ومشيناها خطى كتبت علينا

حزم امتعته مغادرا محطة عطبره وجمع من اصدقائه فى وداعه وامه تبكى وتقبله

واحد اصدقائه يقترب من نافذة القطار مذكرا بأحد الأعراس المزمع قيامها فى خلال الأشهر القادمة لأخت احد الأصدقاء ماتنسى العرس ولازم حضورك وهو يجاهد دموعه ان تفضحه ملعون ابو الجامعه البتفرقنا دى وهاجس داخله يقول انسى موضوع الجامعة وانزل وشوف ليك شغلانه فى السكه حديد وخلاص ولكن ماذا يفعل وهو كبير البيت ووالدة ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ورغم الظروف عمل ليه وليمه كبيره ابتهاجا بنجاحة وختمهابحوليه كبيرة من شباب الختميه
وابتهج فيها والدة وهويعرفه بزملاء العمل دة ولدى الناجح وجاب مجموع كبير وداخل الجامعه
كل ذلك مر بخاطرة سريعا وهو ينظر الى تلك المدينه التى لايوجد فيها مرمى حجر الا وشهد ذكرى وحادثه وقصه مشوقه فهل ياترى ساراك ثانيه ياعطبره واطلق القطار الصافرة الأولى منذرا كل من بالرصيف ان يبتعد ودنا الفراق وكانت الأحضان والأم قد اصبح قلبها خاويا وشرد بالها فهاهو وليدها الكبير وسرها وانيسها يغادرها الى بلد آخر واحتضن جسدها النحيل بصدره وقبل راسها وهو يطلب عفوها وهى تتمتم عافيه منك وراضيه عنك ياقسايــا
واسرع يلتقط ايادى اصدقائه واحدا تلو الآخر اوعى تنسى ماتتأخر رسل لى جوابات مع اى زول جاييى و................................. نواصــــل .

الحارث ....

تحياتي ......

مشيناها خطا كتبت علينا

ومن كتبت عليه خطا مشاها

ومن كانت منيته بارض

فليس يموت في ارض سواها

واصل سردك المشوق ....


مودتي

تحيه للأخ العزيز ايوب .

اتكأ صاحبنا على كرسى الدرجه الثالثه بالقطار ودمعة تنساب من مقلتيه

فهاهو الآن يغادر قطعة من فؤادة الى بلد غريب وعجيب كان يراه فى كل اجازة

ولكن فى كل مرة كان اول من يغادره تاركا بقية اهله حتى نهايه الأجازة وياتى ليستمتع

مع اصدقائه ولكن هذة المره الوضع اختلف فهى ليست اجازة وغير محددة المدة ترك لذاكرته

العنان حتى لايستفيق من ذكرياته فى بلد الحبايب وتذكر وجه امه وهى توقظة فى الصباح الباكر كل يوم وهى تقول ياولدى قسام الأرزاق قسم وفات قوم صلى واشرب الشاى ويصحو صاحبنا بعد النداء العشرين ليؤدى صلاته على عجل حتى يلحق الزلابيه الحارة وبرطمانية
الشاى (قزازة مربى ) وهو جالس امام المنقد وبرد الشمال اللافح يلفح وجهة والوالده متكفلتى فى توبه حق الصلاة ويشرب ويشرب ويزيد تانى من الشاى اللذيذ وفجأة يصحو صاحبنا على صوت الكمسارى ياربى دة منو حسين صعود ولا محمد الحسن عبد الله ؟ فكلهم يعرفون ابى
بل الثانى من اقربائناولكن طلع واحد تانى ويقدم تصريحه بكل اعتزاز فالتصريح اولى قابل للنوم وهى حسنات السكه الحديد فى تلك الفترة لموظفيها فوالدة وكيل التلغراف فى محطة عطبره وياخد الكمسارى التصريح ويختمه ويعيده ويعود صاحبنا للزكريات الصادقه والجميله
ويهدىء القطار من حركته الظاهر انها الميجه وفعلا طلعت الميجا وتوقف القطار نهائيا ونزل الجميع فى شنو ياجماعه اسالوا الكمسارى اهو داك فى شنو ياخونا وتمتم الكمسارى بضيق شديد واحد سحب الباكم طيب حاتاخدوا قدر شنو فرد والله ماعارف فوجدها صاحبنا فرصه حتى يلف حول القطار عسى ان يجد من يكمل معه الرحله دة فلان ود ناس فلان كيفك وين ماشى ؟ والله اخدونى فى الجامعه وانت وين ماشى ؟ والله انا ذاتى ماشى اشوف نسبنى دى حاتودينى ياتوا كليه وجد صاحبنا من يكمل معه المشوار ويخفف عنه سيل الذكريات الجارف واهوبرضوا حته من اهلى الحنان ونزلوا حتى يستمتعوا بمد ارجلهم بعيدا عن كراسى التالته بعد ان اتى عمال الدريسه بالموتور توروللى اطلق القطار صافرته معلنا اصلاح الخلل واسرع الجميع
الى داخل القطاروبقى صاحبنا واقفا بجانب صديقه لفترة ثم قرر العودة الى كرسيه ونواصــــل .......