ديمقراطية اونطة

ديمقراطية اونطة


03-04-2006, 11:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1141515281&rn=0


Post: #1
Title: ديمقراطية اونطة
Author: waleed500
Date: 03-04-2006, 11:34 PM

قطبي المهدي

ديمقراطية اونطة 4 من 4
تذكرت وأنا أتحدث عن الانتخابات الأمريكية بالأمس كيف أن‮ »‬المؤسسة‮« ‬الأمريكية الحاكمة تختار مرشحيها للرئاسة من الحزبين وتضمن لهم الفوز سلفاً‮ ‬في‮ ‬الانتخابات التمهيدية‮.. ‬تذكرت قصة رواها لي‮ ‬أحد معارفي‮ ‬وكان صديقاً‮ ‬لرجل أعمال ملياردير من‮ ‬غرب السودان‮. ‬كان ذلك قبيل الإقتراع لإنتخابات عام‮ ‬1986م التشريعية‮. ‬إلتقى الراوي‮ ‬بصديقه الملياردير ودار الحديث عن الإنتخابات‮.. ‬فقال له الملياردير انه ذهب وتبرع للحزب الفلاني‮ ‬بـ»‮٧«‬مليون جنيه وللحزب الفلاني‮ ‬الآخر بـ‮ »‬7‮« ‬مليون جنيه وللحزب الثالث الآخر بـ‮ »‬5‮« ‬مليون جنيه‮. ‬ثم أردف قائلاً‮ : (‬هذه هي‮ ‬الأحزاب الكبرى‮.. ‬هل ستخرج الحكومة إلا من أحد هؤلاء أو من تحالف ثنائي‮ ‬أو ثلاثي‮ ‬من بينها؟؟‮!!).‬تذكرت‮ »‬المؤسسة‮« ‬حينها‮.. ‬فنحن إذاً‮ ‬عندنا أيضاً‮ »‬مؤسسة‮« ‬وقد كانت حتى حينه محصورة في‮ ‬البيوت الطائفية‮. ‬إذ أن زعماء الطائفية هم في‮ ‬الحقيقة‮ »‬الحكومة الخفية السودانية‮« ‬وكل الأمور تقضى بليل في‮ »‬السرايات‮« ‬ثم تخرج‮ ‬غداً‮ ‬في‮ »‬برلمان الشعب‮« ‬المسكين ومجلس الوزراء‮.‬على أن الزعامة الطائفية لها حلفاؤها من كبار التجار الذين‮ »‬يدفعون‮« ‬للحزب مقابل خدمات وزراء الحزب ونوابه‮. ‬وبعض هؤلاء هم في‮ ‬الوقائع شركاء تجاريون للزعيم‮. ‬وهذا هو الأمر الذي‮ ‬كشفته للجمهور السوداني‮ ‬المحاكمات التي‮ ‬عقدتها ثورة مايو في‮ ‬عام‮ ‬1969م‮.‬لذلك فالأحزاب الراديكالية عندنا والتي‮ ‬إعتمدت على برامجها السياسية مثل الحزب الشيوعي‮ ‬والحركة الإسلامية كان حظها كحظ رصفائها في‮ ‬أمريكا‮.. ‬وأصبحت مجرد حركات إحتجاج‮ (‬Protesl Groups‮ ‬وليست‮ (‬بأحزاب حكم‮ .. ‬ولم تأتِ‮ ‬للسلطة إلا عن طريق الإنقلاب العسكري‮.‬نعود لديمقراطية أمريكا‮..‬توجد لاشك أشكال ديمقراطية هناك‮.. ‬هياكل ومؤسسات ونظم‮.. ‬فالدستور مثلاً‮ ‬يؤكد على مساواة المواطنين أمام القانون‮.. ‬ولكن رجل القانون شرطياً‮ ‬كان أم قاضياً‮ ‬ينظر للمواطن أمامه بمعيار مزدوج‮. ‬هل هو أبيض أم زنجي‮ (‬nigger‮ ‬أم عربي‮ (‬camel jakey‮ ‬أم راديكالي‮ ‬أم مسلم أم هسبانك أم آسيوي‮ (‬Baki‮ . ‬الأمر‮ ‬يختلف في‮ ‬نظره‮.. ‬فإن كان أبيض اللون فهو مواطن متحضر‮ ‬civil‮ ‬يعامل باحترام لأنه‮ ‬يحترم القانون ويعيش به وفي‮ ‬ظله‮. ‬أما إن كان من المجموعات الأخرى والتي‮ ‬يصفونها بأنها‮ »‬ملونة‮ ‬COLOUREd‮« (‬ولماذا هم الملونون؟