هل يضع دخول قوات دولية للسودان بذرة لفك شراكة الحكومة والحركة ?

هل يضع دخول قوات دولية للسودان بذرة لفك شراكة الحكومة والحركة ?


03-01-2006, 01:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1141217144&rn=1


Post: #1
Title: هل يضع دخول قوات دولية للسودان بذرة لفك شراكة الحكومة والحركة ?
Author: معاذ منصور
Date: 03-01-2006, 01:45 PM
Parent: #0

ليس المقام الان للحديث عن مدي تقبلنا لدخول قوات دولية (لحفظ السلام ) بمنطقة دارفور التي تمزقها الحروب لأن هذا الامر سيكون امرا واقعا في مقبل الايام رضينا ام ابينا واعتقد ان كل الفرص لتلافي هذه الكارثة قد ضاعت وسط التعنت المقصود تارة وغير المقصود تارة اخري .
كان بالامكان ابداء الكثير من التنازلات من اطراف النزاع الدائر في هذه المنطقة المنكوبة وكان بالامكان كذلك فهم طبيعة المجتمع الدولي الذي سنواجهه في مقبل الايام ووقتها كان يجب تحسس خطي الدبلوماسية السياسية من اجل تفويت الفرص للنيل منا ومن وحدتنا .
واهم من ظن يوما ان الصين او روسيا يمكن ان تلوح مجرد تلويح بحق النقض (الفيتو ) والوقوف ضد اصدار قرار بحق السودان من مجلس الامن لان هذه الدول لديها حساباتها وتعرف جيدا متى تستخدم هذا الحق كما انها تعمل للدول الاخري بالمجلس الف حساب وتدخر هذا الحق ليوم اشك انه قد يأتي وعليه من واجب السودان ان يعيد حساباته ويعمل علي تدارك الموقف او بمعني اصح استعداده لخطوة ما بعد دخول القوات الدولية .
وقراءة للموقف يمكن القول ان سياسة السودان في الفترة السابقة هي التي قادت الي هكذا قرار ابتداء من امر مليشيات الجنجويد ورفض الحكومة لتسليم اي مشتبه به في حملات ما سمي بالابادة الجماعية بدارفور مرورا بالتعنت في جلسات التفاوض مع الاطراف المتنازعة وزاد الطين بلة الصراعات مع الجارة تشاد واستبعادها كمراقب بعد مواقفها الاخيرة برغم علمنا بما يربطها بالحركات المسلحة .
ويلحق ذلك الحملة التي اقامتها الحكومة على مبعوث الامين العام للامم المتحدة برونك والتلويح لقوات الاتحاد الافريقي بمغادرة السودان ان هي عجزت عن القيام بدورها ولا ننسي فشل السودان في رئاسة الاتحاد بايعازات امريكية صريحة وواضحة للملأ.
ونلاحظ ان فشل الحكومة السودانية في تلطيف اجوائها السياسية مع الجارتين تشاد وارتريا كان له اكبر الاثر في زيادة حجم المشكلة بالمنطقة والحيلولة دون تسارع الحلول السلمية للازمة الراهنة .
وان كان الرئيس البشير قد توعد القوات الدولية بالدفن في مقبرة دارفور وبدأت التعبيئة فعلا للحرب القادمة ونقرأ تشاؤم الكثيرين بمآلات المستقبل الا اننا نري ان هناك نور في اخر النفق يمكن ان تتبعه الحكومة وهو الجلوس الجاد والحازم برؤية تهدف صدقا لانهاء الاحتراب ونجدنا اكثر حاجة الان من اي وقت مضي لمؤتمر قومي جامع لمناقشة وحل جميع القضايا الشائكة في السياسة والسلطة والثروة بالبلاد فالجلوس مع الفصائل منفردة سيطول علينا امد الحرب والتناحر برغم ان حاجتنا الحالية الان هي قضية دارفور .
والذي يجب الا ننساه ان الشريك في الحكومة (الحركة الشعبية ) ربما كانت له ارء مختلفة عن تلك التي مع الحكومة وفي هذا ذاته اشارة الي بذور خلاف وشيك بين الشريكين .