هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟

هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟


04-04-2006, 08:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1144134733&rn=0


Post: #1
Title: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-04-2006, 08:12 AM

تساؤلي أولاً اذا الله لم يهدي الكافرين فمن يهديهم؟؟؟؟ ثانياً هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟


فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ

اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام125
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4
{إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ }النحل37
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ }الحج16
{لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النور46
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67
{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }التوبة37
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }النحل107
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }البقرة264
ولنا عوده

Post: #2
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: عبدالعظيم عبدالله
Date: 04-04-2006, 09:08 AM
Parent: #1

فوق فوق فوق
في انتظار الفقهاء للرد

Post: #3
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-04-2006, 09:23 AM
Parent: #2

رايكم شنوا

Post: #4
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-08-2006, 02:47 PM
Parent: #3

http://www.flashfp.net/uploader/modules/up-pic/pic/uploads/83250cb3cd.gif

Post: #6
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: banadieha
Date: 04-09-2006, 00:28 AM
Parent: #4



المحترم محمد عبدالمنعم عمر..الآيات الأوردتها دي كلهاعن ناس معينين في حقبة معينة تحدد فيها المؤمنين بأنهم أولئك الذين أمنوا براسلة بالرسول في كل حالة والكافرين هم أولئك الذين لم يتبعوه وقاتلوه..أما الآن فلكم دينكم ولي دين..تعايش وتعايش.

Post: #5
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: omar ali
Date: 04-09-2006, 00:11 AM
Parent: #1

Quote: فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ
وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ



وفيم الحساب اذا كان هو الذي يضله???!!!!

Post: #7
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-09-2006, 05:26 PM
Parent: #5

هل الله يرسل لكل زمن قران جديد
ولماذا العقاب

Post: #8
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-10-2006, 12:35 PM
Parent: #7

الله قادر

Post: #9
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: Khalid Osman Jaafar
Date: 04-10-2006, 04:37 PM
Parent: #1


قال تعالي:

(( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48 ))) - سورة المائدة


تفسير إبن كثير: ... " وَلَوْ يَشَاء اللَّه لَجَعَلَكُمْ أُمَّة وَاحِدَة " فَلَوْ كَانَ هَذَا خِطَابًا لِهَذِهِ الْأُمَّة لَمَا صَحَّ أَنْ يَقُول " وَلَوْ شَاءَ اللَّه لَجَعَلَكُمْ أُمَّة وَاحِدَة " وَهُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَلَكِنَّ هَذَا خِطَاب لِجَمِيعِ الْأُمَم لِلْإِخْبَارِ عَنْ قُدْرَته تَعَالَى الْعَظِيمَة الَّتِي لَوْ شَاءَ لَجَمَعَ النَّاس كُلّهمْ عَلَى دِين وَاحِد وَشَرِيعَة وَاحِدَة لَا يُنْسَخ شَيْء مِنْهَا وَلَكِنَّهُ تَعَالَى شَرَعَ لِكُلِّ رَسُول شَرِيعَة عَلَى حِدَة ثُمَّ نَسَخَهَا أَوْ بَعْضهَا بِرِسَالَةِ الْآخَر الَّذِي بَعْده حَتَّى نَسَخَ الْجَمِيع بِمَا بَعَثَ بِهِ عَبْده وَرَسُوله مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي اِبْتَعَثَهُ إِلَى أَهْل الْأَرْض قَاطِبَة وَجَعَلَهُ خَاتِم الْأَنْبِيَاء كُلّهمْ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَلَوْ شَاءَ اللَّه لَجَعَلَكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْ" يَعْنِي أَنَّهُ تَعَالَى شَرَعَ الشَّرَائِع مُخْتَلِفَة لِيَخْتَبِر عِبَاده فِيمَا شَرَعَ لَهُمْ وَيُثِيبهُمْ أَوْ يُعَاقِبهُمْ عَلَى طَاعَته وَمَعْصِيَته بِمَا فَعَلُوهُ أَوْ عَزَمُوا عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ كُلّه وَقَالَ عَبْد اللَّه بْن كَثِير " فِيمَا آتَاكُمْ " يَعْنِي مِنْ الْكِتَاب ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى نَدَبَهُمْ إِلَى الْمُسَارَعَة إِلَى الْخَيْرَات وَالْمُبَادَرَة إِلَيْهَا فَقَالَ " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات " وَهِيَ طَاعَة اللَّه وَاتِّبَاع شَرْعه الَّذِي جَعَلَهُ نَاسِخًا لِمَا قَبْله وَالتَّصْدِيق بِهَذَا الْقُرْآن الَّذِي هُوَ آخِر كِتَاب أَنْزَلَهُ ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " إِلَى اللَّه مَرْجِعكُمْ" أَيْ مَعَادكُمْ أَيّهَا النَّاس وَمَصِيركُمْ إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة" فَيُنَبِّئكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " أَيْ فَيُخْبِركُمْ بِمَا اِخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ الْحَقّ فَيَجْزِي الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّب الْكَافِرِينَ الْجَاحِدِينَ الْمُكَذِّبِينَ بِالْحَقِّ الْعَادِلِينَ عَنْهُ إِلَى غَيْره بِلَا دَلِيل وَلَا بُرْهَان بَلْ هُمْ مُعَانِدُونَ لِلْبَرَاهِينِ الْقَاطِعَة وَالْحُجَج الْبَالِغَة وَالْأَدِلَّة الدَّامِغَة وَقَالَ الضَّحَّاك : " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات" يَعْنِي أُمَّة مُحَمَّد - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْأَوَّل أَظْهَرُ .

((سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ (148 ) قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149))) - سورة الأنعام

تفسير الطبري: الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْء كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسنَا } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا } وَهُمْ الْعَادِلُونَ بِاَللَّهِ الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْش : { لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا } يَقُول : قَالُوا اِحْتِجَازًا مِنْ الْإِذْعَان لِلْحَقِّ بِالْبَاطِلِ مِنْ الْحُجَّة لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقّ , وَعَلِمُوا بَاطِل مَا كَانُوا عَلَيْهِ مُقِيمِينَ مِنْ شِرْكِهِمْ , وَتَحْرِيمهمْ مَا كَانُوا يُحَرِّمُونَ مِنْ الْحُرُوث وَالْأَنْعَام , عَلَى مَا قَدْ بَيَّنَ تَعَالَى ذِكْره فِي الْآيَات الْمَاضِيَة قَبْل ذَلِكَ : { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنْ الْحَرْث وَالْأَنْعَام نَصِيبًا } وَمَا بَعْد ذَلِكَ : لَوْ أَرَادَ اللَّه مِنَّا الْإِيمَان بِهِ وَإِفْرَاده بِالْعِبَادَةِ دُون الْأَوْثَان وَالْآلِهَة وَتَحْلِيل مَا حَرَّمَ مِنْ الْبَحَائِر وَالسَّوَائِب وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ أَمْوَالنَا , مَا جَعَلْنَا لِلَّهِ شَرِيكًا , وَلَا جَعَلَ ذَلِكَ لَهُ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلنَا , وَلَا حَرَّمْنَا مَا نُحَرِّمهُ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاء الَّتِي نَحْنُ عَلَى تَحْرِيمهَا مُقِيمُونَ ; لِأَنَّهُ قَادِر عَلَى أَنْ يَحُول بَيْننَا وَبَيْن ذَلِكَ , حَتَّى لَا يَكُون لَنَا إِلَى فِعْل شَيْء مِنْ ذَلِكَ سَبِيل , إِمَّا بِأَنْ يَضْطَرّنَا إِلَى الْإِيمَان وَتَرْك الشِّرْك بِهِ وَإِلَى الْقَوْل بِتَحْلِيلِ مَا حَرَّمْنَا ; وَإِمَّا بِأَنْ يَلْطُف بِنَا بِتَوْفِيقِهِ فَنَصِير إِلَى الْإِقْرَار بِوَحْدَانِيِّتِهِ وَتَرْك عِبَادَة مَا دُونه مِنْ الْأَنْدَاد وَالْأَصْنَام , وَإِلَى تَحْلِيل مَا حَرَّمْنَا . وَلَكِنَّهُ رَضِيَ مِنَّا مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَة الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام , وَاِتِّخَاذ الشَّرِيك لَهُ فِي الْعِبَادَة وَالْأَنْدَاد , وَأَرَادَ مَا نُحَرِّم مِنْ الْحُرُوث وَالْأَنْعَام , فَلَمْ يَحُلْ بَيْنَنَا وَبَيْن مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ . قَالَ اللَّه مُكَذِّبًا لَهُمْ فِي قِيلِهِمْ : إِنَّ اللَّه رَضِيَ مِنَّا مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ الشِّرْك وَتَحْرِيم مَا نُحَرِّم , وَرَادًّا عَلَيْهِمْ بَاطِل مَا اِحْتَجُّوا بِهِ مِنْ حُجَّتهمْ فِي ذَلِكَ : { كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ } يَقُول : كَمَا كَذَّبَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ يَا مُحَمَّد مَا جِئْتهمْ بِهِ مِنْ الْحَقّ وَالْبَيَان , كَذَّبَ مَنْ قَبْلهمْ مِنْ فَسَقَة الْأُمَم الَّذِينَ طَغَوْا عَلَى رَبّهمْ مَا جَاءَتْهُمْ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ مِنْ آيَات اللَّه وَوَاضِح حُجَجه , وَرَدُّوا عَلَيْهِمْ نَصَائِحهمْ . { حَتَّى ذَاقُوا بَأْسنَا } يَقُول : حَتَّى أَسْخَطُونَا فَغَضِبْنَا عَلَيْهِمْ , فَأَحْلَلْنَا بِهِمْ بَأْسنَا فَذَاقُوهُ , فَعَطِبُوا بِذَوْقِهِمْ إِيَّاهُ , فَخَابُوا وَخَسِرُوا الدُّنْيَا وَالْآخِرَة , يَقُول : وَهَؤُلَاءِ الْآخَرُونَ , مَسْلُوك بِهِمْ سَبِيلهمْ , إِنْ هُمْ لَمْ يُنِيبُوا فَيُؤْمِنُوا وَيُصَدِّقُوا بِمَا جِئْتهمْ بِهِ مِنْ عِنْد رَبّهمْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 10992 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة بْن صَالِح , عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا } وَقَالَ : { كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ } , ثُمَّ قَالَ : { وَلَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكُوا } فَإِنَّهُمْ قَالُوا : عِبَادَتنَا الْآلِهَة تُقَرِّبنَا إِلَى اللَّه زُلْفَى , فَأَخْبَرَهُمْ اللَّه أَنَّهَا لَا تُقَرِّبهُمْ , وَقَوْله : { وَلَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكُوا } يَقُول اللَّه سُبْحَانه : لَوْ شِئْت لَجَمَعْتهمْ عَلَى الْهُدَى أَجْمَعِينَ . 10993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , عَنْ عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَحِيح , عَنْ مُجَاهِد : { وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْء } قَالَ : قَوْل قُرَيْش , يَعْنِي : أَنَّ اللَّه حَرَّمَ هَذِهِ الْبَحِيرَة وَالسَّائِبَة . - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثَنَا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : { وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْء } قَوْل قُرَيْش بِغَيْرِ يَقِين : أَنَّ اللَّه حَرَّمَ هَذِهِ الْبَحِيرَة وَالسَّائِبَة . فَإِنْ قَالَ قَائِل : وَمَا بُرْهَانُك عَلَى أَنَّ اللَّه تَعَالَى إِنَّمَا كَذَّبَ مِنْ قِيل هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ قَوْلهمْ : رَضِيَ اللَّه مِنَّا عِبَادَة الْأَوْثَان , وَأَرَادَ مِنَّا تَحْرِيم مَا حَرَّمْنَا مِنْ الْحُرُوث وَالْأَنْعَام , دُون أَنْ يَكُون تَكْذِيبه إِيَّاهُمْ كَانَ عَلَى قَوْلهمْ : { لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْء } وَعَلَى وَصْفِهِمْ إِيَّاهُ بِأَنَّهُ قَدْ شَاءَ شِرْكهمْ وَشِرْك آبَائِهِمْ , وَتَحْرِيمهمْ مَا كَانُوا يُحَرِّمُونَ ؟ قِيلَ لَهُ : الدَّلَالَة عَلَى ذَلِكَ . قَوْله : { كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ } فَأَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ سَلَكُوا فِي تَكْذِيبهمْ نَبِيّهمْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا آتَاهُمْ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه مِنْ النَّهْي عَنْ عِبَادَة شَيْء غَيْر اللَّه تَعَالَى , وَتَحْرِيم غَيْر مَا حَرَّمَ اللَّه فِي كِتَابه وَعَلَى لِسَان رَسُوله مَسْلَك أَسْلَافهمْ مِنْ الْأُمَم الْخَالِيَة الْمُكَذِّبَة اللَّه وَرَسُوله . وَالتَّكْذِيب مِنْهُمْ إِنَّمَا كَانَ لِمُكَذَّبٍ , وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ خَبَرًا مِنْ اللَّه عَنْ كَذِبهمْ فِي قِيلهمْ : { لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا } لَقَالَ : " كَذَلِكَ كَذَبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ " بِتَخْفِيفِ الذَّال , وَكَانَ يَنْسُبهُمْ فِي قِيلهمْ ذَلِكَ إِلَى الْكَذِب عَلَى اللَّه لَا إِلَى التَّكْذِيب . مَعَ عِلَل كَثِيرَة يَطُول بِذِكْرِهَا الْكِتَاب , وَفِيمَا ذَكَرْنَا كِفَايَة لِمَنْ وُفِّقَ لِفَهْمِهِ .

قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قُلْ هَلْ عِنْدكُمْ مِنْ عِلْم فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ يَا مُحَمَّد لِهَؤُلَاءِ الْعَادِلِينَ بِرَبِّهِمْ الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام الْمُحَرِّمِينَ مَا هُمْ لَهُ مُحَرِّمُونَ مِنْ الْحُرُوث وَالْأَنْعَام , الْقَائِلِينَ : { لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْء } وَلَكِنْ رَضِيَ مِنَّا مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ الشِّرْك وَتَحْرِيم مَا نُحَرِّم : هَلْ عِنْدكُمْ بِدَعْوَاكُمْ مَا تَدَّعُونَ عَلَى اللَّه مِنْ رِضَاهُ بِإِشْرَاكِكُمْ فِي عِبَادَته مَا تُشْرِكُونَ وَتَحْرِيمكُمْ مِنْ أَمْوَالكُمْ مَا تُحَرِّمُونَ عِلْم يَقِين مِنْ خَبَر مَنْ يَقْطَعُ خَبَره الْعُذْر , أَوْ حُجَّة تُوجِب لَنَا الْيَقِين مِنْ الْعِلْم فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ؟ يَقُول : فَتُظْهِرُوا ذَلِكَ لَنَا وَتُبَيِّنُوهُ , كَمَا بَيَّنَّا لَكُمْ مَوَاضِع خَطَأ قَوْلكُمْ وَفِعْلكُمْ , وَتَنَاقُض ذَلِكَ وَاسْتِحَالَته فِي الْمَعْقُول وَالْمَسْمُوع . { إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنّ } يَقُول لَهُ : قُلْ لَهُمْ : إِنْ تَقُولُونَ مَا تَقُولُونَ أَيّهَا الْمُشْرِكُونَ وَتَعْبُدُونَ مِنْ الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام مَا تَعْبُدُونَ وَتُحَرِّمُونَ مِنْ الْحُرُوث وَالْأَنْعَام مَا تُحَرِّمُونَ إِلَّا ظَنًّا وَحُسْبَانًا أَنَّهُ حَقّ , وَأَنَّكُمْ عَلَى حَقّ وَهُوَ بَاطِل , وَأَنْتُمْ عَلَى بَاطِل . { وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ } يَقُول : وَإِنْ أَنْتُمْ , وَمَا أَنْتُمْ فِي ذَلِكَ كُلّه إِلَّا تَخْرُصُونَ , يَقُول : إِلَّا تَتَقَوَّلُونَ الْبَاطِل عَلَى اللَّه ظَنًّا بِغَيْرِ يَقِين عِلْم وَلَا بُرْهَان وَاضِح .


(( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118 ) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119))) - سورة هود

