ما العمــــــــــــــــــل ؟!

المهددات لوحدة الوطن تزداد كل يوم ، ومعسكر العاملين على التفتيت ينمو تحت نظرنا جميعا ... أطلق النائب الأول ورئيس حكومة الجنوب تصريحاته الشهيرة حول ضعف الأداء الحكومي تجاه الوحدة ، خاصة من جانب المؤتمر الوطني ، وقد اتسمت التصريحات بالصراحة والوضوح ، ثم صرحت الوزيرة ربيكا قرنق في واشنطن تصريحاتها ، وكانت أكثر وضوحاً . وانطلقت نداءات من الحركة الشعبية تطالب بإقالة لام أكول لمحاباته للمؤتمر الوطني .
والحكومة من جانبها تحاول أن تقول لنا أن الأمور تسير على ما يرام ، وأن حكومة الوحدة الوطنية تسير في تنفيذ برنامجها كما هو مرسوم وكما هو مخططً له ، وأن وحدة الوطن في حدقات عيون الحكومة ...
الوحدة ليست أمنيات نطلقها في الهواء ، ومشكلتنا دائما أننا نحاول أن نعكس صورة مخالفة تماما للحقيقة ، وأننا دائما ننتظر حتى تطل علينا الكارثة بكل أبعادها ... نظل نغالط أنفسنا ، ونسعى لإقناع المظلوم أنه خلاف ذلك ، وننسى أنه هو فقط من يحسّ الظلم ، وهو فقط الذي يحس بالنار تحرق يده ...
هذه المرة لن يكون هناك تمرد ، أو حمل سلاح ، أو معارضة من أي نوع ... فقط الانفصال هو الذي ينتظرنا ، والله وحده يعلم شكل ولون وطعم هذا الانفصال ...

وزير المالية يتحدث عن كامل الشفافية في المال العام والثروة واقتسامها ، ويؤكد أن المناطق كلها تأخذ حقها كاملا غير منقوص . والحركة الشعبية وحكومة الجنوب تقول أنها لا تعلم شيئا عن حسابات البترول . والشعب السوداني كله يشكو الأمرّين في معيشته وفي أمنه وفي الخدمات على جميع المستويات ...
هل ندع الحكومة تفعل بالوطن ما تشاء ؟ هل ندع الحركة الشعبية تنتظر مرور الست سنوات وهي تغلي بالغيظ لنفض السيرة كلها ، وننقسم إلى وطنين أو أكثر ؟
هل ننتظر الصدفة وحدها لتحقق لنا أحلامنا وآمالنا ؟

ما دور أحزابنا ؟
ما دور منظمات المجتمع المدني عموما ؟
هل يكفي أن نسجل اعتراضا هنا ، وندلي بتصريح هناك ؟
ألا يجب أن نتجه إلى العمل المنظم الذي يحفظ وحدة بلادنا ويهزم كل سعي للتقسيم ؟ هل نترك الإعلام يستمر في المغالطات بدلا من كشف أوجه القصور ؟ هل نتناسى مشروع نشر ثقافة السلام ونستمر في دعم الخط التعتيمي القديم ؟

صوت الساعين إلى التفتيت أعلى من صوت الساعين إلى الوحدة ... منبر السلام العادل يسري ويتمدد بلا رادع ، وتتاح له الفرص في الإعلام ، وترخّص له صحيفة ... ينادون بتفتيت الوطن ولا أحد يقول لهم لا .... ولا يمنع الأمن صدور صحيفتهم ، ولا يتم اعتقال كتّابهم ، والذين يطالبون بمزيد من الخدمات ، ومزيد من الديمقراطية ، ومزيد من الحريات ، ومزيد من الدفع في قنوات الوحدة يمكن أن يتم إيقاف صحفهم واعتقال كتّابهم ..
التقسيم يمكن أن لا يتوقف عند حد ، فهو دائما يؤدي إلى مزيد من التقسيم ، ويغري الكثير من الفئات ويدفعهم إلى الانفصال .

