( خيانة ) في لوحة بشعة !!

( خيانة ) في لوحة بشعة !!


03-23-2006, 01:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1143074658&rn=0


Post: #1
Title: ( خيانة ) في لوحة بشعة !!
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 03-23-2006, 01:44 AM

لوحة .. ولكنها شديدة البشاعة
أول أمس بثت شبكة أخبار «ام سي إن بي سي» التلفزيونية خبرا يقول إن ناجي صبري، وزير ‏خارجية العراق، قدم قبل أشهر من الحرب على العراق معلومات لوكالة الاستخبارات المركزية ‏الأميركية ‏CIA‏ أكثر دقة من تلك التي كانت تملكها حول برنامج أسلحة الدمار الشامل المزعومة، ‏مقابل أكثر من مائة ألف دولار، ويقول الخبر إنه هو الذي اتصل بمسؤولي الوكالة عبر طرف ثالث ‏خلال إقامته في فندق بنيويورك وهو في مهمة رسمية لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم ‏المتحدة. الخبر مزعج، وقد نفاه ناجي يوم امس متوعدا بمقاضاة الشبكة ـ مصدر الخبر، ومصدر ‏الإزعاج فيه يتعدى صبري لجهة قراءة منظومة من الأخبار والوقائع التي حدثت مع هذا العراق ‏سيئ الحظ. بين تلك الأخبار، أن قناة «العربية» الفضائية كانت قد بثت قبل نحو اسبوعين ما أسمته ‏‏«تسجيلات المخابرات الأميركية لاجتماعات مجلس الوزراء ومجلس قيادة الثورة العراقي، وفيها ‏اغتاب صدام شخصيا معظم الدول العربية بدءا من جيرانه في الخليج ونهاية بمصر، فمن الذي زرع ‏أجهزة التنصت؟، ولا يقل لي أحد إن هناك (دبلجة) . وبين تلك الأخبار واقعة أن الذي دلّ القوات ‏الأميركية على مكان عدي وقصي هو قريب لهما ليلقيا ذلك المصير المؤلم. ونفس الشيء حدث ‏لبرزان حيث دل على مكان اختبائه قريب له. وهناك واقعة نقد رغد ابنة صدام في لقاء تلفزيوني ‏لعلي حسن المجيد (علي كيمياوي) لتقول إن والدها صدام قد عفا عن الأخوين حسين وصدام كامل، ‏‏(الأول زوجها)، ولكن علي كيمياوي قال للرئيس بالحرف: (الدولة أعفت، ولكن القبيلة لا يمكن أن ‏تعفو عن الخيانة)، فكان الإعدام بتلك الصورة البشعة، لتترمل إبنة الرئيس وهي في ريعان الشباب، ‏ومع ذلك الجمال المفترس، في مأساة نكص فيها (نظام عن كلمة شرف) أعطاها لرجلين فرا طلبا ‏للجوء السياسي قبل الغزو، ثم عاشا وخزة ضمير، فكانت محاولة الرجوع على نحوها المعروف. ‏وتلك وقائع حدثت ولا تحتمل المزايدة حول مصداقيتها كوقائع. وبين تلك الأخبار، ومع السودان، ‏البلد الذي يجيد الغيبة والنميمة (على الكبار والصغار)، ولكنه لم يتعرف الى زمان قريب (على ‏الاغتيال والتصفية الجسدية)، ووفق رواية لي شخصيا من سيد أحمد الحسين وزير الداخلية وقتها، ‏هاتف دبلوماسي عراقي من سفارة العراق بالخرطوم غرفة مهدي الحكيم ضيف المؤتمر التأسيسي ‏للجبهة القومية الإسلامية حينذاك بفندق الهيلتون، وطلبه للنزول الى ردهة الفندق بتأليف رواية ففعل، ‏وهناك ومع المصافحة، وضع المسدس على منتصف رأسه وأطلق فيه أعيرة نارية. وغادر القاتل ‏في عربة مرسيدس تحمل لوحاتها أرقاما دبلوماسية الى السفارة العراقية منتشيا بوجبة إفطار دسمة ‏أعدها والتهمها وقوامها نفس إنسانية. ويقول لي بلندن زميل في المهنة من العراق إن ثلاثين ما بين ‏رجل وإمرأة من أسرتهم قد لقيت نفس المصير من نظام صدام، تصوروا ثلاثين، وليس مهدي الحكيم ‏وحده. من مجمل هذه اللوحة، ولست بصدد نقد فكر حتى لا يغضب الرفاق الجالسون على هذه ‏الضفة، نحن أمام لوحة تتشابك أو قل تتعانق فيها أذية للوطن وحتى الوصول على أسنة الرماح ‏الأميركية، والخيانة للأقارب (مصير عدي وقصي وبرزان)، واحتكام فكر لمنطق القبيلة (إعدام ‏حسين وصدام كامل)، وللتصفيات الجسدية (أسرة الحكيم)، فهل هذا هو العراق ؟. الإجابة لا وألف لا ‏؟ ، ليس هذا هو عراق حمورابي وأول بدايات التفهم لسيادة حكم القانون، ولا عراق نبوخذ نصر ‏وأول بدايات الانتصار العسكري على اليهود، ولا هو عراق المأمون وتأسيس التنوير العربي مع ‏عصور الترجمة، ولا هو عراق أفضل الشعر العربي، ولا عراق أحمد بن حنبل وتأصيل الفقه ‏الاسلامي ولا عراق واصل بن عطاء والجاحظ والمعتزلة، ولا عراق البسطامي والحلاج والجنيد ‏والشبلي ووهج التصوف مشكاة التسامح. فلم إذن رسم هؤلاء القوم هذه اللوحة بهذه البشاعة، مع أن ‏ما لديهم من وطن يمتلك فعلا مقومات ألوان للوحة أجمل بكثير من وجه رغد وسائر وجوه رجال ‏ونساء العراق ذلك الصبوح ؟، فهل من معين على الإجابة ؟. ‏

عن الشرق الاوسط العدد 9977 الخميس 23 مارس 2006‏
[email protected]