النفير الاجتماعي السوداني بدولة قطر ، دعوة لإقالة العثرات

(... ولإشاعة روح المحبة والخير والتعاون تنادى نفرٌ كريم من أبناء الجالية لقيام نفير اجتماعي تعاوني ،الغرض الأساسي منه هو معاونة أبناء الجالية للتغلب على المصاعب المالية والأزمات الطارئة ذات الطابع الإنساني العاجل).
بهذه التقديم المقتضب المعبر يٌستهل النظام الأساسي للنفير الاجتماعي السوداني بقطر الخير والجمال ، والذي تناوله العديدون في محافل شتى ومناسبات متفرقة ، وكان بذلك كالوليد الذي طال انتظار الناس له فخرج للوجود يحمل بشريات إشاعة روح التعاون والتكافل التي عرف عنها بني وطني .
مثلما هبّ الناس هنا في قطر الخير ، وتفاعلوا أيما تفاعل من قبل لنجدة الأستاذة " ك. ع." بالمملكة العربية السعودية ،والتي دفعتها نفسها الأبية لتحمي عرضها ولم تسعفها الظروف للدفاع عن نفسها أمام ساحات العدالة ،فدخلت السجن وظلت قابعة فيه ردحاً من الزمان ، حفظت خلاله كتاب الله وصارت تدرِّس قريناتها من المسجونات ،حتى قيض الله تعالى بعض المخلصين من بني وطني ليثيروا القضية على صفحات الجرائد هنا في الدوحة فكان فكاك أسرها بعد توفيق الله تعالى على يد محسن قطري تكرم وأحسن وأفاض ودفع كامل الدية بلا منّ ولا أذى ، بل وأبت قريحته الصحيحة ونفسه الشفيفة أن يذكر أسمه أو يتداوله الناس فيما بينهم ،( أسألكم بالله أن تدعو له بالأجر والثواب) ، فخرجتْ ( ك ) من السجن حافظة لكتاب الله تعالى ، وخرجتْ ولسان حالها يلهج شكراً لله تعالى ولأبناء الجالية السودانية في دوحة الخير والإحسان ، ولذلكم الشهم الأبيّ الصنديد، وخرجتْ ليكون الدرس عملياً والتفكير مليـّاً في ضرورة إنشاء كيان يصون العروض ويحمي النفوس ، فما فتئت الفاقة والعوذ اللئيم يسلبان الأحلام الوردية من البعض ،،، وما زالت فظاعة الفقر المدقع تخلع القلوب وتزرع الهلع ،،،وما زالت كآبات الزنازين والبوابات العتيقة تحتضن بعضٌ منا وقد دفعت بهم الظروف لارتيادها ،،،وما يزال الجوع الكافر يحيل ( المصارين ) المليئة بالفراغ إلى جحيم لا يبقي ولا يذر ،،، وما فتئت الدنانير اللعينة تصفع بكف الذل وتذبح بسكين السؤال شامخات الخدود ،،، وما فتئت الجنيهات البغيضة ترهق وتسحق وتحرق أكباد الكادحين فتحيل صباحاتهم إلى ليالٍ طوالٍ وسهرٍ مستمر،،، وما زالت الحاجة الملحة تقهر الفروخ الزغب عن النمو بعزة تحت عنفوان اللهث المُذل والعيش الوضيع وغطرسة الزمن اللئيم وانكسار صمود الأرض البكر التي تحولت خضرتها قفراً يباباً وكستها أكوام الرماد ،،، وما يزال على رصيف الانتظار من يتمددون في انتظار الفرج من بعد الله تعالى وقد تمددوا على امتدادات البسيطة ينشدون الدعة وإكرام العيال وأمان الأيام السود ،،، وما تزال بذور الجود والإحسان كامنة في الناس ، تنتظر قطرات ماء تنبتها وتحيلها إلى خير وفيرٍ عميم ،،، تـُـقالُ به عثرات الناس والنوح العميق والنغم المشروخ ، ليصير كل ذلك في عوالم الذكرى الأليمة وغابات الغياب المُرِّ لمعاني التكافل والتعاضد والتآزر والتعاون ، فالمؤمن أخو المؤمن ، والمؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضا. وكان في سابقة الأستاذة "ك" درساً بليغاً وأملاً مشرقاً وسابقة جديرة بالوقوف عندها ملياً من جوانب شتى وزوايا عديدة ، فلئن كان في الإمكان استنهاض همم الناس من هنا لنجدتها هناك ففي هذا ما يبشر بإيجاد الحلول لمعضلات ظلت تستشري وتتكاثر ، وحريٌ بالجميع أن يهبوا لاستئصالها والقضاء على أسبابها ، دعونا نقتحم عوالم هؤلاء وأولئك ونسترق خلجاتهم ثم لنميط اللثام عن تلكم الشفاه المتيبسة التي غاب عنها معنى الابتسام ، ونزرع الفرح في عيونٍ غرّ ينبع من قراراتها الصباح ووقفت ترامق طلعة الأمل وانبزاغ الفجر وإصباح الصباح، وها هي النواقيس تدق لنمزق معاً أفئدة الفواتير القديمة ونحيلها معاً إلى سراديب الفناء وأسفل سافلين ، بعيداً عن إطناب الطبالة وزمهرير الزمن المر ،وفي الخاطر حديث خير الأنام وصفوة خلقه محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للناس أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز ، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة ) ، رواه البخاري ، وهذه دعوة لإعارة المسلم لأخاه المسلم حيواناً ذا لبن يعيره إياه سنة ثم يرده إليه ، والصلاة والسلام على الرسول القدوة.

إن في النفير دعوة للخير والمحبة ، ودعوة للإيثار ، وصرخة من الدواخل نتمنى أن تجد سبيلها إلى الدواخل ، وأبواب للخير تنفتح على مصارعها ليلج عبرها من اختصهم الله برحمته ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير و حبب الخير إليهم إنهم الآمنون من عذاب يوم القيامة" صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم، ونتمنى أن نكون منهم وفي زمرتهم.
والنفير الاجتماعي السوداني بدولة قطر وعاء متجرد تماما ، ويقود مجلس ادارته نخبة من الرجال الذين يتصدون لهذا العمل بتجرد تام ونكران ذات .
ملحوظة : نشر هذا المقال من قبل في عدد من المواقع وأعيد نشره هنا لأهميته في الإعلام عن هذا العمل الكبير الذي اتمنى أن يلقى حظه من القبول من جميع بورداب الدوحة وغيرهم .ومن ينظر له بعين الأجر والثواب عند الله فحتما هو ملاقيه ومن ينظر له بعين النخوة والرجولة السودانية فهو خير له كذلك . سأنشر مواد النظام الأساسي للنفير للإطلاع عليها.