Quote: ما دور أحزابنا ؟ ما دور منظمات المجتمع المدني عموما ؟ هل يكفي أن نسجل اعتراضا هنا ، وندلي بتصريح هناك ؟

هنا مربط الفرس يا الخال

ولكن
هل الحكومة على استعداد لسماع صوت الاخر
وهل الحكومة على استعداد لمشاركة الاخربن لها في السلطة مشاركة فعلية
اقول فعلية وليست صورية كما هو حاصل اليوم

يا الخال ناس الحكومة شعارهم عض قلبي ولا تعض رغيفي

الأخ ود قاسم،

اتفق معك في التحليل والنتيجة

Quote: هذه المرة لن يكون هناك تمرد ، أو حمل سلاح ، أو معارضة من أي نوع ... فقط الانفصال هو الذي ينتظرنا ، والله وحده يعلم شكل ولون وطعم هذا الانفصال ...

لكنني أزيد أن هذا المخطط مرسوم له، وأن اتفاقية السلام كانت كالعلاج الكيميائي للمصاب بالسرطان،

ومشغول مثلك في نفس السؤال وربما أحلم بتكوين حزب يحقق طموحاتي لكن إلى ذلك الحين أرى أن

الحل يكون في مواصلة رسالة كشف مخططات النظام الجبهجي
ومحاربة الفساد والمفسدين
ودعم خيار الوحدة وتحقيق حلم السودان الجديد
وتبيين أن الفرقة والفتنة ستجر البلاد للهلاك
دعم الحركة الشعبية في تحقيق أحلام الراحل جون قرنق
دعم حركات التحرر في دارفور والشرق والشمال لنزع حقوق مواطنيها في إطار السودان الواحد
دعم محاولات اصلاح الأحزاب السياسية التقليدية وأعادتها للحياة بمفهوم وروح جديدة
دعم منظمات العمل المدني


والإتفاق على حب السودان الموحد رغم الإختلافات بيننا هو الحل السحري لمشاكلنا دون نظرة حزبية ضيقة ربما تؤدي لإنقلاب جديد.

وتأمل معي هذه الآية بالغة الحكمة:

{فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ
وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِين} البقرة251

ولك ودي،

العوض أحمد الطيب
الرياض

العوض الطيب لك التحية
وشكرا للمداخلة القيمة

Quote: الحل يكون في مواصلة رسالة كشف مخططات النظام الجبهجي ومحاربة الفساد والمفسدين ودعم خيار الوحدة وتحقيق حلم السودان الجديد وتبيين أن الفرقة والفتنة ستجر البلاد للهلاك دعم الحركة الشعبية في تحقيق أحلام الراحل جون قرنق دعم حركات التحرر في دارفور والشرق والشمال لنزع حقوق مواطنيها في إطار السودان الواحد دعم محاولات اصلاح الأحزاب السياسية التقليدية وأعادتها للحياة بمفهوم وروح جديدة دعم منظمات العمل المدني

إن استطعنا أن نفعل هذا فسيكون الوطن بخير ، لكنه عمل جبار ، لابد من أن تتكاتف من أجله الأيادي ...

Quote: ولكن هل الحكومة على استعداد لسماع صوت الاخر وهل الحكومة على استعداد لمشاركة الاخربن لها في السلطة مشاركة فعلية اقول فعلية وليست صورية كما هو حاصل اليوم

حمزاوي يا خوي هي الحكومة أصلا راضية أو معترفة بالآخر ؟ وهل هي تسعى سعيا جادا لإتاحة الفرصة للآخرين لمشاركة جادة ؟ لا أعتقد ،،، ومن هنا تنبع كل قضايانا...

الزعيم ودقاسم قال:
{ فقط الإنفصال هو الذي ينتظرنا
والله وحده يعلم شكل ولون وطعم هذا الإنفصال }

ونحن كذلك نعلم
صبيحة يوم الإنفصال { الدامس }
-ستعلن جبال النوبة إنضمامها للدولة الوليدة
-سينشب قتال ضاري في أبيي يعقبه إنضمام المنطقة للدولة الجديدة
- الانقسنا والنيل الأزرق ستلتحق بركب الإنضمام

بعد شهور معدودة حالكة وماتبقى من الوطن يغرق في الظلام
- ستعلن دارفور إسلاخها من السودان الشمالي