تفسير إبن كثير: يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ قَادِر عَلَى جَعْل النَّاس كُلّهمْ أُمَّة وَاحِدَة مِنْ إِيمَان أَوْ كُفْر كَمَا قَالَ تَعَالَى" وَلَوْ شَاءَ رَبّك لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْض كُلُّهُمْ جَمِيعًا" وَقَوْله " وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبّك" أَيْ وَلَا يَزَال الْخُلْف بَيْن النَّاس فِي أَدْيَانهمْ وَاعْتِقَادَات مِلَلِهِمْ وَنِحَلهمْ وَمَذَاهِبهمْ وَآرَائِهِمْ وَقَالَ عِكْرِمَة : مُخْتَلِفِينَ فِي الْهُدَى . وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : مُخْتَلِفِينَ فِي الرِّزْق يُسَخِّر بَعْضهمْ بَعْضًا . وَالْمَشْهُور الصَّحِيح الْأَوَّل .
وَقَوْله " إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّك " أَيْ إِلَّا الْمَرْحُومِينَ مِنْ أَتْبَاع الرُّسُل الَّذِينَ تَمَسَّكُوا بِمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الَّذِينَ أَخْبَرَتْهُمْ بِهِ رُسُل اللَّه إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبَهُمْ حَتَّى كَانَ النَّبِيّ وَخَاتَم الرُّسُل وَالْأَنْبِيَاء فَاتَّبَعُوهُ وَصَدَّقُوهُ وَوَازَرُوهُ فَفَازُوا بِسَعَادَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لِأَنَّهُمْ الْفِرْقَة النَّاجِيَة كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الْمَرْوِيّ فِي الْمَسَانِيد وَالسُّنَن مِنْ طُرُق يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا " إِنَّ الْيَهُودَ اِفْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَة وَأَنَّ النَّصَارَى اِفْتَرَقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَة وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّة عَلَى ثَلَاث وَسَبْعِينَ فِرْقَة كُلّهَا فِي النَّار إِلَّا فِرْقَة وَاحِدَة " قَالُوا : وَمَنْ هُمْ يَا رَسُول اللَّهِ ؟ قَالَ " مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي " رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْرَكه بِهَذِهِ الزِّيَادَة وَقَالَ عَطَاء " وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ " يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس" إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّك " يَعْنِي الْحَنِيفِيَّة وَقَالَ قَتَادَة : أَهْل رَحْمَة اللَّه أَهْل الْجَمَاعَة وَإِنْ تَفَرَّقَتْ دِيَارهمْ وَأَبْدَانهمْ وَأَهْل مَعْصِيَته أَهْل فُرْقَة وَإِنْ اِجْتَمَعَتْ دِيَارهمْ وَأَبْدَانهمْ وَقَوْله " وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ فِي رِوَايَة عَنْهُ وَلِلِاخْتِلَافِ خَلَقَهُمْ وَقَالَ مَكِّيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس : خَلَقَهُمْ فَرِيقَيْنِ كَقَوْلِهِ " فَمِنْهُمْ شَقِيّ وَسَعِيد وَقِيلَ لِلرَّحْمَةِ خَلَقَهُمْ قَالَ اِبْن وَهْب : أَخْبَرَنِي مُسْلِم بْن خَالِد عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ طَاوُس أَنَّ رَجُلَيْنِ اِخْتَصَمَا إِلَيْهِ فَأَكْثَرَا فَقَالَ طَاوُس اِخْتَلَفْتُمَا وَأَكْثَرْتُمَا فَقَالَ أَحَد الرَّجُلَيْنِ لِذَلِكَ خَلَقَنَا فَقَالَ طَاوُس كَذَبْت فَقَالَ أَلَيْسَ اللَّه يَقُول " وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " قَالَ لَمْ يَخْلُقهُمْ لِيَخْتَلِفُوا وَلَكِنْ خَلَقَهُمْ لِلْجَمَاعَةِ وَالرَّحْمَة كَمَا قَالَ الْحَكَم بْن أَبَان عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : لِلرَّحْمَةِ خَلَقَهُمْ وَلَمْ يَخْلُقْهُمْ لِلْعَذَابِ , وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَيَرْجِع مَعْنَى هَذَا الْقَوْل إِلَى قَوْله تَعَالَى " وَمَا خَلَقْت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " وَقِيلَ بَلْ الْمُرَاد وَلِلرَّحْمَةِ وَالِاخْتِلَاف خَلَقَهُمْ كَمَا قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ فِي رِوَايَة عَنْهُ فِي قَوْله " وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " قَالَ النَّاس مُخْتَلِفُونَ عَلَى أَدْيَان شَتَّى " إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّك " فَمَنْ رَحِمَ رَبّك غَيْر مُخْتَلِف فَقِيلَ لَهُ لِذَلِكَ خَلَقَهُمْ قَالَ خَلَقَ هَؤُلَاءِ لِجَنَّتِهِ وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِنَارِهِ وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِعَذَابِهِ , وَكَذَا قَالَ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح وَالْأَعْمَش وَقَالَ اِبْن وَهْب سَأَلْت مَالِكًا عَنْ قَوْله تَعَالَى " وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " قَالَ فَرِيق فِي الْجَنَّة وَفَرِيق فِي السَّعِير , وَقَدْ اِخْتَارَ هَذَا الْقَوْل اِبْن جَرِير وَأَبُو عُبَيْد الْفَرَّاء وَعَنْ مَالِك فِيمَا رُوِّينَا عَنْهُ مِنْ التَّفْسِير " وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " قَالَ لِلرّحْمَةِ وَقَالَ قَوْم لِلِاخْتِلَافِ وَقَوْله " وَتَمَّتْ كَلِمَة رَبّك لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّم مِنْ الْجِنَّة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ " يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ قَدْ سَبَقَ فِي قَضَائِهِ وَقَدَره لِعِلْمِهِ التَّامّ وَحِكْمَته النَّافِذَة أَنَّ مِمَّنْ خَلَقَهُ مَنْ يَسْتَحِقّ الْجَنَّة وَمِنْهُمْ مِنْ يَسْتَحِقّ النَّار وَأَنَّهُ لَا بُدّ أَنْ يَمْلَأ جَهَنَّم مِنْ هَذَيْنَ الثَّقَلَيْنِ الْجِنّ وَالْإِنْس وَلَهُ الْحُجَّة الْبَالِغَة وَالْحِكْمَة التَّامَّة. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلِّي اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اِخْتَصَمَتْ الْجَنَّة وَالنَّار فَقَالَتْ الْجَنَّة مَا لِي لَا يَدْخُلنِي إِلَّا ضُعَفَاء النَّاس وَسَقَطهمْ وَقَالَتْ النَّار أُوثِرْت بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ فَقَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِلْجَنَّةِ : أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَم بِك مَنْ أَشَاء وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِي أَنْتَقِم بِك مِمَّنْ أَشَاء وَلِكُلِّ وَاحِدَة مِنْكُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا الْجَنَّة فَلَا يَزَال فِيهَا فَضْل حَتَّى يُنْشِئ اللَّه لَهَا خَلْقًا يَسْكُن فَضْل الْجَنَّة وَأَمَّا النَّار فَلَا تَزَال تَقُول هَلْ مِنْ مَزِيد حَتَّى يَضَع عَلَيْهَا رَبّ الْعِزَّة قَدَمَهُ فَتَقُول قَطْ قَطْ وَعِزَّتك ".

((وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35))) - سورة النحل

تفسير إبن كثير: يُخْبِر تَعَالَى عَنْ اِغْتِرَار الْمُشْرِكِينَ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنْ الْإِشْرَاك وَاعْتِذَارهمْ مُحْتَجِّينَ بِالْقَدَرِ بِقَوْلِهِمْ " لَوْ شَاءَ اللَّه مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونه مِنْ شَيْء نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونه مِنْ شَيْء " أَيْ مِنْ الْبَحَائِر وَالسَّوَائِب وَالْوَصَائِل وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا كَانُوا اِبْتَدَعُوهُ وَاخْتَرَعُوهُ مِنْ تِلْقَاء أَنْفُسهمْ مَا لَمْ يُنَزِّل بِهِ سُلْطَانًا وَمَضْمُون كَلَامهمْ أَنَّا لَوْ كَانَ تَعَالَى كَارِهًا لِمَا فَعَلْنَا لَأَنْكَرَهُ عَلَيْنَا بِالْعُقُوبَةِ وَلَمَا مَكَّنَنَا مِنْهُ قَالَ اللَّه تَعَالَى رَادًّا عَلَيْهِمْ شُبْهَتهمْ " فَهَلْ عَلَى الرُّسُل إِلَّا الْبَلَاغ الْمُبِين " أَيْ لَيْسَ الْأَمْر كَمَا تَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَمْ يُنْكِرهُ عَلَيْكُمْ بَلْ قَدْ أَنْكَرَهُ عَلَيْكُمْ أَشَدّ الْإِنْكَار وَنَهَاكُمْ عَنْهُ آكَد النَّهْي .

((وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20))) - سورة الزخرف

تفسير إبن كثير: أَيْ لَوْ أَرَادَ اللَّه لَحَالَ بَيْننَا وَبَيْن عِبَادَة الْأَصْنَام الَّتِي هِيَ عَلَى صُورَة الْمَلَائِكَة الَّتِي هِيَ بَنَات اللَّه فَإِنَّهُ عَالِم بِذَلِكَ وَهُوَ يُقَرِّرنَا عَلَيْهِ فَجَمَعُوا بَيْن أَنْوَاع كَثِيرَة مِنْ الْخَطَأ " أَحَدهَا " جَعْلهمْ لِلَّهِ تَعَالَى وَلَدًا تَعَالَى وَتَقَدَّسَ وَتَنَزَّهَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا " الثَّانِي " دَعْوَاهُمْ أَنَّهُ اِصْطَفَى الْبَنَات عَلَى الْبَنِينَ فَجَعَلُوا الْمَلَائِكَة الَّذِينَ هُمْ عِبَاد الرَّحْمَن إِنَاثًا " الثَّالِث " عِبَادَتهمْ لَهُمْ مَعَ ذَلِكَ كُلّه بِلَا دَلِيل وَلَا بُرْهَان وَلَا إِذْن مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بَلْ بِمُجَرَّدِ الْآرَاء وَالْأَهْوَاء وَالتَّقْلِيد لِلْأَسْلَافِ وَالْكُبَرَاء وَالْآبَاء وَالْخَبْط فِي الْجَاهِلِيَّة الْجُهَلَاء " الرَّابِع " اِحْتِجَاجهمْ بِتَقْدِيرِهِمْ عَلَى ذَلِكَ قَدْرًا وَقَدْ جَهِلُوا فِي هَذَا الِاحْتِجَاج جَهْلًا كَبِيرًا فَإِنَّهُ تَعَالَى قَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ أَشَدّ الْإِنْكَار فَإِنَّهُ مُنْذُ بَعَثَ الرُّسُل وَأَنْزَلَ الْكُتُب يَأْمُر بِعِبَادَتِهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَيَنْهَى عَنْ عِبَادَة مَا سِوَاهُ قَالَ تَعَالَى" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمَّة رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّه وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّه وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَة فَسِيرُوا فِي الْأَرْض فَانْظُرُوا كَيْف كَانَ عَاقِبَة الْمُكَذِّبِينَ " وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رُسُلنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُون الرَّحْمَن آلِهَة يُعْبَدُونَ " وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا فِي هَذِهِ الْآيَة بَعْد أَنْ ذَكَرَ حُجَّتهمْ هَذِهِ " مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْم " أَيْ بِصِحَّةِ مَا قَالُوهُ وَاحْتَجُّوا بِهِ " إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ" أَيْ يَكْذِبُونَ وَيَتَقَوَّلُونَ وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى" مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْم إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ " يَعْنِي مَا يَعْلَمُونَ قُدْرَة اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى ذَلِكَ.


ملاحظة هامة:

ليس القصد من إيراد هذه الآيات تكفير الإخوة الذين طرحوا الأسئلة علي الإطلاق. إنما الهدف التدليل علي أنها ليست المرة الأولي التي تطرح فيها مثل هذه الأسئلة ومحاولات الفقهاء والمفسرين لشرح معاني الآيات التي ذكر فيها الله سبحانه وتعالي الرد عليها.

