الحاج ورّاق يرد علي الطيب مصطفي

الحاج ورّاق يرد علي الطيب مصطفي


03-07-2006, 06:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1141709977&rn=1


Post: #1
Title: الحاج ورّاق يرد علي الطيب مصطفي
Author: مكي النور
Date: 03-07-2006, 06:39 AM
Parent: #0

سائمو أنفسهم بانغلاقهم! (1/2)

الحاج وراق




* رد الطيب مصطفى على مقالي (بذور الأبالسة) بعدة مقالات في (الانتباهة)، لم يأتِ فيها بجديد، وأوجز ردي عليها في النقاط التالية:
* أولاً: يزعم الطيب مصطفى أنه ليس عرقياً وليس عنصرياً! ولكنه، ومع ذلك، يرفض ما ورد في مقالي عن رد تفلتات بعض الجنوبيين إلى أسباب اجتماعية - إلى الفقر الواسع والبطالة وغياب التعليم، وإلى المعاملة الوحشية التي تواجه بها السلطات العاملين في القطاع غير النظامي (الباعة المتجولين، ستات الشاي، ماسحي الاحذية.. الخ)، فإذ فشلت هذه السلطات في مساعدتهم على حرفتهم وفي سد جوعتهم، فإن علاقتها بهم تنحصر في الجبايات والكشات والمداهمات وممارسات الاذلال والامتهان الجسدية والمعنوية اليومية، مما يركب مفاعلات هائلة من الغبن والعنف المكبوت. اضافة إلى اثر المظالم التاريخية، والمرارات الناجمة عن الحرب، والتعبئة الحربية التي لم تفرغ بعد... يرفض الطيب مصطفى كل هذه الاسباب الاجتماعية والتاريخية، ليرد مثل تلك التفلتات إلى ما يسميه بحقد الجنوبيين!! فإذا كان سلوك جماعة ما - وهي هنا الجنوبيون - لا يمكن تفسيره بالاسباب التاريخية والاجتماعية، وانما تفسيره بحقدهم الناتج عن مجرد كونهم جنوبيين، أي من عنصرهم، فما هي العنصرية إذن غير هذا؟! أليست العنصرية بالتعريف، ادعاء ان جماعة ما، تتصرف بناء على عنصرها وحسب؟!
وهكذا، إذ ينكر الطيب مصطفى عنصريته كمضمضة شفاه، إلا انه في استنتاجاته المختلفة، يثبت عملياً بأن العنصرية انما تشكل العمود الفقري الحامل والمباطن لكامل احكامه الفكرية والسياسية والنفسية!!
* ثانياً: ويدعى الطيب مصطفى انه ليس جنجويداً! ولكنه في ذات الوقت يصف الثلاثاء البائسة - حين أخذ بعض الغوغاءوالعنصريين من الشمالين القانون بأيديهم وطفقوا يقتِّلون الجنوبيين على أساس الهوية العرقية - يصفها بالثلاثاء المجيدة!! هذا في حين انه اضافة الى سوء ممارسات يوم الثلاثاء تلك دينيا واخلاقيا، من حيث إنها تنتهك مبدأ أساسياً: (لا تزر وازرة وزر أخرى) - أي مبدأ المسؤولية الفردية والمحددة، اضافة إلى ذلك، فإنها تسلم البلاد إلى الفوضى! فماذا تكون النتيجة، لو أن أقرباء ضحايا يوم الثلاثاء (المجيدة) تلك ثأروا لأقربائهم في أربعاء (مجيدة) أيضاً؟! أو ليس الفرق بين المجتمعات المتمدنة والهمجية، انه في الأخيرة، يأخذ الناس القانون بأيديهم فينفذونه دون تثبت ودون توفر معايير العدالة؟!
ثم ما دور الدولة، إذا كانت حتى فيما يتعلق بأمن المواطنين تجعلهم يحفظونه بأنفسهم على طريقة (الخصخصة)؟! ولماذا يدفع أهل السودان دماء قلوبهم على اجهزة امنية غير قادرة على الحفاظ على أمنهم؟!
* إن أحداث الاثنين والثلاثاء، وكلاهما من أيام تاريخ البلاد المظلمة، لتؤكد الحاجة إلى سيادة حكم القانون، وإلى التمدن والى ضرورة تخطى العنصرية، والى ضرورة ثقافة السلم الأهلي والاجتماعي، اضافة الى تأكيدها الحاجة الى اصلاحات عميقة وشاملة - اقتصادية واجتماعية وتعليمية وتربوية-، ولكنها قطعاً لا تشير بالحاجة الى تشكيل (مليشيات) عرقية أو حزبية، فمثل هذه المليشيات سبق وجربت في دارفور فانتهت الى احراقها! وفي حال تكرار اعتمادها في الخرطوم، فإنها ستفود حتماً الى ذات النتيجة! ولكن واضعين في الاعتبار المكانة المركزية للعاصمة الخرطوم، فإن هذا سبب تردادي المستمر، بأن دعوات الجنجويد السياسي الاعلامي ستثير فتنة تتعدى بآثارها الخرطوم الى احراق البلاد كلها وإلى تمزيقها!
وبالطبع، فإن الانقاذ التي سبق وتواطأت وسلّحت جنجويد دارفور، ليس هناك ما يردعها مبدئياً وأخلاقياً، من مواصلة (علاقات الخؤولة) التي تربطها بجنجويد الخرطوم السياسي والاعلامي!