بعد أيام من ذلك أكثر حلكة
- سيعلن عن قيام دولة في شرق ماكان يعرف بالسودان

وتسائل الزعيم ودقاسم

- ماهو دور أحزابنا
-ماهو دور منظمات المجتمع المدني

ونتوقع بعد إكتمال التفتت
أن تنهض من تحت الأنقاض والركام { أنقاض ماكان يعرف بالسودان و ركام الأحزاب المندثرة }
حركات جديدة ومسلحة
تنسق مع قوى وحدة السودان الجديد في الدويلات الوليدة

وحينها يكون السودان القديم
والجبهة الإسلامية
والأحزاب العاجزة
في ذمة التاريخ

أبوساندرا
تحيات حلوات
أتوقع أن يحدث هذا السيناريو ، لكن ، هل ننتظر أن نتوحد بعد أن نتفرّق ؟ ربما أن الوحدة أيضا تتحقق بعد الفرقة ، لكن ألا ترى أن القيامة ستقوم قبل أن نصنع السودان الذي نريد ؟ إذن لابد لنا من استنهاض الهمم ، وبعث روح الوطنية في أحزابنا ومنظماتنا ، وتبصير الناس بالخطر الداهم ، لأن كل الموضوع يا أبوساندرا عبارة عن ظلم سياسي واقتصادي واجتماعي يعاني منه الكثيرون ويرون أن الانفصال هو الحل ، وما هو بحل ... إذن تكون الأولوية لرفع الظلم والغبن عن كثير من أهل السودان ، وسلوك طريق العدالة والديمقراطية ، وبناء منظمات مجتمع مدني فاعلة لتقود المرحلة القادمة على أسس تقوم على هزيمة الفئوية ، والمصالح الضيقة وخالية من الانتهازية ... ألا يمكننا أن نفعل ذلك ؟ ألا يمكن أن يخرج رجل واحد منا يقودنا إلى الطريق القويم ؟ أعتقد أن السودان رغما عن كل عثراته يفيض بالرجال المخلصين ...

Quote: هل ندع الحكومة تفعل بالوطن ما تشاء ؟

ود قاسم

سلامات

الحكومة غير جادة لافي شراكتها مع الحركة الشعبية ولا مع الاحزاب الاخرى وانما هي مسألة كسب للوقت

وليس اكثر من ذلك حتى تستعد اكثر لكي تأتي عبر صناديق الاقتراع هذه المرة

ولو استمرت الاحزاب في غيابها هذا عن الساحة السياسية سيؤدي الى انقسام البلاد

الى اقسام مختلفه وليس قسمين فقط ولن يجدي عندها البكاء لذلك تحتاج الاحزاب السياسية الى وقفة

قوية وصريحة مع ويجب ان تكون الاحزاب جادة اكثر من ذلك

إنعام عبد الحفيظ
لك التحية
الجدية مطلوبة في كل عمل ، وبدونها لا يمكن أن ننجز شيئا ، والأحزاب ، وخاصة الكبرى منها لا تطرح طرحا جادا ، ولا تلتفت إلى نفسها لتتوحد وتبني نفسها بناء ديمقراطيا ، هذه الأحزاب بشكلها الحالي لا يمكن أن تقوم بشئ مفيد ، ولا يمكن أن تجد الدعم من جماهيرها ... والمؤتمر الوطني لا يسعى لوحدة البلاد بقدر ما هو ساع لإقامة دولته الإسلامية حتى ولو على مستوى العاصمة القومية ...
سيتساقط الوطن من أيدينا تدريجيا إلى أن نلتفت يوما ولا نجده ..

أخـي الأستاذ ود قاسـم، تحية طيبة..
بالطبـع يمـر الوطـن الآن ومنذ زمن بأزمـة كبيرة في كل المناحي.. بل بأزمـات كثيرة وكبيرة؛ وإذا أردنا ترتيب الأوليات لحل الأزمات هـذه، فلا أظـن أن هنـاك الآن أكبر من كارثة دار فـور: الحـرب التي تودي بحياة الآف الأبـرياء كل شهر بحسب الأمم المتحـدة وغيرها من المنظمات المستقلة او التابعة لها؛ فليس هناك أهم من إنقاذ حياة إنسان يموت وبهذه الطريقة البشعة...
أنت ركزت حديثك على موضوع الوحـدة والانفصال، سأبدأ بالتعليق على بعـض ما تفضلت به:

