الخرطوم مدينة لاتتحمل احتفاء عرس

كان لحظى ان احضر محاولة الخرطوم للاحتفاء بعقد قمتى الافارقة والعرب... حاولة الدولة ان تتعامل مع الحدثين وكأنها ابا لعروسين.. تحاول ان ان تظهر كرمها وهى الفقيرة... الى اغنها الله .. الاحتفاء الاول.. بنى فيها ابو العروس الفلل الرئاسية واليخت الرئاسى.. واعطت لابنائها الغبش اجازة لثلاث ايام واغلقت الطرقات الرئيسة ليتعم العرسان الافارقة بهدوء البال.. لكى تستقبلهم امهات النخيل التى رحلت من الباوقة وقرى الشمالية وهى بالغة السن. زرعت قسرا على الطرق لتزين بحزنها الصامت.. وهى تلوح باكية مشتاقة لارض المنبت.. فرغت الخرطوم من المارة والشماسمة الغالبية العظمى من المارة.. ليسعد الضيوف بهدوء متصنع. وليجدوا بعض من السكينة فى السجن الخرطومى المحروس بشرطة الامن....بعيدا من هموم الشعوب التى تصلى بغلظ استبدادهم.. كم اتى لسدة الحكم على اكتاف الجماهير.. جلهم اتوا من خلف السونكى.. وجلسوا ببذلتهم العسكرية او بدلهم التى تخفلى بحور دم الشرفاء..
القمة الافريقية.. او المسرحية السوداء.. تمت وكل ما ناله الشعب الفقير دافع الضرائب فاتورة بعشرات الملايين.. لتضيف لهامة الفقر ساسا.. واستوعب الشعب الفاتورة كتعويض باجازة ثلاث ايام مدفوة الاجر لعملاء الخدمة المدنية.. وثلاث ايام بالسالب لعملاء السوق.. وسواقين الحافلات والبصات.. اما سواقى الرقشات فانتعش سوقهم بين الاحياء...
الغمة العربية التى عقدت تحت اسم القمة العربية... ساسرد يوما كيوم القيامة.. قررت سلطات الامن ان تغلق اكثر من ثلاث شوارع رئيسة واكثر من ثلاثين شارع قرعى.. وكبرى النيل الابيض والازرق امام الحركة للسادة الرؤساء والملوك ومن يمثل من غاب عنهم....شارع النيل تزين بكثيف الوجود لوحدات الامن بزيهم الازرق وبنادقهم الرشاشة.. وعربات اللاندكروز فى كل خطوة.. تجمعت كل مواصلات العاصمة الكثيفة .. فى شوارع ضيقة وكان كيوم الحشر..... شارع البلدية يحمل اكثر من مئات الالوف من العربات تزحف.. زحفا فى هجير يوم خرطومى اعلن.. كذبا المذيع انه يوم ربيعى.. بينما كانت تتجول فى شارى النيل والجامعة من بدايتها الى نهايتها بضع عربات.. فارهة تحمل العلامة الرئاسية...
استغرقت الرحلة من الخرطوم الى بحرى رحلة الجحيم.. حوالى الاربعة ساعات...من مدخل نفق كبرى السكك حديد شارع الجمهورية .. عبر كبرى برى.. الى الشعبية... وصلت درجة حرارة المحرك الى اقصى.. درجة.. وتصبب العرق.. وكان يوم كيوم الحشر.. فقط كجزء من بطاقة الضيافة لرؤساء وملوك لم تكل سلطتهم من تعذيب الشعوب.. فمارسوا بعض من هوايتهم السادية.
الخرطوم لا تسعى لحفل عرس.....