بعد ثمانية سنوات من الغياب برقية تفيد بمقتل د. عوض أمين محمد خير (عوض كاتوفيتس)؟

بعد ثمانية سنوات من الغياب برقية تفيد بمقتل د. عوض أمين محمد خير (عوض كاتوفيتس)؟


04-02-2006, 04:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1143990064&rn=0


Post: #1
Title: بعد ثمانية سنوات من الغياب برقية تفيد بمقتل د. عوض أمين محمد خير (عوض كاتوفيتس)؟
Author: Amjad ibrahim
Date: 04-02-2006, 04:01 PM



في ليلة الخميس 30 مارس 2006 طرق الطارق باب آلـ العم المرحوم أمين محمد خير و انفتح الباب عن بعض الرجال معرفين أنفسهم بأنهم من منسقية الدفاع الشعبي بالخرطوم و سألوا عن الدكتور عوض أمين محمد خير الغائب منذ 8 سنوات عن منزله في منطقة العزوزاب في الخرطوم. من استقبلهم من الأهل تفاجأ بالسؤال فمن يسأل من في حالة غياب الابن الذي أرغم على الذهاب إلى مناطق العمليات في الجنوب آنذاك، و انصرف السائلون على عجالة.

بعد ذلك حضر أخوة الفقيد المفقود و اجروا اتصالاتهم عبر الأهل و المعارف مع المنسقية، و أبلغوا بأن المنسقية تسلمت إشارة بأن الـدكتور عوض فقد، و يجب احتسابه شهيدا، لان قوانين المنسقية في حالات فقدان احد الأشخاص أن يحتسب شهيدا إذا مر عام و لم يسمع عنه أي أخبار أو أدلة على موته في مكان ما.

و لان الأسرة المكلومة في ابنها و هو في ريعان شبابه، واصلت البحث حيث قفزت آلاف التساؤلات إلى الواجهة، و كانت الإجابة أن اسم الفقيد كان مع قائمة الضباط لفترة طويلة، ولذا لم تبلغ الجهات الأخرى بفقدانه، مع العلم إن أهله كانوا في سؤال دائم عنه حتى عبر كينيا يوغندا و هذا ما أكده لي شخصيا العم أمين محمد خير بعد حيث التقيته عدة مرات قبل رحيله في عام 2003 لكن ما من إجابة شافية طيلة هذه السنوات العجاف لهذه الأسرة المصابة في ابنها.

ما الذي جعل المسئول الذي أرسل الإشارة اليوم يفعل ذلك، و لماذا الآن و بعد كل هذه السنوات، و ما هذا التهاون في أمور كهذه، و لماذا هذا الإهمال و التسيب حتى في الإخطار بالخبر، أأصبحنا أرقاما في سجلات الدولة، أم نحن بشر لنا أسر و أصدقاء يهتمون بمصائرنا بعد أن صرفوا علينا دماء قلوبهم في التعليم و التربية، أولسنا نحن عماد و أبناء هذه الأسر و نحن ذخرها الوحيد عند خريف العمر في دولة تنعدم فيها حتى ابسط أنواع التأمين الاجتماعي و المعاشات.

الزميل و الدكتور عوض أمين محمد خير من أبناء العزوزاب، درس معنا كلية الطب جامعة كاتوفيتس في الجنوب البولندي و تخرج في العام 1993/1994 و هو رجل مسالم دمث الخلق حلو المعشر، لم ينتمي لأي تنظيم سياسي إبان غربتنا تلك، لكنه كان معارضا و رافضا للحرب في الجنوب، و رافضا للذهاب للعمل هناك، و بقى في العاصمة القومية لأكثر من سنة بعيد عودته بعد إكمال الدراسة لرفضه ذاك، و لكن نسبة لإغلاق كل السبل أمامه لممارسة المهنة وجد نفسه مجبرا على الذهاب إلى الجنوب لفترة الشدة حتى يعود بشيك الدفاع الشعبي الذي يصرف بموجبه حقه في الحياة. سافر الفقيد إلى الجنوب السوداني مخلفا وراءه زميلة طبيبة كان قد عقد عليها على أمل إتمام زواجه بعد عودته الظافرة بصك الغفران ذاك في مسرحية الجبهة الإسلامية التراجيدية السوداء، و لكن كان للقدر رأي آخر فبدلا من العودة بحق الحياة سلبت الحياة نفسها من جسده النحيل و نفسه التواقة للجمال.