Quote: وزير المالية يتحدث عن كامل الشفافية في المال العام والثروة واقتسامها ، ويؤكد أن المناطق كلها تأخذ حقها كاملا غير منقوص . والحركة الشعبية وحكومة الجنوب تقول أنها لا تعلم شيئا عن حسابات البترول . والشعب السوداني كله يشكو الأمرّين في معيشته وفي أمنه وفي الخدمات على جميع المستويات

الشئ الذي لا يختلف عليه اثنان من قولك أعلاه هوما تحته خط؛ هـذا يؤكد عـدم صحة كلام وزير المـالية أو أي وزير أو مسؤول آخـر يتحدث عن التنمية أو العدالة أو الأمن أو الحرية الخ.. كما أن حديث القائد سـلفا كير وغيره من قيادات الحركة يؤكد أن هناك الكثير من الخفايا، ونقض العهـود من جانب المؤتمر الوطني، كما يؤكد تشبث المؤتمر بوزارة الطاقة وكل تلك القصة المعروفة الخ...إلى جانب الكثير من الأحاديث المتداولة التي تؤكد عـدم حرص المؤتمر الوطني على قضية الوحدة، وليس بعيدا عن ذلك ورقة السيد عبد الرحيم حمدي المشهورة، إلى جانب ما أشرت اليه أنت من (المـزايا) التي يتمتع بـها منبر الطيب مصطفى، فهو في البداية والنهاية _ الشخص والتنظيم_ جزء لا (ينفصل) عن المؤتمر الوطني، بل أحد أركانه الهـامة.. في راي أن الحكـومة (حينئذ)، أو المؤتمر الوطني الآن قد وقعت على اتفاق السـلام مكرهة نسبة للضغوط والمشاكل والأزمات التي كانت تواجهها ولا قبل لها بها، والظروف العالمية كذلك؛ وإن كان السيد ياسر عرمان قد نفى في مقابلة تلفزيونية أن تكون الاتفاقية قد تمت بطريقة (أخـنق فـطس)، فربما كان ذلك صحيحا بالنسبة للحركة، أما الحكومة فكانت بالفعل مخنوقة ومزنوقة؛ يؤكد ذلك نقضها الحالي لكثير من ما اتفق عليه كما ذكر النائب الأول في مؤتمره، مثل قرارت لجنة أبيي وعائدات البترول الخ... في النهاية، الأخ ود قاسـم والجـميع، أنا لا أتوقع من حكومة (أو حـزب) انقلابي دكتاتوري يستظل، بل يتدثر بالدين، أن يصبح (هـكذا) فجـأة وبقدرة قـادر إلى حـزب يحترم الاتفاقات ويلتزم بها ويعمل على تنفيذها، وهناك أمثلة عديدة لاتفاقات سابقة..ويرتبط ذلك ايضا بالفساد المستشري بين كبار موظفيه نسبة لغياب سلطة رقابية أو قضائية حقيقية وفعالة...سأعـود لكتابة ما أراه حول تساؤلك الرئيس:

Quote: ما العمــــــــــــــــــل ؟!

Abu Sandr said

Quote: الزعيم ودقاسم قال: { فقط الإنفصال هو الذي ينتظرنا والله وحده يعلم شكل ولون وطعم هذا الإنفصال } ونحن كذلك نعلم صبيحة يوم الإنفصال { الدامس } -ستعلن جبال النوبة إنضمامها للدولة الوليدة -سينشب قتال ضاري في أبيي يعقبه إنضمام المنطقة للدولة الجديدة - الانقسنا والنيل الأزرق ستلتحق بركب الإنضمام بعد شهور معدودة حالكة وماتبقى من الوطن يغرق في الظلام - ستعلن دارفور إسلاخها من السودان الشمالي بعد أيام من ذلك أكثر حلكة - سيعلن عن قيام دولة في شرق ماكان يعرف بالسودان وتسائل الزعيم ودقاسم - ماهو دور أحزابنا -ماهو دور منظمات المجتمع المدني ونتوقع بعد إكتمال التفتت أن تنهض من تحت الأنقاض والركام { أنقاض ماكان يعرف بالسودان و ركام الأحزاب المندثرة } حركات جديدة ومسلحة تنسق مع قوى وحدة السودان الجديد في الدويلات الوليدة وحينها يكون السودان القديم والجبهة الإسلامية والأحزاب العاجزة في ذمة التاريخ

This is a very wise reading of the future of Sudan

Quote: والله وحده يعلم شكل ولون وطعم هذا الانفصال ...

