بروفيسور محمد إبراهيم أبوسليم

بروفيسور محمد إبراهيم أبوسليم


03-07-2006, 03:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1141697532&rn=1


Post: #1
Title: بروفيسور محمد إبراهيم أبوسليم
Author: ايهاب نميري
Date: 03-07-2006, 03:12 AM
Parent: #0


إن من المؤشرات الايجابية في وعي الشعوب هو احتفائهم بعلمائهم ومفكريهم ووضعهم في المكانة اللائقة بهم لتقتدي بهم الأجيال فهم ذاكرة الشعوب ووعيها الحاضر.
إن من أكبر الإشكالات في تاريخ السودان أنه إجمالاً تأريخ غير مكتوب وما كتب عنه فهو غير محقق، وتشغل الشفاهية فيه حيزاً غير قليل، كما أن هناك حقيقة لا ينبغي التغافل عنها وهي أن ما دوّن من تاريخنا دونته أيادٍ أجنبية عنه – مع تقديرنا لهذا الجهد العلمي المبذول- إلا أنها كتبته برؤيتها هي أو لتحقيق أغراضٍ لا تخفى وأوضح مثال على ذلك مذكرات النار والسيف (لسلاطين باشا) حينما تعرض لتاريخ المهدية وبالذات لفترة الخليفة (عبدالله التعايشي). لذا ينبغي أن نأخذ هذا كله بحيطة وحذر بالرغم من أن كثيراً من مؤرخينا كانت هذه المصادر مرجعاً أساسياً لهم.

ولكن بالرغم من ذلك نجد أن بعض هؤلاء المؤرخين قد خرجوا من هذا الإسار منهم ضيفنا في هذه المساحة البروفيسور محمد إبراهيم أبو سليم عليه رحمة الله الذي أثّر وما زال يؤثر في الحياة الفكرية والعلمية في السودان بتحقيقه لكّمٍ هائل من المخطوطات والتي –بعد فضل الله- ثم جهوده لظلت بكراً، ولا نكون مبالغين حينما نقرر أن أبا سليم هو مؤرخ ومحقق الثورة المهدية بلا منازع. وقد أسهمت جهوده المباركة في تقريب تاريخ وتراث المهدية للباحثين.



إن أعظم ما يميز شخصية أبو سليم أنه اتجه في تأليفه مباشرة إلى المصادر الأصلية ألا وهي المخطوطات يستقي منها معلوماته وتقييمه تحليله في كتابة تاريخ السودان. ومعلم آخر من معالم شخصيته أنه حينما نذكر دار الوثائق القومية يُذكر معها أبو سليم فقد ارتبطت به وارتبط بها، وما شهدت دار الوثائق هذه الطفرة الرائعة إلا على يديه الكريمتين فأصبحت ملء السمع والبصر وأصبحت تؤثر في الأحداث الإقليمية كما حدث في نزاع (طابا المصرية) والتي عادت لمصر بفضل الوثائق التي أمدها بها أبوسليم. أيضاً تميز المرحوم بموسوعية التأليف فلم ينحصر في التاريخ البحت فكتب في: الشخصية السودانية، ومؤرخون وشعراء وأدباء في السودان، وتحقيقه ديوان أفق وشفق، والساقية، والنخيل وغيرها كثير من الكتب في توثيق الحياة السودانية.

المولد والتعليم:

ولد في السادس عشر من شهر يوليو 1927م في قرية(سركيمتو) بريفي حلفا القديمة بالولاية الشمالية وترعرع بها تحت رعاية والده إبراهيم أحمد محمد إبراهيم، وفي حضن والدته فاطمة يوسف داؤود وسط أخوين هما عثمان وخليل وثلاث أخوات هن زينب وست البنات هانم.

تلقى تعليمه الأولي والأوسط في مدرستى( عبْري) و( حلفا) أما الثانوي بمدرسة( وادي سيدنا). تخرج في كلية الخرطوم( جامعة الخرطوم حاليا) في عام 1955م وفور تخرجه التحق بخدمة محفوظات السودان والتي تطورت على يديه من مكتب صغير في وزارة الداخلية حتى غدت دار الوثائق القومية التي تلعب دوراً نشطاً في مجتمع السودان وتعد إحدى أهم دور الوثائق في المنطقة. نال درجة الدكتوراة في فلسفة التاريخ في جامعة الخرطوم عام 1966م.

