والله مشكلتكم ليست مع الدنمارك وانما مع تطرف العلمانية و كونها ضد الحرية

والله مشكلتكم ليست مع الدنمارك وانما مع تطرف العلمانية و كونها ضد الحرية


02-11-2006, 03:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1139624472&rn=0


Post: #1
Title: والله مشكلتكم ليست مع الدنمارك وانما مع تطرف العلمانية و كونها ضد الحرية
Author: محمد عبدالقادر سبيل
Date: 02-11-2006, 03:21 AM

مشكلتكم ليست مع الدنمارك وانما مع تطرف العلمانية وكونها ضد الحرية
_________________________________________________________________

بالامس 10/2/2006 طالعتنا صحيفة (الخليج) الاماراتية بخبر غريب في مبدئه ، ولكنه ليس غريبا على دولة تركيا العسكرية
فقد قضت المحكمة العليا هناك ضد مديرة مدرسة ابتدائية، فحرمتها من حقها في ادارة المدرسة لآرتكابها جريمة ارتداء الحجاب في الطريق العام من بيتها حتى المدرسة، وليس داخل المدرسة حيث التحريم أشد طبعا!.
اجل الى هذا الحد يصل التبجح العلماني والغطرسة والقهر واذلال الانسان.
هكذا تصل العلمانية حد الوقاحة في دولة غالب اهلها مسلمون ، بل غالب اهلها ينحازون للتعاليم الاسلامية بدليل فوز الاحزاب الاسلامية على غيرها من الاحزاب كل مرة.
انه ارهاب العلمانية بامتياز، هو قمعها لحرية الشعب جهارا نهارا ، ورغم ذلك فاننا لم نسمع عن حملات ضد هذا الوضع اللاانساني ، والظلم والطغيان الذي لا تحده حدود.
اين شرفاء الارض دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ؟ لماذا لم يفعلوا وينفعلوا مع مبدأ الحرية الذي يتبجحون به ؟ أم أن الحرية لا يستحقها من ليس علمانيا؟
ألم أقل هنا مرارا ان العلمانية دين جديد، دين الهه العقل، وكتابه العلم والفكر ووعاظه دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان ومن سننه المؤكدة قوانين حقوق الانسان بمقاسات طغيانية متجبرة في الارض؟
هذا مثال صارخ على انتهاك حقوق الانسان . اذ ليس من حق امرأة حرة ان تلبس ما تريد ، وانما يجب ان تلبس الزي الرسمي للدين الحرياني العلماني الاباحي السافر وا لافالويل والثبور وعظائم الامور!.
بالله ايهما اعظم واشد في اضطهاد واذلال المسلمين؟ ماقامت به السلطة السياسية( الحكومة) الدنماركية المسيحية، أم ما قامت به وتقوم به يومياالسلطات العلمانية العسكرية التركية المسلمة؟
فحكومة الدنمارك ربما باركت نشر الرسوم المسيئة الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الخفاء، ولكن النظام العلماني القهري الاتاتوركي مارس هذا الاذلال باجهزته وقوته وقانونه وعدالته(!) ، أجل برأس عدالته ( المحكمة العليا).
وهذه ليس المرة الأولى التي ينزع فيها النظام العلماني المتطرف الى ممارسة الارهاب الرسمي وخنق حرية الانسان المسلم في هذا البلد الذي كان عاصمة الخلافة الاسلامية الأخيرة، اذ كلنا يذكر مأساة السيدة مروة عضو البرلمان التركي التي اضطهدت وطردت وربما سحبت منها الجنسية ولفقت لها التهم لأنها غطت شعرها وسط الرجال داخل قبه البرلمان.
ماهذا ايها الانسان وأنت تذل اخاك الانسان بجريرة: ربي الله؟
هل استلت امريكا او الاتحاد الأوربي أو غيرها سيف حقوق الانسان وضرورة تمكين الحرية في وجه نظام تركيا ملوحة بالحصار والمقاطعة الدولية والتدخل العسكري؟ كلا .
وحينما اكتشفت حكومة شيراك ان نساء فرنسا بتن أكثر ميلا نحو تعاليم الاسلام فأخفين صدورهن وضفائرهن ، سارع بهمة وحسم باركهما مجلس الدوما بسلاسة فائقة، وبنفس العقلية العلمانية المتشددة الباغية في الارض، الى اجهاض هذا الحق الانساني البسيط: حق أن يرتدي المرء ما يشاء، ويتبع ما يشاء من العقيدة .. وذلك بسن التشريعات التي تضمن الألتزام بالزي العلماني الحرياني الرسمي : وهو بالتحديد ما ينفي اظهار الانتماء الى اي دين !.