لن يكون باي حال احنضل من طعم الوحدة الحالية..


وحدة شنو مع هذه المرارات؟؟

Quote: هذه المرة لن يكون هناك تمرد ، أو حمل سلاح ، أو معارضة من أي نوع ... فقط الانفصال هو الذي ينتظرنا ، والله وحده يعلم شكل ولون وطعم هذا الانفصال ...

الأخ ود قاسم .. تحياتي ..

إذا ظلت السلبية تحتل شوارعنا لعقود .. فماذا نتوقع؟ الديمقراطية التي سادت عندنا في عهود الديمقراطية والديكتاتورية كانت تحت سقف ما يمكن أن نسميه مساهمة الشعب في صنع قرارات مصيره.. كانت حرية أن نصرخ لنفرغ الجوف من الغضب وتظل الشريحة الصغيرة الحاكمة هي التي تقرر .. في صغير الأمور وكبيرها ..

إذا استمر الحال هكذا ورأى بعض أهل السودان أن الحال لا يعجبهم .. وأنهم يرغبون في الترك .. فكيف لا يكون؟ ينبغي أن يكون تقرير المصير .. كحق؟ وكل من يعترض على حق تقرير المصير .. أن يُسأل.. ما هي الآلية التي ستستخدمها لتبقي الوحدة .. العدل أم القوة؟ .. وربك يلطف لهسع.

العزيز ود قاسم لك التحية
السؤال كبير ويحتاج إلى كبار ليجيبوا. قنبلة الانفصال الآن بيد كل سوداني وأمامه متاهة تجعل الحكيم حيران طولها ست سنوات بقي منها خمس ولم يبدأ أحد في تلمس الطريق بعد, وما يزيد الإرباك همة الدهر العالية في التقدم, وواقع الحال. فأحزابنا عاجزة عن صون وحدتها وتماسكها بل نراها كل حين حريصة على التشظي فكيف يجدر بها صون وحدة البلاد وكيف يجدر بعاقل أن يرجو منها ذلك؟؟ هذا ولو فاجأت الجميع وتجاوزت مراراتها الداخلية فالانسجام بينها يحتاج لأزمان لا تقبل بها نيفاشا المتغطرسة. فأحزابنا دورها معلوم ولكن هل هي قادرة عليه؟؟ قطعا لا والعمل هو أن يبدأ الجميع من سؤالك الكبير هذا وسيكون لما تَلِف خَلَف, ولكن أن يستمر السُبات فالمحصلة في أحسن الأحوال ما وصف أبو ساندرا.
ما يصعِّب المهمة هو أن سوء الحال في بلادنا جعل مناقشة الإشكالات السياسية - بما فيها خطر الانفصال الداهم - وإبداء الرأي فيها من الكماليات التي لا ترقى للقول عند السواد الأعظم في خضم اللهف على تحصيل الزاد والكساء والعلاج والتعليم. وفوق هذا دربة المؤتمر الوطني على إدارة الصراع بحنكة تبز الخصوم. عليه أرجو منك ومن كل الوحدويون هنا بدءً من صاحب الدار بكري رص الصفوف الوحدوية المبعثرة دون النظر إلى حزب أو جهة أو عرق أو دين بل السودانوية والسودانوية فقط, فخلافاتنا جميعها مختلقة وحلولها ممكنة ولكنا الآن أمام أولوية وحدة الكيان مع ضغط ما اشترطه نيفاشا من زمان فلنترفع عن كل شعار عدا السودان. ليجمد كل مخالف مخالفته وليكون الخطاب فقط من يريد وحدة البلاد فليأت إلينا حزباً كان أو فردا وأعتقد إن سودانيز أونلايد قادرة على هذا الدور المقدس الذي سيحفظ وحدة البلاد لو توحدت الهمم. فهي حملة شاملة لأجل وحدة البلاد والله ولي التوفيق.