدولية» لم يكن هو الأعلى. ليس بعد على أي حال.

Dear Abdel-Gadir
It seems the promised ambassadorial position has gone with the wind!!