قبل أن نؤيد دخول القوات الأمميه الى دارفور ( 1 )

قبل أن نؤيد دخول القوات الأمميه الى دارفور ( 1 )


02-28-2006, 06:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1141148393&rn=0


Post: #1
Title: قبل أن نؤيد دخول القوات الأمميه الى دارفور ( 1 )
Author: مجدى محمد مصطفى
Date: 02-28-2006, 06:39 PM

مما لا شك فيه ان السودان يمر بمرحله خطيره من تاريخه الحديث .
فالتحديات التى يمر بها الوطن فى غايه الخطوره والحساسيه معا ، بل اننى اجزم بأننا أمام تحدي حقيقي بأن نكون او لا نكون.
وانطلاقا من دوافع وطنيه بحته ابتدر النقاش وأمل ان يكون نقاشا جادا حول هذا ( التحدي) وذلك لما قد يترتب عليه من عواقب وخيمه(لا قدر الله)على الوطن والمواطن.
وبما اننا بصدد الحديث عن قضيه دارفور وقبولنا لقوات الأمم المتحدة من عدمه ، فى اعتقادي يجب علينا أولا ان نجيب على تسائلات ملحه وهي : هل درافور هي المشكله الوحيدة التي يعاني منها السودان؟.
- ما هي طبيعه (قضيه دارفور) والقضايا الأخرى ان وجدت؟.
ما هى درجه الأتفاق على أن ما تقدم يمثل المشاكل الحقيقيه للسودان؟.
اولا:
أعتقد ان دارفور ليست المنطقه الوحيدة فى السودان والتي تشهد (صراعا مسلحا)بدعاوي (المطالبه بالحقوق) ، اذ قبل دارفور دار صراع مسلح استمر عدة عقود فى جنوب السودان ولنفس الدعاوى.
بل ان هناك صراع مسلح اخر وان كان اقل حده يدور رحاه فى الشرق ولنفس الدعاوى ايضا.
- اذن نستطيع ان نقول أن القاسم المشترك بين هذه الصراعات المسلحه فى السودان هو (المطالبه بالحقوق) ، وهذا بدوره يدفعنا لتسائل اخر : هل فعلا هناك هضم للحقوق يستدعى العمل المسلح؟.
واقعيا هناك من يؤيد العمل السياسي لنيل الحقوق وهناك من يرى انه عمل غير مفيد وبالتالى لجأوا الى العمل المسلح كما فى درافور وقبلها فى الجنوب وعلى دربها الشرق.
بذلك هناك مواطنيين سودانيين سدت فى وجوههم كل الأبواب لنيل حقوقهم (او هكذا يعتقدون) وحملوا السلاح ليردوها.
فى اعتقادى دى المشكله رقم واحد.
لماذا حمل السلاح ؟، وحل حمله تم بناء على اسباب موضوعيه ام (عماله للخارج) كما تحاول ان تصوره الحكومه؟.
وهل واجهت الحكومه ذلك العمل بأسلوب مسئول بأعتبار ان الجميع شركاء فى الوطن ولهم نفس الحقوق؟ .
كل هذة التسائلات تقراء مع التسائل الثاني وهو طبيعه مشكله دارفور والمشاكل الأخري.
تتلخص المشكله حسب اعتقادى واعتقاد الكثيرين فى (احتكار السلطه) والذي يمكننا أن ننظر اليه بحسن نيه بأعتباره عمل غير منظم كما (يدعى) أهل السلطه ،الا ان ذلك لا ينفي حقيقه (هذا الأحتكار) ، وهو يتجلى فى عدة صور (المحسوبيه) واولي القربى الخ .
وهذا فى حد ذاته يدل على سوء اداره وانعدام الوازع وبالتالى انعدام سياده القانون الذى ينص على ان المواطنيين متساويين فى الحقوق والواجبات .
هذا الأحتكار للسلطه ترتب عليه احتكار للثروه والتى بدورها ترتب عليها عدم توازن فى التنميه الأقتصاديه (كطريق الأنقاذ) مثلا وتنميه بشريه والتى تتجلى للناظر فى الفوارق حتى فى مستوى التعليم والصحه ودرجه جودتهما.
مما تقدم يمكننا ان نقول ان مشكله السودان تندرج تحت مسمى (سؤء الأداره) و(سؤء التخطيط) .
أذن نحن نحتاج لوقفه حقيقيه لتدارك هذا الخلل الخطير لكى نتمكن من تجاوز هذه الأزمه.
- وقبل ان اطرح التسائل الأخير أريد فقط ان اشير الى ان اهل العلم الشرعى احجموا رغبه ورهبه عن التحدث فى فقه الطاعه والخروج على السلطان الجائر ، وبغض النظر عن الأراء حول هذا الأمر فأنه تبقى الحقيقه التى يجب علي الجميع التعامل معها وهى ان هناك نفر من أهل السودان (حملوا السلاح) بقناعات تامه وبالتالى يجب علينا ان نتعامل معهم بصدق وبشفافيه ، ويجب علينا ان نناقش معهم اسبابهم التى دفعتهم الى ذلك.
وختاما نتسائل عن درجه الأنفاق او الأختلاف على ان ما تقدم يمثل المشكله الحقيقيه للوطن؟؟؟




* سأتناول فى المره القادمه طريقه تعامل الحكومه مع أزمات البلاد ، والأسباب الحقيقيه فى عدم التوصل الى اتفاق .