د. الحسن المثني: هل الحل في انتخابات عاجلة ؟!

د. الحسن المثني: هل الحل في انتخابات عاجلة ؟!


03-05-2006, 01:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1141523548&rn=0


Post: #1
Title: د. الحسن المثني: هل الحل في انتخابات عاجلة ؟!
Author: مكي النور
Date: 03-05-2006, 01:52 AM

هل الحل في انتخابات عاجلة؟!

د. الحسن المثنى عمر الفاروق
[email protected]

القارئ المتتبع لما يجري في السودان يدرك تماماً أن الذي يحدث أمر جلل والخاسر الوحيد هو الشعب الذي لا حول له ولا قوة ، فقد صار المواطن في هذا البلد المنكوب ضحية وألعوبة في أيدي ساسة لا يخافون الله ، ولا ضمير لهم يحكمونه فيما هم مقدمون عليه من جرٍ للبلاد إلى ويلات لا يعلم مداها إلا الله.

فالقوات الأجنبية تحزم أمتعتها لتلحق بمثيلاتها التي سبقتها إلى جنوب السودان وجبال النوبة وحتى العاصمة الحضارية التي ظلت زمناً تتغنى بدنوِّ عذاب أمريكا ، قد خضعتْ ذليلة لها من دون الله وأصبحت مسرحاً لقوات الأمم المتحدة ، وصار (إيان برونك) هو الآمر والناهي ويتحدث فتخاله الحاكم المكلف في السودان.

حكومتنا الرشيدة حينما تتحدث عن التدخل الأجنبي والقوات الأجنبية ـ وكلنا يمقتها ـ تكذب على رؤوس الأشهاد ، فكيف تعلن الجهاد ضد الغزو الأجنبي والقوات الأجنبية تتجول في شوارع العمارات ونمرة 2 ، والطائف والرياض ، وقد رآها الشعب السوداني بأم أعينه؟!

إن الذي يحدث الآن من جلبة إعلامية وضجيج تثيره حكومة الإنقاذ حول نذر التدخل الأجنبي ما هو إلا فصل جديد من فصول ألاعيبها التي دأبت عليها ، فقد حدث التدخل منذ زمن بعيد ، والقوات الأممية حلت أهلاً ووطئت سهلاً دون أن يستقبلها مجاهدو الإنقاذ بطلقة واحدة! وإلا فما هو توصيف الحكومة لقوات الاتحاد الإفريقي؟! هل هي قوات سودانية ؟ إنها قوات أجنبية مثلها مثل قوات حلف الأطلسي ، جاءت ونشرت في أرض دارفور الفساد والمرض ولم تقدم لهم سوى مزيد من الويلات بوقوفها متفرجة على الذي يحدث في حق الأهالي من قتل وسلب ونهب وتشريد. بأي منطق تقنعنا حكومة الإنقاذ بسيادتها في دارفور وحاكم أي إقليم لا يستطيع أن يحمي كيلومتراً واحداً خارج عاصمة ولايته فضلاً عن القرى والحلاّل النائية؟! وكيف لحاكمٍ يتغنى بالشريعة ليل نهار يرضى لشعبه أن يُحمى من قبل قواتٍ أجنبية إفريقية كانت أم أممية؟ فكم من بغالٍ قد عُقرتْ ـ سيدي الرئيس ـ وقُتِل راكبوها ولا مِنْ مُجيب!

ها هم الإنقاذيون يعودون مرة أخرى إلى الشعب ليشغلوه عن حقوقه بالصراخ والعويل حول التدخل الأجنبي الذي وقع منذ زمن طويل ، فلا فرق بين قوات حلف الأطلسي والقوات الإفريقية فكلهم عجم وكلهم له مآربه ومصالحه ، فالاتحاد الإفريقي جاء ليكرس للنفوذ الفرنسي وقوات الأمم المتحدة ستكرس لأمريكا التي خضع لها الإنقاذيون منذ زمن فأرسلوا واردهم .

لا أعتقد أن مشكلة السودان ستنتهي بمجرد دخول قوات الأمم المتحدة في دارفور ، وإذا اعتقد أهل دارفور أن هذه القوات ستحميهم فهم واهمون! لن يجدي أهل دارفور سوى التصالح والوحدة ونبذ الفرقة والشتات وتحكيم أهل الرأي والمشورة والابتعاد عن كل المتآمرين عليهم من أهل المؤتمر الوطني والمتشاكسين من الحركات المسلحة.

وقد عجبت لدعوة السيد رئيس الجمهورية إلى انتخابات مبكرة لرئاسة الجمهورية ! فهل النظام الحالي نظام ديمقراطي ؟! وهل الحل لما يمر به السودان اليوم يكمن في انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ فإذا كان الأمر كذلك فهو إقرار بفشل الرئيس الحالي في إدارة البلاد في هذه الظروف وإن لم يكن كذلك فلماذا هذه الدعوة في مثل هذه الظروف؟

ولكن أطل مستشاره في اليوم التالي ليؤكد على هذه الدعوة ، وهي أيضاً شكل من ذر الرماد في الأعين وكلام في (الهواء) فلا يمكن لعاقل أن يرى في مثل هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد إمكانية لإقامة انتخابات ، وأنى للحكومة ذلك وهي تحكم بلداً ممزق الأوصال مفرق الأواصر؟! فهذه دعوة وراء أكمتها ما وراءها!

ومهما يكن من أمر هذه الدعوة لإجراء انتخابات ، فإن الشعب يمكن أن يعرض لسعادة الرئيس ما هو أفضل من ذلك ، إذ لا موجب للتحدي في هذه المرحلة والحكومة تعرف قدرها عند الشعب وهي لا محالة خاسرة إذا أجرت انتخابات نزيهة ، ولكن الذي يمكن أن ينزع فتيل الأزمة ويهيئ البلاد للخروج مما هي فيه أن يترجل الرئيس ويسلم زمام أمر البلاد لطائفة من الوطنيين الشرفاء الذين لم تفسدهم هذه الأحزاب السياسية الفاسدة ويطلب إليهم أن يقودوا سفينة البلاد إلى بر الأمان عندها يكون الرئيس قد صدق الدعوة ووجه البلاد إلى ما فيه الخير وسنكون عندها في غنى عن القوات الإفريقية وقوات الأمم المتحدة وغيرها من شذاذ الآفاق ، عندها ستخمد نار الفتنة في دارفور ولن تجد من يذكي أوارها بسياساته الخرقاء التي لا تزيد الفتق إلا اتساعاً وخيرٌ للمؤتمر الوطني الذي يناطح طواحين الهواء أن يعود إلى رشده ، فالحرب لا يدعو لها إلا جاهل فهي ذميمة إذا بُعِثتْ ستطال نيرانها الأخضر واليابس ، فلا يغرنكم أهلَ المؤتمر الوطني تجمع البسطاء المخدوعين وجيشان عواطفهم ، فأنتم وأمريكا كربتي بعير كلكم ظلمة وليس لملككم ولا لملكهم أساس لأن العدل أساس الملك وأنتم أعنتم أمريكا على إخوانكم من قبل وأصبحتم ذراع السي آي أيه في المنطقة وقد قيل: من أعان ظالماً سلطه الله عليه ثم ينتقم منه.

www.sudaneseonline.com