د الحسن المثني: الشيخ الترابي ونبش المستور

د الحسن المثني: الشيخ الترابي ونبش المستور


03-19-2006, 05:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1142742344&rn=2


Post: #1
Title: د الحسن المثني: الشيخ الترابي ونبش المستور
Author: مكي النور
Date: 03-19-2006, 05:25 AM
Parent: #0

الشيخ الترابي ونبش المستور

د. الحسن المثنى عمر الفاروق
[email protected]

استمعت وأنا في حالة عظيمة من الدهشة إلى تصريحات شيخ الإنقاذيين الدكتور الترابي في إفاداته لبرنامج العين الثالثة في تلفزيون العربية حيث دار أغلب الحوار حول محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك ، تلك المحاولة التي جرت في قمة نشوة الإنقاذيين وفي عز انهماكهم لتصدير الثورة والمشروع الحضاري إلى العالم أجمع ، حيث كانت استخباراتهم نشطةً تُحيك الدسائس والمؤامرات داخلياً وخارجياً وكان الإنقاذيون بفئاتهم المختلفة يُشكِّلون عصب هذا الجهاز المخابراتي الأمني العسكري ، فكلهم مجندون لخدمة هذا المشروع الحضاري ، وبسببٍ من هذا لا يتحرّج كثير منهم من البطش بأصدق أصدقائهم متى ما أحسوا منهم ازوراراً عن هذا المشروع أو تهديداً له ، فشردوا العاملين في القطاعات الحكومية كافة ، وأكثرُ ما نال من بطشهم المؤسسة العسكرية والأمنية التي أضحت مسرحاً لا ينازعهم فيه منازع فشرّدوا قادتها ، وتقلدوا الرتب العسكرية المختلفة وأداروا البلاد بقبضة أمنية لا ترعى في مؤمنٍ إلاّ ولا ذمة.

ويبدو أنه كان من ضمن أجندهم ـ بسطاً للتمكين لهم في الأرض ـ أن يتخلصوا من الرئيس المصري بمساعدة (إخوانهم في الله) في مصر ، وقد أعدوا للأمر عدته ولكن شاءت إرادة الله أن ينجوا الرئيس المصري منها.

وقد اتجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى النظام الحاكم في الخرطوم ، ولم نكن وقتها نظن أن الأمر دُبِّر عندنا في السودان بليل ، ولم نُخْرِج هذا الاتهام المصري عن دائرة المكايدات السياسية بين نظامين ، نظام وليد وآخر مجروحة كرامته بسبب انخداعه بهذا النظام الوليد والترويج له في المحافل الدولية.

وعلى الرغم من الهمسات التي كانت تدور في بعض الأوساط الصحفية والأمنية حول ضلوع النظام في المحاولة إلا أن أحداً لم يجرؤ على التحدث في هذا الأمر خوفاً من بطش النظام وشراسته آنئذ.

ولكن عندما حصلت المفاصلة الشهيرة بين الإنقاذيين ، بدأ الكثير من المستور في الظهور ، وكنا وقتها نستغرب من بطش الصبية بشيخهم وزعيمهم الأوحد ، وإصرارهم على حبسه وتغييبه عن الحياة السياسية والحرص على كتم صوته. ولكن بعد ظهور الترابي وخروجه بدا أنّ الصبية كانوا على حق ، فالشيخ أصبح كثير الكلام ، يكشف في كل يومٍ المستور من مخازيهم وجرائمهم في حق الشعب المغلوب على أمره.

وقد جاء حديثه عن هذه المحاولة في هذا الوقت بالذات ليصيب مصداقية النظام ـ المعدومة أصلاً ـ في مقتل ، كما أن توقيته يرسل رسالة إلى القمة المقبلة ، وهي رسالة لا يحبذها القوم في هذا الوقت وهم لمّا يفيقوا بعدُ من صدمتهم وهول ما لقوه من قمة الأفارقة.