الموقع التالي مفيد جداً لكل من يرغب في الإستزادة أو معرفة تفسير ما أشكل علي فهمه من القرآن الكريم:

القرآن الكريم

هدانا الله وإياكم جميعاً



<سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك>





Post: #10
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-11-2006, 07:14 AM
Parent: #9

(( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118 ) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119))) - سورة هود
كل شي بمشيئة الله فما ذنب الكفار والملحدين اذا لم يهديهم ربهم

Post: #11
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: moniem rahim
Date: 04-11-2006, 12:09 PM
Parent: #10

الاخ /محمد عبد المنعم
احترامى لك بدون حدود
هذا الموضوع قديم واشبعه الناس بحثا ولكن كانوا دائمايعممون الاشياء
ويتركونها معلقة,,,,
1/ان اللةسبحانه عادل وعدالته مطلقة كما انه رحيم ورحمتة مطلقة ايضا
واعلى قيمة عند اللة هى الحريه, انه خلق الانسان مخيرا والدليل <<يا ايها الانسان ماغرك بربك الكريم الذى خلقك فسواك فعدلك,,>>>صدق اللة العظيم سواك اى خلقك سويا اى مدرك ولك حق
التصرف, واعطى اللة الانسان حرية ان يعبدة او يرفض عبادتة<<فمن شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر,,,,,>> اللة لايضل احد بل اتى بالهدايه اولا ومن خلال الرسل والانبياء .
2/عندما كسر ادم وصية اللة وقانونة بان لا ياكل من الشجرة كان ذلك بارادة ادم وليس للة
يد فى ذلك لان اللة هو هادى وليس ضال,,,
3/اختيار الانسان وبارادته الحرة ان يعصى اللة يبعد الانسان عن المعيه الالهيه,,وبذلك يكون الانسان عرضة لضربات الشيطان وينفرد الشيطان بالانسان المبتعد عن اللة بارادته.
4/اللة اعطى الانسان العقل للتمييز فانت مريد بان تتبع من,,,الله ام الشيطان.
5/ان اللة يهدى من يشاء>>من شاء ان يهتدى , لانه اله حريه,,لان هناك عقاب وجنة ونار فكيف يضلك الله ابتدأ ,,,يتبع

Post: #13
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: مهيرة
Date: 04-11-2006, 04:08 PM
Parent: #10

مشيئة الله أرادت أن يكون الانسان مختارا بين الكفر وبين الايمان،ولو لا ذلك لكان الناس كلهم مؤمنين، أو كلهم كفارا، ولم تكن هنالك حاجة للجنة أو للنار.

الكفار والملحدين اختاروا الكفر،

المؤمنين اختاروا الايمان

تحياتى

Post: #12
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: مهيرة
Date: 04-11-2006, 02:21 PM
Parent: #9

الاخوة الكرام
لمزيد من التوضيح لمعنى الآيات الكريمة، والتى تكرم الاخ خالد عثمان جعفر بايراد تفسيرها-جزاه الله خيرا- ولازالة اللبس الذى قد يثيره سؤال الأخ محمد عبد المنعم عمر:
Quote: تساؤلي أولاً اذا الله لم يهدي الكافرين فمن يهديهم؟؟؟؟ ثانياً هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟

يقول المرحوم الشيخ الشعراوى:-

* الهداية نوعان:- 1- هداية دلالة
2- هداية معونة

1- هداية الدلالة:- هى للناس جميعا، والله سبحانه وتعالى هدى كل البشر هداية دلالة،أى: دلهم على طريق الخير وبينه لهم، فمن أراد أن يتبع طريق الخير اتبعه، ومن جحد وعصى، تركه الله لما اختار. هذه الهداية العامة هى أساس البلاغ عن الله، فقد بين الله لنا تبارك وتعالى فى منهجه الذى هو((افعل ولا تفعل)) ما يرضيه سبحانه وما يغضبه، وأوضح لنا الطريق الذى ان اتبعناه اهتدينا ، وكذلك الطريق الذى لو سلكناه يحق علينا غضب الله وسخطه، العياذ بالله من غضبه وعقابه.
ولكن.... هل كل من بين له الله سبحانه وتعالى طريق الهداية اهتدى؟!
يقول ربنا جل جلاله وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) اذن... هناك من عرفهم الله بالهدى ، ولكنهم عصوا بالاختيار الذى أعطاه الله لهم.
فما الذى يحدث للذين عرفوا طريق الهداية وألزموا أنفسهم به؟ يهيىء لهم الله تعالى هداية المعونة وهى:
2- هداية المعونة :- وهى للمؤمنين فقط المتبعين لمنهج الله، وهم الذين اختاروا طريق الهداية ،فيعينهم الله سبحانه وتعالى ويحببهم فى الايمان ويؤتهم التقوى ويحببهم فى الطاعة، يقول تبارك وتعالى: ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) محمد-17.
* أما الذين جحدوا وحادوا عن منهج الله وعصوا أمره، فان الله تبارك وتعالى لا يهديهم سواء السبيل، ويتركهم فى ضلالهم يعمهون يقول تعالى ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا* قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) طه 126