إنني بكلماتي هذه اتهم الحكومة السودانية من بشيرها إلى ترابيها في تلك الفترة بمقتل هذا الشاب الخلوق و احملها وزر و ذنب مقتله و آلام أسرته أمام التاريخ، و هو نموذج صارخ لرخص قيمة الإنسان في وطني الجريح، و أود أن اشهد بان الرجل كان رافضا للحرب الملفقة باسم الدين و موقفه منها كان أخلاقيا وشخصيا و لكنه اجبر إجبارا على العمل في منطقة حرب لا ناقة له فيها و لا جمل، و يتمظهر قتلته اليوم كحمائم سلام مع أنهم هم من أذكى نار الحرب و أتوا للسلطة على متن الدبابات لإيقاف السلام الذي كان سيحفظ روحه و أرواح 2 مليون مواطن من أبناء السودان المغلوبين على أمرهم.

فلك يا صديقي و أخي و زميلي عوض الرحمة و المغفرة و لأهلك الصبر و حسن العزاء، و كلنا يقين بأن من تسبب في مقتلك المؤلم سينال القصاص العادل.

أخوك امجد إبراهيم سلمان
[email protected]

1 ابريل 2006

Post: #2
Title: Re: بعد ثمانية سنوات من الغياب برقية تفيد بمقتل د. عوض أمين محمد خير (عوض كاتوفيتس)؟
Author: Foetus
Date: 04-02-2006, 04:23 PM
Parent: #1

Salam,
Very sad indeed, I worked with Awad in Ibrahim Malik in 97, he was a decent gentle person, his wife is a classmate of mine and she was with us at the same hospital, his blood will forever be in the hands of the idiots who forced him-among others- to go to the South. God help his family.

Post: #3
Title: Re: بعد ثمانية سنوات من الغياب برقية تفيد بمقتل د. عوض أمين محمد خير (عوض كاتوفيتس)؟
Author: Amjad ibrahim
Date: 04-03-2006, 05:01 AM
Parent: #1


الاخ
Foetus
تحية طيبة
فعلا للاخ عوض الرحمة، و الغرابة في الامر انه في المناطق الشديدة التوتر ينبغي ايفاد الاطباء العسكريين و ليس المدنيين
ان فهم منطقة الشدة بانها منطقة عمليات مسلحة فهم خاطيء، فالطبيب المدني لا يتلقى اي تدريب عسكري يؤهله للتعامل مع ظروف الحرب، و لذا فاذا تواجد في مكان به كمين فإن تصرفه يكون غير محترف، و يكون هو الضحية

نفس الحال مع اللآف من مجندي الدفاع الشعبي الذين تلقوا تدريبا سريعا و ارسلوا لمحرقة الحرب المفتعلة، و من فنيات الاجبار حينها ان طلاب المرحلة الثانوية من الذكور لا يستطيعون استلام الشهادة الثانوية اذا لم يذهبوا الى معسكرات الدفاع الشعبي و التي كانت تعني عمليا تدريب لعدة اسابيع ثم ارسال للخطوط الامامية، و كلنا نذكر مذبحة العيلفون التي راح ضحيتها ما يفوق الخمسين يافعا، فقط لعدم رغبتهم في الذهاب لمناطق الحرب، و هم غير مؤهلون.

أذكر تلك الايام و انا في الهجرة، فيقشعر بدني من الغضب، و اذكر حينها الشاب مزمل الذي هرب من السودان لا يلوي على شيء تاركا شهادته الثانوية و رائه لعدم قدرته على استلامها لظروف الحرب و الدفاع الشعبي
و عندما نرى هؤلاء الاوغاد اليوم يرقصون على اهازيج السلام، و هم أول من قرع طبول الحرب و ضحكاتهم الصفراء تفرج عن فكوك مفترسة عاشقة للدماء
اتذكر فعلا قول المتنبيء
اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
الفارق الوحيد بينهم و بين الأسود انها تفترس كي تأكل و ذلك للبقاء بينما يتلذذ الاسلاميون بالدماء من اجل رؤية الدماء في ممارسات بربرية تذكر برمي قياصر روما لمعارضيهم للوحوش لأفتراسهم و التمتع بالمنظر.
فلتلاحقهم اللعنات أينما حلوا