المؤتمر النوبي الجامع والحرث في البحر /بقلم حسين حسن حسين

المؤتمر النوبي الجامع
معكم
حسين حسن حسين
الحرث في البحر!!
المؤتمر النوبي الجامع حلم راود كثيرون من المهمومين بالقضايا النوبية، وكان الأمل أن يتم بشكل مؤسسي يضمن نجاحه، وتحقيقه للآمال المعقودة عليه، وهذا ما كان يتطلب رؤية ثاقبة وتأطير لما هو مطلوب من هذا المؤتمر والصورة المثلى لقيامه، وآلية التحرك نحو تحقيق الأهداف، ولكن كالعادة سعى أصحاب ما سمي بالورقة المشتركة لإقناع الناس بالمؤتمر وأهدافه على حسب هواهم، وكان ذلك سقطة كبيرة لا تغتفر، لأن وضع تصور من فئة معينة للعمل يعني ادعاء التميز من الآخرين، وهو ما يعني وضع بذور الخلاف قبل أن نقول: يا هادي، وتجاوزوا أيضًا اللجنة التحضيرية التي ادعوا تشكيلها، ومع ما يمكن أن يقال عن أسلوب التشكيل، إلا أن التغول على المهام التي أوكلت إليها لا يمت بأي صلة إلى أسس العمل العام.
وكان المضحك المبكي ذلك الادعاء بقيام مؤتمرات قاعدية ووسيطة بناء على التحرك غير المؤسس لأصحاب الورقة المشتركة الذين دبت بينهم الخلافات؛ لأنه لا يصح إلا الصحيح، ثم بدأت محاولات التصحيح، ولكن يبدو أن هناك إصرارًا على أن يقوم المؤتمر بأي شكل، ويوجد من يقول إن على من يعارض قيامه بالصيغة الحالية أن يبحث عن أي صيغة يراها، ويقيم على أساسها مؤتمره، وهذا يعني أن تسقط عن هذا المؤتمر الذي يريدونه صفة جامع.
وهم إذ يدعون اليوم إلى قيام مؤتمر يقصون فيه من يشاءون، ويدعون إليه من يسمع ويطيع، فإنهم كمن يحرث في البحر، لأن كياناتنا مغيبة، ولأن من يتحدثون باسمهم لا يفرقون بين مؤتمر نوبي ومؤتمر وطني ومؤتمر شعبي، بعد أن اختلطت عليهم المؤتمرات.
إنني إذ أبدي حزني الشديد على جهود تهدر في غير الاتجاه الصحيح، وأناس لا يتعلمون من أخطائهم، فإنني أتمنى أن يخيب ظني، وينجح المؤتمر، لعلنا نتجاوز دائرة الفشل الذي أدخلنا فيها أنفسنا.