* والله سبحانه وتعالى قد بين لنا المحرومين من هداية المعونة على الايمان وهم ثلاثة أصناف ، كما بينهم لنا فى القرآن الكريم فى قوله تعالى:-
1- ( ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدى القوم الكافرين) النحل 107
2- ( واتقوا واسمعوا والله لا يهدى القوم الفاسقين) المائدة 108
3- ( والله لا يهدى القوم الظالمين) البقرة 285
* الله تعالى يريد من البشر عبادته بمحض اختيارهم لا بقهره لهم ، ولذلك خلقنا مختارين فى أن: نأتيه أو لا نأتيه، فى أن نطيعه أو نعصيه، فى أن نؤمن به أو لا نؤمن. والله سبحانه وتعالى قد أعطى الانسان اختياره بين الايمان أو الكفر، فى الحياة الدنيا، فلم يقهره على شىء، ولا يلزم غيرالمؤمن به بأى تكليف، بل ان المؤمن هو الذى يلزم نفسه بالتكليف بموجب عقده الايمانى مع الله تبارك وتعالى، ولذلك نجد أن الله جل جلاله لا يخاطب الناس جميعا فى التكليف، وانما يخاطب الذين آمنوا فقط.
* الكافرون من الامم السابقة أرسل الله تعالى لهم الرسل فبينوا لهم طريق الهداية وطريق الضلال، وعاقبة كل طريق، ولكنهم كذبوا الرسل فاستحقواعقاب الله تعالى .
* القرآن الكريم، وهو معجزة الاسلام الخالدة، وقد تكفل الله تعالى بحفظه ليكون دليل هداية لأجيال البشر حتى قيام الساعة. ومن واجبات المسلم تبليغ الرسالة الخاتمة وهدى القرآن الكريم وآياته ما استطاع الى ذلك سبيلا.
* خلق الله تعالى العقل البشرى مهيئا لادراك وجود رب لهذا الكون، والاهتداء لأنه هو وحده القادر على الرزق والاحياء والاماتة-( وهذا هو توحيد الربوبية الذى أقر به كفار قريش وغيرهم من عبدة الاصنام)- وبالمنطق يكون هو وحده المستحق للعبادة والطاعة-(وذلك هو توحيد الألوهية الذى رفضه كفار قريش وغيرهم من عبدة الأصنام)-والذين يقرون بذلك ويفردون الله تعالى وحده بالعبادة هم المؤمنون الذين يستحقون هداية المعونة من الله تعالى لاعانتهم على أداء الطاعات وتجنب المعاصى. أما الرفضون لافراد الله تعالى بالعبادة فهم مشركون بوحدانيته، ولا يستحقون معونة الهداية منه تعالى، بسبب رفضهم لافراده تعالى بالعبادة واختيارهم الكفر.


* الامر الآخر الذى لابد من توضيحه هو: معنى القدر ومراتبه.
القدر: هو ما يقدره الله عز وجل من القضاء ويحكم به من الأمور. وهو ركن من أركان الايمان لا يصح ايمان عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وان كل ذلك من الله، فانه سبحانه وتعالى خلق الخلق وعلم مايعملون وما هم اليه صائرون، قال تعالى:-( انا كل شىء خلقناه بقدر) القمر49 .
وقسم العلماء القدر الى اربعة مراتب:-
1- المرتبة الأولى:-
العلم، أى : علم الله سبحانه وتعالى بالأشياء قبل كونها.
2- المرتبة الثانية:-
الكتابة، أى كتابة الله للأشياء قبل كونها ووجودها.
3- المرتبة الثالثة:-
المشيئة ، أى : أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
4- الخلق، أى: خلق الله سبحانه وتعالى للأعمال وايجاده لها. قال تعالى:-( والله خلقكم وما تعملون)

ومذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين: هو الايمان بأن الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم، الذى هو موصوف به فى الأزل، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصى، والأرزاق والآجال، ثم كتب ذلك فى اللوح المحفوظ. والايمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه خالق كل شىء ، والعباد فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم، وللعباد قدرة على أعمالهم ، ولهم ارادة، والله خالقهم، وخالق قدرتهم وارادتهم.
* مشيئة الله تعالى اقتضت أن يكون الانسان مخيرا بين الكفر والايمان، وبين طاعة أمر الله أو عصيانه فى الحياة الدنيا ، ولذلك كان الحساب فى الآخرة. ولو خلقه مقهورا على الطاعة كالملائكة، فلا داعى للحياة الدنيا وهى دار الاختيار والاختبار. أو مقهورا على العصيان فيكون حسابه وعقابه ظلما، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.( وما ربك بظلام للعبيد) فصلت-46
*وقد دل الكتاب السنة، والاجماع، أنه تعالى بكل شىء عليم، وبكل شىء محيط، فانه على كل شىء قدير، ومن جملة الأشياء : افعال العباد ، طاعتهم ومعاصيهم فهو تعالى يعلمها- اجمالا وتفصيلا- قبل أن يعملوها ، وأعمالهم وأفعالهم داخلة تحت مشيئة الله وارادته ، فقد شاءها منهم وأرادوها، ولم يجبرهم لا على الطاعات ولا على المعاصى، بل هم الذين فعلوها باختيارهم ووفق مشيئة الله تعالى الذى خلقهم مختارين ولم يخلقهم مقهورين:-( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون الا أن يشاء الله رب العالمين) التكوير28-29
* وليس لأحد مشيئة تنفذ ، الا أن تنفذ منها مشيئة الله تعالى:-( وما تشاءون الا أن يشاء الله رب العالمين) وانما يجرى الخلق فيما سبق من علم الله ، والقدر سر الله، وعلينا الاقرار بان علم الله سابق، ولا يكون فى فى ملكه الا مايريد:-( وما ربك بظلام للعبيد)- منهج الامام مالك فى اثبات العقيدة-355-360-369


اللهم انا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه
تحياتى

Post: #14
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-12-2006, 05:50 AM
Parent: #12

الاخوة الكرام

من الضروري يكون في نار لماذا لاتكون جنه فقط

وهل الله خلق البشر لكي يعزبهم

والله سبحانه وتعالى قد بين لنا المحرومين من هداية المعونة على الايمان وهم ثلاثة أصناف ، كما بينهم لنا فى القرآن الكريم فى قوله تعالى:-
1- ( ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدى القوم الكافرين) النحل 107
2- ( واتقوا واسمعوا والله لا يهدى القوم الفاسقين) المائدة 108
3- ( والله لا يهدى القوم الظالمين) البقرة 285

والله قادر علي كل شي

Post: #15
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: مهيرة
Date: 04-12-2006, 03:35 PM
Parent: #14