أهم المؤلفات:

له عدة مؤلفات وبحوث في التاريخ والتراث والاجتماع والأدب والأرشيف والوثائق باللغتين العربية والإنجليزية من أشهرها: الحركة الفكرية في المهدية- الفونج والأرض- الفور والأرض- الأرض في المهدية- تاريخ الخرطوم- الشخصية السودانية- مؤرخون وشعراء وأدباء في السودان- بحوث في تاريخ السودان- أدوات الحكم والولاية في السودان- ديوان أفق وشفق( تحقيق)- ديوان ابن عمر( تحقيق)- الساقية- النخيل( تحقيق)- الإبانة النورانية في شأن الطريقة الختمية- في طريق أهل الله والسير به ساهل( تحقيق)- تاريخ السودان لنعوم شقير( تحقيق)- تاريخ سيناء( تحقيق)- مذكرات عثمان دقنة- العبادي- الحسين زهراء- الآثار الكاملة للإمام المهدي(7 مجلدات).



الأنشطة العلمية والعملية والأكاديمية:

عضوية بمجالس ولجان جامعية متعددة، عضو لجنة تاريخ الأمة العربية، ترأس عدداً من اللجان القومية أهمها لجنة تقسيم مديريات السودان وساهم في بناء الحكم المحلي. أستاذ زائر بجامعة الخرطوم 1976م، أستاذ علم الوثائق وعلم الأرشيف ورئيس قسم الوثائق والمكتبات بجامعة أمدرمان الإسلامية( 1975-1981م). أستاذ زائر بقسم التاريخ بجامعة( بيرغن) في النرويج( 1989-1994م). زمالة جامعة النيلين بدرجة أستاذ( 1995-1996م) ودرّس بها التاريخ والأرشيف والوثائق. محاضر في مدرسة علوم الإعلام بالرباط( المغرب) في مادتي الأرشيف والوثائق. محاضر في معهد الجهاد الليبي للتراث الشفوي. خبير معتمد في الأرشيف لدى اليونسكو.

كان له نشاط واسع في المجلس الدولي للأرشيف وفرعه العربي ولجانه المتخصصة. شارك وأشرف على عشرات الأطروحات العلمية في مراحل الدبلوم والماجستير والدكتوراة وأعد مذكرات تقييم للجان ترقية أساتذة الجامعات. أعد عدة تقارير لحكومة السودان في عدة شؤون أهمها المشاكل القبلية وأمور الحدود، ترأس الجمعية التاريخية السودانية. عضو الأمانة العامة للمؤرخين العرب وعضو المجلس القومي للآداب والفنون. يعتبر حجة في تاريخ المهدية ونظمها. حقق كثير من الأدبيات ما جعله رائد التحقيق في السودان. أنشأ مركز أبو سليم للدراسات.

في مجال الأرشيف:

أحد مؤسسي الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف ورئيسه وأمينه العام لعدة دورات. شارك في مؤتمرات في عدة بلدان عربية كما شارك مؤتمرات للمجلس الدولي للأرشيف وشارك في أنشطة لجانه وانتخب نائباً لرئيسه. نال العضوية الشرفية في المجلس الدولي للأرشيف واشترك في مؤتمرات ولجان لليونسكو. اشترك في الحلقة الإقليمية لشرق ووسط وجنوب أفريقيا للمجلس الدولي للأرشيف( بلوساكا) وانتخب عضواً في لجنته التنفيذية.

زار دور وثائق: العراق- والدارة بالرياض- المصرية- دار الكتب المصرية- البريطانية- اللوردات ببريطانيا- الفرنسية- الأمريكية الفدرالية- مكتبة الكونجرس- تونس- المغرب- ليبيا- ايطاليا- وحدة أرشيف السودان بجامعة(دراهام). عاون في إنشاء وتنظيم دور الوثائق في بعض الدول العربية والأفريقية منه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر وتنزانيا بطلب من اليونسكو.

هكذا هي حياة العلماء روضة غناء يانعة الثمار، فرحم الله البروفيسور أبو سليم بقدر ما أعطى لأمته من جهد ووقت.