فأين يذهب هؤلاء المقهورون اذا يأمرهم ربهم بشئ ويأمرهم جبابرة الارض بشئ آخر مناقض له؟ ، لقد ضاقت الارض عليهم بما رحبت ، فهذه دولة القانون والمواطنة تفعل ذلك ولا يلومها احد؟ فهل يراد لهم ان يذهبوا الى كهوف التطرف الاصولي في افغانستان؟ ثم نبدأ في تحميل محمد (ص) مسؤولية ذلك الارهاب وقد جاء بمثابة ردة فعل لتطرف انتجه ؟ أليس ذلك مضحكا مبكيا فعلا؟
ان الحرية في دين الحريانية العلماني انما هي نمط ، لامناص منه، اذ هي ان تكون حرا بمفهومهم هم، وفق صيغة يجري تعميها للاستهلاك فقط ، وهي غير قابلة للتأويل ، محجة سوداء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك.
وان مثل هذه العلمانية المتطرفة المعنية باستهداف قيم الاسلام وشريعته السمحاء انما تعيش بيننا ، في بلاد نحن المسلمين ، أكثر مما تقيم في الدنمارك وفرنسا وبلجيكا وغيرها، فهؤلاء الغربيون مشغولون باشباع شهواتهم المادية والرفاه المادي الذي هم فيه وتلك جنة دينهم الدنيوي.
وحتى حينما تلتفت مثل هذه الدول لتضييق الخناق على المسلمين ( الملتزمين المخلصين) ولانتهاك مشاعرهم وكيل التهم ضدهم، فانهم لا يفعلون ذلك الا من خلال اذرع علمانية متطرفة داخل مجتمعاتنا تتستر بشهادة لا اله الا الله محمد رسول الله ، وبحديث ( أشققت قلبه) لكي تمرر اجندتها وتنخر الضمير المؤمن من داخله عبر مؤسسات المجتمع المدني والصحافة والاعمال الفنية والفكرية والادبية، تحت شعار التنوير ، هذا الشعار اللامع الذي لا يعدو ان يكون عملا كهنوتيا يقوم به قساوسة الحريانية.
هذا هو الخصم الحقيقي للمستمسكين بقيم الدين القيم مخلصين.
ولا شك عندي في ان منتجات هذا التيار هي بالذات المسؤولة عن انتاج التطرف الاسلامي الذي بين ظهرانينا الآن، بما ولده من استفزاز مستمر ومغالاة في صرف الناس والهائهم عن مقتضيات الاسلام ودفع المجتمع دفعا نحو تجاوز قيهم وشرائعه ، وذلك عبر منتجاته الفكرية وحركته السياسية الدؤوب والمدعومة من الباب العالي العلماني (!) ومن المنظمات الدولية المؤسسة اصلا لتحقيق هذا الهدف : أعني التبشير بتعاليم الحريانية المقدسة.
ولكن اشد ما يلفت النظر هو اندراج كثير من المسلمين الغافلين في سياق العلمانية الباغية المناقضة جذريا لتعاليم دينهم الحنيف : الصراط المستقيم، دون ان يدروا كل جوانب مراميها المقوضة لحقوقهم كمسلمين، البانية لحقوقهم البديلة وفق اسس جديدة خارج ما افترض الله لهم واستن رسوله الكريم.
ولعل حادثة الرسوم المسيئة هذه تكون بمثابة اللسعة التي تنبه الغافلين، حيث ان الغلاة الحريانيين قد يئسوا من نزع هيبة محمد(ص) في صدور المسلمين، رغم قرون من ( التنوير) ولذلك لجأوا الى مثل هذا الاسلوب الساذج ، وهو أن يسخروا بطريقة كاريكاتورية مباشرة وفجة حتى يقللوا من شأنه ووقاره في النفوس المؤمنة ، فكان أن رأوا ثورة لم يتوقعوها، فمحمد هو محمد (ص) منذ اربعة عشر قرنا والى اليوم.
ختما اقول:
ماجرى في الدنمارك وروج له علمانيو العالم المتطرفون قاطبة - بمن فيهم نفر من يدعون انفسهم مسلمون بموجب اشققت قلبه- انما هو عرض لمرض.
هو مرض الاعتراض على حرية الانسان حينما تخرج الحرية عن النمط المعين المراد تعميمه للمستهلكين. هو مرض العلمانية البائسة المتشددة والتي لا تؤمن بحق سواها في الوجود قط.
_________________

رب اشرح لي صدري