‮ ‬فإنها تعامل بمعيار آخر‮. ‬فهؤلاء بطبعهم مجرمون وخطرون على المجتمع لمجرد وجودهم فيه لأنهم‮ »‬شيء آخر‮« ‬لا‮ ‬ينتمون للحضارة البيضاء حتى وإن كانوا مسحيين ويحملون الجنسية الامريكية‮. ‬وهكذا فالمشرعون في‮ ‬المؤسسات النيابية‮ ‬ينظرون فقط لمصالح الطبقة التي‮ ‬جاءت بهم ورجال الإدارة‮ ‬يفعلون نفس الشيء‮. ‬ويمكن إختبار ذلك بكل بساطة في‮ ‬سلوك هذه المؤسسات خارج أمريكا‮.‬فالديمقراطية ثقافة قبل كل شيء‮. ‬ولا‮ ‬يمكن للإنسان الذي‮ ‬يملك روحاً‮ ‬ديمقراطية وذهنية وعقيدة ديمقراطية أن‮ ‬يتصرف داخل أمريكا بسلوك ديمقراطي‮ ‬ويكون خارجها طاغية معتدي‮ ‬وخارج على كل الشرائع والقوانين الدولية‮..‬يتحدث عن التعددية في‮ ‬الداخل ويرفضها في‮ ‬الخارج ولا‮ ‬يعترف بأية حضارة أو ثقافة أو سيادة أخرى ويفرض هيمنته وسلطته الأُحادية على بقية العالم‮.‬فهل هذا سلوك ديمقراطي؟وهل الاستعمار واستعباد الشعوب الحرة ونهب ثرواتها لأنها لا تملك جبروت السلاح الذي‮ ‬تملكه الإمبريالية،‮ ‬هل هذا سلوك ديمقراطي؟وهل ما شهده العالم من ممارسات في‮ ‬أبو‮ ‬غريب وبغرام وغوانتانامو والسجون السرية في‮ ‬أوروبا ممارسات قانونية ودستورية وديمقراطية؟؟وهل الضغوط التي‮ ‬مورست في‮ ‬الجزائر وتركيا لقمع إرادة الجماهير الإنتخابية والموقف الآن من حماس سلوك ديمقراطي؟؟ولا نريد أن نتحدث عن فلسطين أو فيتنام أو هيروشيما أو نصب الحكومات الدكتاتورية في‮ ‬العالم الثالث‮.‬فالذي‮ ‬يمارس هذه الممارسات بشكل روتيني‮ ‬في‮ ‬الساحة العالمية ويعتمد سياسة‮ (‬الجزرة والعصا‮ ‬أساساً‮ ‬لعلاقاته الدبلوماسية والسياسية‮..‬لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكون مجتمعاً‮ ‬ديمقراطياً‮.‬هنالك أكثر من أبي‮ ‬غريب داخل أمريكا‮. ‬ولا توجد صحافة حرة أو إعلام حر إنما هي‮ ‬أبواق إعلامية تملكها المؤسسة لتزين ممارساتها الظالمة للجمهور المسكين وتشوه صورة أعدائها في‮ ‬تضليل‮ ‬يعتمد الكذب والتقنية العالية‮.. ‬وبإمكان المراقب أن‮ ‬يتحقق من ذلك إذا شاهد فضائيات تسمى‮ »‬مستقلة‮« ‬مثل‮ ‬CNN‮ ‬أو‮ ‬FOX‮ ‬أو‮ ‬ABC‮ .. ‬ا لخ‮.‬ويقارن تغطياتها للأحداث بما نشاهده في‮ »‬الجزيرة‮« ‬مثلاً‮ ‬أو ما نعلمه علم اليقين مما‮ ‬يجري‮ ‬أمام أنظارنا في‮ ‬منطقتنا‮. ‬ثم أنظر لمصير إعلامي‮ ‬بارز مثل بيتر آرنت الذي‮ ‬غطى بكفاءة وفدائية حرب الخليج الثانية وكان المراسل الغربي‮ ‬الوحيد أثناء قصف وتدمير بغداد‮. ‬وقد شنت عليه‮ »‬المؤسسة‮« ‬حرباً‮ ‬شعواء لأنه نقل ما حدث هناك دون تزوير،‮ ‬واتهموه‮ »‬بالشيوعية‮« ‬لانه نقل حرب فيتنام في‮ ‬السابق وما إنحاز للعدوان الأمريكي‮.‬فكان جزاؤه الطرد من شبكة السي‮ ‬إن إن‮ (‬CNN‮ ‬وقفلت جميع أبواب الشبكات الأخرى في‮ ‬وجهه أيام حرب العراق الأخيرة‮.. ‬بل حرص الأمريكان على إصطحاب الإعلاميين في‮ ‬معيتهم وتزويدهم بالمعلومات من مصدرهم هم فقط وعدم السماح لهم بحرية الحركة وأخذ المعلومات من مصادر أخرى‮.‬هذه هي‮ ‬مؤهلات أمريكا الديمقراطية‮.. ‬بعد ذلك‮ ‬يمكنهم أن‮ ‬يأتوا ليعلمونا الإصلاح والتحول الديمقراطي‮.. ‬كما فعلوا في‮ ‬العراق‮.‬