اولاد المغتربين

مشكلة حقيقية وانا اتكلم عن اولاد المغتربين بالخليج تحديدا . لقد سألت احدي اخواتنا السودانيات التي ولدت ونشأت باحدي دول الخليج عن بعض موروثات وفلكلور شعبنا واندهشت لعدم معرفتها حتي بطوابي امدرمان وما تمثله من حقية تاريخية تعكس صمود وتكتيك الاجداد في احدي حروبهم للتصدي للمستعمر الغازي وكذلك السعف والبرش وحق الجرتق ....الخ . اذا هناك اجيال كاملة تنفلت من عمق التواصل مع عادات وتاريخ السودان وهذه ظاهرة خطيرة فالانتماء للوطن ليس وثيقة جواز السفر فقط .
في كل الخليج هناك مدارس للجاليات تعكس اهتمام حكوماتها بابنائها خارج البلدان وتقوم بربطهم بما يدور وتدريسهم ماضي وتاريخ وحضارة شعوبهم عدا السودان يضطر المغتربين لادخال ابنائهم مدارس اجنبية يزاملون فيها عرب واسيويين وغيرهم يتأثرون بهم وبكل الاسف بكل السلبيات المو######## عن مجتماعتنا العربية . نحن شعب ذو خصوصية ولنا اخلاقنا وصفاتنا ولكن بكل أسف تضيع في زحمة وكثرة ابناء الجاليات الاخري .. كذلك الاندية الاجتماعية السودانية موسمية البرامج وليس لديها خطط بخصوص ربط النشئ بالسودان اللهم الا حفلات التكريم للتلاميذ الاوائل كل سنة فقط ... الموضوع في تقديري كبير ويحتاج الي دراسة وتوصيات تهتم بها السفارات بالخليج بقدر اهتمامها بالضرائب .. ومن الغرائب ان تدخل احدي قنصلياتنا وتجد التلفزيون علي احدي القوات اللبنانية .. اي مهازل هذه فالقنصلية هي سيادة الدولة . الاباء والامهات كذلك يلعبون دورا سلبيا في الانفصام الذي يحدث لأبنائهم ولكم ان تتخيلوا ان احد الاطفال ذكر لي اثناء دردشة انه وشقيقته الصغري مواطنين خليجيين لأنهم مولودون بالخليج كما اخبرتهم امهم وكانت مناسبة الدردشة في العيد حيث كان يرتدي الزي الخليجي بالكامل حتي القطرة والعقال .....
ومن هنا بقترح فكرة عمل برنامج اسبوعيه او شهرية او عمل مسرحيات لأطفال المغتربين تتكلم عن السودان واللهجه السودانيه و التقاليدو العادات السودانيه وهذه البرنامج تكون على شاكلة احفالات صغيره او رحلات تضم العوائل السودانية

إيهاب
لك التحية وأنت تطرق المواضيع الجادة والتي تلامس صميم حياتنا في أزمنة الشتات الذي كتب علينا، وربما أنك تعلم أن مشكلة تعليم أبناء المغتربين أساسا نتجت عن عدم وجود مدارس سودانية وبالتالي غياب المنهج السوداني والمعلم السوداني ،،، لكن المسألة لم تكن وليدة صدفة أو لمجرد إهمال الدولة الذي اعتدنا عليه ، إنما هي ناتجة عن التزام الدول العربية بقرار جامعة الدول العربية بعدم فتح مدارس خاصة بأي دولة عربية في دولية عربية أخرى ، مهما تعاظمت الهجرة ..
والدور الذي يمكن أن تلعبه الأسرة هو دور محدود ، فلا الوقت يسمح بذلك ولا تتوفر الإمكانيات لنقل البيئة السودانية بكاملها إلى المنزل في المهجر .. وأعتقد أن منظمات المجتمع المدني هي الأقدر على نقل أبناء المغتربين أو تقريبهم إلى البيئة السودانية ،،، فتجمع مثل رابطة الصالحية يقوم بدور كبير جدا في هذا المجال ، والأعمال التي يقدمها الملتقى السوداني بالرياض أيضا لها دور فاعل ، وكذلك جمعيات التراث ، والحفلات واللقاءات السودانية المختلفة . وعلى سفاراتنا أن تمد يد العون إلى أبنائها ليكونوا على الأقل ملمين بالحد الأدنى من ثقافة بلادهم ...

استاذي / ود قاسم انا معاك في كل كلمه وفعلا للصالحيه دور عظيم وكبير فت تثقيف ابناء السوداينين وبتمنى المزيد المزيد من الصالحيه كما تعودنا

الأخ / إيهاب
تطرقت لمشكلة قديمة قدم الهجرة و الاغتراب، و ينطبق ذلك و بدرجات أكثر حده على بقية دول الاغتراب و قد تكون دول الخليج أقلاها.
لفتت هذه المشكلة انتباه الكثير من الأخوة منذ زمن بعيد، و كان للسفارة السودانية بالرياض دور مقدر في التصدي لهذه المشكلة بما توفر لها من إمكانيات بالتعاون مع بعض الأساتذة السودانيين و قامت بتخصيص فصل دائم بالسفارة لتدريس مادة التربية الوطنية للراغبين من أبناء الجالية السودانية بالرياض يوم الخميس من كل أسبوع و ما زال هذه الفصل يقدم هذه الخدمة بالتعاون مع نفر كريم من الأساتذة المتطوعين لهذا العمل بدون مقابل محتسبين في ذلك أجرهم على الله كما تقوم السفارة أيضا و من باب التحفيز و التشجيع بتكريم الطلبة المتفوقين في مادة التربية الوطنية كل عام.
إضافة لما ذكر، هنالك أيضا تجمع الكيانات الذي يهتم بهذا الجانب من خلال أنشطة ثقافية و تربوية و رياضية موجهه للمراحل السنية المختلفة من خلال مختلف الكيانات المتنوعة التي يضمها تجمع الكيانات.
أيضا هنالك خطة مستقبلية سترى النور قريبا لتوسيع هذه الجهد إنشاء الله بالتعاون بين السفارة السودانية (الملحقية الثقافية) و تجمع الكيانات.