لقد قالها الشيخ بصراحة أن نظامه كان مسؤولاً عن هذه المحاولة ، غير أنه دفع بعدم معرفته ومعرفة الرئيس بما حدث ، وجزم بذلك موجِّهاً أصابع الاتهام إلى أحد نواب الرئيس من الإسلاميين وقد كنى عنه كناية تكاد تقول هو هو فلان ، غير أنه لم يصرح وإنما اكتفى بالتعريض واللمز الغمز.

لقد أكد أن الكبار مِمَنْ دبروا هذه المؤامرة تخلصوا من كل العناصر الأمنية التي شاركت فيها من صغار الضباط والأفراد ، وذلك بقتلهم جميعاً. وأشير هنا إلى ما نما إلى علمي من بعض فصول هذه الاغتيالات ، فقد طُلب إلى أحد المنتسبين إلى جهاز الأمن مِمَنْ شاركوا في تنفيذ هذه العملية بأن يصفي زميلاً له ، وكان الأمر مباشِراً من التنظيم ، وقد استدرج الرجل رفيقه إلى منطقة نائية ثم ترجل عن السيارة بدعوى البحث عن شئ في الشنطة ، ثم ما لبث أن عاد حاملاً بندقية كلاشنكوف ، وطلب إلى زميله أن (يتشهد) لأنه سيقتله بأمر من التنظيم ، وبالفعل أرداه قتيلاً ، غير أنه كان متابعاً من قبل فئات أخرى من أمن التنظيم الذين ألقوا القبض عليه ووجّهوا إليه تهمة قتل زميله. وبعد تقديمه إلى محكمة خاصة حُكم عليه بالإعدام ، فتم لهم ما أرادوه من التخلص من هذين الشخصين ضمن القتل الممنهج الذي طال هؤلاء الأفراد المشاركين في العملية. وقد سمعت هذه الرواية قبل سنوات ولكنني لم ألق إليها كثير بالٍ غير أنها تأكدت لي الآن عندما سمعت الشيخ وهو يشي بتلاميذه الذين ظهر منهم في هذا البرنامج مَنْ دفع هذه التهمة ونفى أي دور للنظام آنئذٍ في هذه المؤامرة ، وردوا ما قاله شيخهم إلى الكيد السياسي.

ومعلوم أن اختلاف الشركاء يؤدي في أغلب الأحيان إلى ظهور الكثير مما طووه في الخفاء عندما كانوا على قلب رجل واحد. وأيام الإنقاذيين ، حبلى بكل ما هو عجيب وغريب ، فهاهي المجالس تهمس بخلافٍ بين المشير ونائبه الثاني ، وقد بدت نذر هذا الخلاف في شكل تصريحات تصدر من هنا وهناك ، وأسئلة يطرحها الصحفيون في المؤتمرات يقابلها مسؤولو النظام بالتجاهل.

وعهدنا بخلاف القوم أن يبدأ همساً ثم ما يلبث أن ينفجر داوياً ، وهو عين ما حدث بين الرئيس والحبيس ، فهل نحن موعودون بمفاصلةٍ أخرى ، تعلي من شأن شيخ جديد؟! ، وماذا سيكون المستور هذه المرة؟ أغلب ظني أنه سيكون ملف دارفور وما ارْتُكِب فيه من جرائم ومجازر يتحمل وزرها قادة هذه التنظيم ، وسيكون عندها الطريد الجديد هو رأس الفتنة وسيُحمّل كل أخطاء وحماقات التنظيم في دارفور مثلما حُمِّل شيخه من قبل ، فيظهر مؤتمر جديد مثلما ظهر المؤتمر الشعبي ولعله سيحمل اسم المؤتمر القومي أو ما شئت من مسميات ، فأي تنظيم هذا الذي يدير أمر البلاد؟!
www.sudaneseonline.com

Post: #2
Title: Re: د الحسن المثني: الشيخ الترابي ونبش المستور
Author: مكي النور
Date: 03-19-2006, 12:49 PM
Parent: #1

......