حبّنا ، وحبهم .... ويا بختهم

حبّنا ، وحبهم .... ويا بختهم


02-25-2006, 01:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1140829192&rn=1


Post: #1
Title: حبّنا ، وحبهم .... ويا بختهم
Author: ودقاسم
Date: 02-25-2006, 01:59 AM
Parent: #0


زمان الحب كان عبارة عن كوم بتاع تلتلة ... وزمان دي موش على أيام عنترة وعبلة ، أو قيس وليلة ، أو كثير وعزة ، زمان دي قريبة جدا ... ايام نحن كنا مراهقين ، وشباب ، وكده ... كانت وسائل التواصل محدودة وضعيفة ، والكثير من حالات الحب كانت تنتهي بعلقة من والدي أحد طرفي الحب ... الجوابات الغرامية ، والتي تضطرك لحفظ عدد من التعابير ، والمفردات المصطنعة والمعلبة ،،، ثم التوقيت ، كيف تختار التوقيت المناسب لتسليم خطابك ، وما هي الوسيلة المثلى للتسليم ... فإن أرسلته بالبريد لأن حبيبتك تعيش بعيدا عنك ، فإن مدير المدرسة يفتح كل الخطابات المرسلة للطالبات ... وإن كنت ستسلمه باليد فإن هناك مجازفة كبيرة تتمثل في محاولة الاقتراب من بيت أهل الحبيبة ، وطبعا في الداخل ربما يراقبك أبوها أو أبوشنب أخوها ،،، وإذا رميته بالخارج لتأتي حبيبتك وتلتقطه فإن احتمال التقاطه من شخص آخر وارد ... ثم هناك الواسطة ،،، وهي أن تستغل إحدى أخواتك أو قريباتك لإيصال رسائلك ، وعواطفك ، وبوحك ... وهذه مسألة بالطبع غير مأمونه فربما يتغير الكلام ويتبدل ، وربما يصل ناقصا ، وربما لا يصل مطلقا ،،، ومن المؤكد أن السر سيذيع ... كما أن استغلال أختك أو قريبتك يعني ضمنا أنك تضمن حياديتك عند ضبط أي منهما متلبسة بحالة حب ، وهذا يعتبر مستحيلا ...
بخاف يا إنت لو جيتك
ألملم في خطاوي الشوق
وأزور بيتك
يقولوا عليّ حبيتك
وسر الريدة بينا يذيع
ومن إيديّ إنت تضيع
وأعيش بعدك حياتي جفاف
مواسم ريدها ما فيه ربيع
أغنية ( بخاف ) للرائع أبو عركي ، كتبت على ما أعتقد في السبعينات ، والسبعينات تنتمي لأيام زمان ، وشاعرها كان طالبا في كلية الآداب بجامعة الخرطوم ، والجامعة كانت تعجّ بالرجال ، لكن عدد البنات كان محدودا جدا مقارنة بعدد الأولاد ... وكانت داخلية الطالبات تتبع نظاما يعتبر قاسيا بمقاييس هذه الأيام ... والعادات والتقاليد كانت مكبلة للغاية ...


أواصل ...

Post: #2
Title: Re: حبّنا ، وحبهم .... ويا بختهم
Author: ودقاسم
Date: 02-25-2006, 02:48 AM

لتتعشى أنت وحبيبتك في مطعم فهذا ( لحسة كوع ) ... فالعيون ساهرة ، والجيوب خالية ،،، المطاعم العادية لا تستقبل الجنسين .. وإذا رافقت حبيبتك إلى السينما ، فعليك أن تدفع أكثر ، وعليك أن تقاوم كل الخوف الذي يتملكك من أن يراك أحد أقربائها أو أحد أبناء الحي فينقل الخبر ... هناك بعض حرية داخل الجامعات ، والجامعات نفسها كانت محدودة جدا ،،، ومواعين التواصل تتضاءل ... ويتراكم الخوف ، والتردد ، وتنحبس العواطف في داخلنا ، ونحن بحاجة للبوح ، لكن لا مجال ... كل الأطراف خائفة ، ومترددة ، إلا من اختراقات محدودة هنا وهناك ... كنا نعرف كل حالات الحب القائمة بالجامعة ، نقول ( هذه case فلان ) وفلان مكيّس فلانة ... نعدهم كلهم ، ونعرف أشكالهم ، ونعرف مواعيد حركاتهم ولقاءاتهم ...
وحتى بعد دخولنا المعترك العملي ، في الشركات والمكاتب الحكومية ، والمشآت جميعها ، كانت العيون تراقب الناس باستمرار ، وتترصد كل صغيرة وكبيرة ، وكانت الإناث تمثل نسبة أقل من الربع لإجمالي العملين في غالبية المواقع ...

Post: #3
Title: Re: حبّنا ، وحبهم .... ويا بختهم
Author: ودقاسم
Date: 02-25-2006, 04:09 AM
Parent: #2

والآن ، اتسعت مواعين التواصل بغير حدود ، لالموبايل في كل جيب ، والإنترنت في كل ركن ، وثقافة الإي ميل وسعت كل شئ ، والبنات في الجامعات أكثر عددا من الأولاد ، وفي مواقع العمل أيضا كذلك ... المعلمات هنّ الأساس في مدارس الأولاد ، وفي المطاعم ، ومحطات البنزين ، وتحت أشجار اللبخ والنيم يتحلق الأولاد حول ست الشاي ، وهي صبية في ريعان شبابها ... وللأسف هناك المتسولات ، والشاكيات الحال ، والرائحات والغاديات من وإلى مكاتب المؤتمر الوطني .. ولم تعد البيوت محبسا للبنات ، ولم يعد أبوشنب حارسا رقيبا على أخته ... ولم تعد المطاعم الشعبية حكرا على الرجال ... ولم يعد الرجل يقف للبنت التي تقف وسط البص وحيدة ، وببساطة لأنها لم تعد وحيدة ...