ولكنني أظل أذكِّرها بأن (فتنة) الخرطوم ستكون من العمق والشمول والتعدي، بحيث لا يمكن ادارتها على أساس قاعدة التضحية بالاغبياء للابقاء على الاغنياء! كما لا يمكن تداركها بـ (تدابير) الحفاظ على الكراسي المعهودة! انها في حال حدوثها ستحرق الابرياء، ومعهم الأغبياء والأغنياء والكراسي!
* ثالثاً: ويدعي الطيب مصطفى انه ليس جاهلياً! ولكنه ومع ذلك يتهمني بعقوق (أهلي) من (الشمالين)! او ليس المنطق المباطن لمثل هذا الاتهام منطقا جاهليا، يقوم على مقولة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)؟! هذا في حين ان المنطلق الانساني - والذي يرسي قواعده الاسلام - يطالبنا ان ننصر أخانا إذا كان مظلوماً، وأما إذا كان ظالماً فإن (نصرته) الحقيقية تتجلى بكف أياديه عن الظلم!
وعليه، فإن المنطق الجاهلي بنصرة (الأهل) لا يصلح أساساً أخلاقياً صحيحاً، هذا إذا سلّمنا بأن القضية في جوهرها قضية بين (أهلي) الشماليين والجنوبيين، مع أنها في تقديري، وبرغم مكونها (القومي)، إلا انها بالأساس قضية ديمقراطية، بين نخبة استبدادية تستخدم العروبة والاسلام لشرعنة قهرها للجنوبيين والشماليين معاً، تساندها في ذلك نخبة من انتهازيي الجنوبيين أنفسهم، وكلاهما يقف في مواجهة غمار أهل السودان في الجنوب والشمال والشرق والغرب.!
هذا من حيث المبدأ، أما بصورة ملموسة، فالطيب مصطفى وجماعته انما هم العاقون حقاً لأهلهم، سواء اهلهم الشماليين أو السودانيين عموماً، ذلك ان مصلحة الشماليين في دولة كبيرة، متعددة الامكانات والموارد، ومتعددة الاعراق والثقافات، وبالتالي فإن وحدة السودان التي تكفل تأسيس مثل هذه الدولة الواسعة والكبيرة، والتي تمثل شرطاً من شروط النهضة - بالمناسبة أحد شروط النهضة استنادها على تلاقح الافكار والثقافات، ويمكن ملاحظة ذلك في تجارب النهوض المختلفة في كل العالم، بما في ذلك تجربة النهوض العربي الاسلامي -، وحدة البلاد هذه تحقق مصالح كل اقوام السودان، ومن بينهم بالطبع (أهلي) الشماليين!.. والآن، وقد وصلت بلادنا الى مفترق طرق: إما أن تتمزق فتغرق في الفوضى، أو تؤمِّن وحدتها، فإن وحدتها هذه لا يمكن تأمينها بالفهلوة أو الاستعلاء السابقين، واللذين أوصلانا الى الكوارث والخراب، فلا مناص من توحيدها على أسس جديدة، على المساواة في الكرامة الانسانية، والاخوة في الوطن، وعلى العدالة!
* وكذلك فإن من مصلحة الشماليين ان يتبنوا القيم الانسانية الرفيعة، مصلحتهم الاخلاقية، لأن تبني قيمة المساواة في الكرامة الانسانية يضيف الى حياة كل فرد معرفياً وأخلاقياً، ثم انها مصلحتهم المباشرة، ذلك ان من يستعبد الآخرين لا يستطيع ان يبقى حراً! وهذا ما يؤكده تاريخ السودان، فالنظم الطغيانية التي قفزت الى السلطة واستمدت مشروعيتها من الدعوة العنصرية بحسم الجنوبيين، لم تقهر الجنوبيين وحدهم، وانما قهرت معهم الشماليين أيضاً! ولسبب واضح، فقهر الجنوبيين لابد وان يستدعى تنامي دورونفوذ الاجهزة العسكرية والأمنية، وبالطبع، فإن مثل هذه الاجهزة لا تستطيع أن تتمدد ضمن اطار ديمقراطي يكفل حقوق وحريات المواطنين! وقد حدثت مثل هذه النتيجة للشماليين عموماً، بل وللاسلاميين أنفسهم، فالانقاذ التي اقاموها لقهر الآخرين، قهرت (الآخرين) لصالح الاسلاميين، ولكنها انتهت إلى قهرهم أيضاً!! وهذه من سنن التاريخ التي لا تتخلف: إن الاغلال التي نحضرها لتقييد أيادي الآخرين، تنتهي إلى تقييد أيادينا نفسها!!
وغداً أواصل بإذنه تعالى

من موقع الصحافة

Post: #2
Title: Re: الحاج ورّاق يرد علي الطيب مصطفي
Author: nasir hussain
Date: 03-07-2006, 02:48 PM

نشكر الاخ مكى النور فى تسهيله لنا التواصل مع السيد الحاج وراق

ويااخى انا لا احمل السيد الطيب مصطفى اى ذنب فهو جزء المؤتمر الوطنى ويتعاطى مع القضايا من مدخل البرامج المتفق عليها مع اعضاء المؤتمر الوطنى وبالتالى فهذه المجاهرة ما هى الا صوت عالى للمؤتمر الوطنى