Post: #1
Title: بين سيدنا مصعب بن عمير رضي الله عنه و الدنمارك
Author: sadiq elbusairy
Date: 02-08-2006, 04:51 AM
جميعكم تعرفون الصاحبي الفذ و البطل الهمام و صاحب اللسان اللبق و اللب المتقد سيدنا مصعب بن عمير نعيم الجاهلية و زاهد الاسلام ، هذا الصحابي الجليل ضرب امثلة عدة في الروعة و الانسانية و البطولة ، فكلكم تعلمون سيرته الجليلة و ربما اكثر مشهد مؤثر في سيرته العطرة هو مشهد استشهاده يوم أحد و قد قطعت اوصاله حتى لفظ انفاسه الاخيرة ، و لكن بين لحظة سقوطه على الارض ولفظ انفاسه الاخيرة برزخ من الدروس لا يحصى مقداره ، فبينما كاتن جسده الشريف ممدد على الارض و الدماء تنزف من كل صوب من جسمه كان لايزال يفكر في سلامة رسول الله صلى الله عليه و سلم و كيف له ان يفديه و عندما ادرك ان الموت اخذ روحه الطاهرة لا محال دس وجهه الشريف في رمال احد لكي لا يشهد منظرا يخشاه بل يفضل الموت على ان يرى هذا المنظر الا و هو ان يتأذى رسول الله او يلحق به من احد الكفار ، هذا الموقف النبيل لمحب و مجاهد في سبيل الله و رسوله موقف لا يعدله موقف فيمن جاء بعده ، و حقيقة الامر ان سيدنا مصعب فعل ذلك بشريعة الامر لكون هذه هي الحياة و هذه هي الحرب اما قاتل او مقتول او اسير او فار ، و ان رسول الله لو قتل ما ضام رسول الله شئ لانه قدر من الله و من اكثر امتثالا لامر الله و حب قضائي الله اكثر من رسول الله ، فموقف مصعب بن عمير موقف مطابق للشريعة الدنيوية و لكنه لا ينفي فهمه بامر الغيب ، فدس راسه الشريف ليرى رسول الله ان قتل فسيلقاه عند المولى و ان بقى على قيد الجياة فذلك لن يضير رسول الله في شئ و هو المعصوم الى ان يلقى ربه فلاخوف عليه و لا هو محزون ، فسبحان الله يقاتل الرجال الرسول و المجاهين حتى كادوا ان ينالوا منه و بينهم من بينهم من الكفار و اشهرهم خالد بن الوليد ، الذي يأتي فيما بعد مسالما مستسلما طائعا لا كارها مجاهدا قي سبيل الله و كان بالامس يتمنى ان يصل الى رسول الله لينال منه ، فهذه معجزة رسول الله مع اعدائه ابدا فهو الكريم فكلما عاداه احد تجده طائعا يسلم و ان طال به الامد الا من سبقت عليه لعنة الله و الملائكة و الناس اجمعين من الذين كفروا و الذين بدلوا الايمان بالكفر ..........
الصادق البوصيري
|
|