Quote: من الضروري يكون في نار لماذا لاتكون جنه فقط


هل من الضرورى منع الراسبين فى امتحان الشهادة السودانية من دخول جامعة الخرطوم؟

ولماذا يعقد امتحان الشهادة أصلا؟؟

ولماذا لا يسمح للراسبين فى الامتحان بدخول الجامعة؟؟

ألا يعتبر ذلك ظلم من مدير الجامعة... بحق الراسبين؟؟؟


Quote: وهل الله خلق البشر لكي يعزبهم


لا . لم يخلق الله تعالى البشر ليعذبهم ، ولكنه سبحانه وتعالى خلقهم .... وخلق الجنة

والنار......ووضح لهم طريق الجنة وطريق النار...... وترك لهم حرية الاختيار





Quote: والله سبحانه وتعالى قد بين لنا المحرومين من هداية المعونة على الايمان وهم ثلاثة أصناف ، كما بينهم لنا فى القرآن الكريم فى قوله تعالى:-
1- ( ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدى القوم الكافرين) النحل 107
2- ( واتقوا واسمعوا والله لا يهدى القوم الفاسقين) المائدة 108
3- ( والله لا يهدى القوم الظالمين) البقرة 285


هداية المعونة يراها فقط من اختاروا طريق الجنة واتجهوا اليه... وهداية المعونة

عبارة عن لافتات طريق.... توضح للسائرين عليه... كم بقى من المسافة؟؟؟ وتدلهم على محطات للزوادة

والاستراحة!![/
B]


من يرغب فى معرفة تلك المحطات واللافتات عليه بعبور طريق الجنة... فهى متاحة فقط لسالكى

ذلك الطريق!!


تحياتى







Post: #16
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: Hafiz Bashir
Date: 04-12-2006, 08:40 PM
Parent: #1




اللهم إن قلبي بين اصابعك تقلبه أنى تشاء.. فإذا أنا أشاء و أنت تشاء ثم لايكون إلا ما تشاء .. فاجعل ما أشاء كما تشاء ..




Post: #17
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: Hafiz Bashir
Date: 04-12-2006, 09:19 PM
Parent: #1




Quote:
Quote:
من الضروري يكون في نار لماذا لاتكون جنه فقط



هل من الضرورى منع الراسبين فى امتحان الشهادة السودانية من دخول جامعة الخرطوم؟

ولماذا يعقد امتحان الشهادة أصلا؟؟

ولماذا لا يسمح للراسبين فى الامتحان بدخول الجامعة؟؟

ألا يعتبر ذلك ظلم من مدير الجامعة... بحق الراسبين؟؟؟



الاخت مهيرة


الراسبون في الإمتحان لا يسمح لهم بدخول الجامعة لشح المكان و ضيق الامكان و قصور الوسائل التعليمية في الجامعة و ليس عقاباً لهم على رسوبهم..




Post: #18
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-14-2006, 07:09 AM
Parent: #17

يخبرنا الله في القراَن الكريم عن النبي إبراهيم (ع)، أنه أنكر على قومه عبادة الاصنام، وحقرها عندهم كثيرا ,فقال:

{ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ }
وكما هو معروف فان الشعوب التي كانت تقدس او تعبد الاصنام لم تكن تقدسها _بالاصل_لانها الهة بحد ذاتها بل وسيلة للتقرب الى الالهة التي تؤمن بها .

{قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ}
اي عبدوها بالوراثة والعرف والعادة ودونما تفكير, نتيجة لتربية دينية متوارثة اصبحت قانونا ونظاما دينيا مقدسا لا يجوز مسه او حتى مجرد التفكير بمدى عقلانيته؟!
وارجو منكم هنا ان تبدأوا المقارنة والتفكير بعمق وتجرد بين حالتين حالة المؤمنين بالاوثان في زمن ابراهيم وحالة المؤمنين اليوم ؟!

Post: #19
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-15-2006, 11:54 AM
Parent: #18

(إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (العنكبوت:62) وقوله ) اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)( الزمر:62]، وقوله: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" [القمر:49]، وقوله: "وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً" [الإنسان:30]، وقوله: "يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد:39]، وقوله:"( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير ) الحديد:22]، وقوله: " "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) (يونس99) وقوله: "وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ) (السجدة: 13)

Post: #20
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-18-2006, 02:53 PM
Parent: #19

؟؟؟؟

Post: #21
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: Outcast
Date: 04-18-2006, 04:02 PM
Parent: #20

الاخ محمد عبد المنعم ...سؤالك يدخل فى إطار الجدل الازلى القائم حول "التسيير و التخيير" ..

إذا سلمنا بنظرية الخلق ,, هناك أسئلة كتيرة تحتاج لاجابات منطقية:

ماهو الغرض أصلا من خلق الانسان .. يقول الله تعالى انه خلق الكون و الانسان و بقية المخلوقات ليعبدوه(!!) ,, و هذا اول شئ يدل على عدم تخيير الانسان .. لان الانسان لم يختار ان يخلق (بضم الخاء) فى المقام الاول.

و يا دكتورة مهيرة ..

وزارة التربية و التعليم لم تخلق هؤلاء التلاميذ و لم تتحكم في مقدراتهم الذهنية و تقسم لهم الذكاء و الغباء ,, لذلك هى غير مسئولة عن درجاتهم ..


و الله يهدى من يشاء ....

Post: #22
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-20-2006, 07:37 AM
Parent: #21

Outcast
شكرا ولك كل الود

Post: #23
Title: Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟
Author: محمد عبد المنعم عمر
Date: 04-21-2006, 08:30 AM
Parent: #22

يا دكتورة مهيرة ..Outcast

وزارة التربية و التعليم لم تخلق هؤلاء التلاميذ و لم تتحكم في مقدراتهم الذهنية و تقسم لهم الذكاء و الغباء ,, لذلك هى غير مسئولة عن درجاتهم ..


و الله يهدى من يشاء ....