مطر قادم....الطريق الى ابـــوقوتة

ماكنت احسب انى يوما ساكتب عن تلك الرحلة او خواطرى عنها.
فى العام 2003 ومن السوق الشعبى الخرطوم تحركت حافلة نقل الركاب المتجه الى ابوقوته فى منتصف الظهيرة بعدد وافر من الركاب وفور تحركها بدات الحكاوى والونسات لتقتل وقت الرحلة القليل الممل من وعورة الطريق وكآبة المنظر عند انحراف طريق السير نحو الشرق بعيد جبل الاولياء فترى على ناحيتى الطريق ما لايسر من بؤس الحياة العاصف وشظف العيش والفقر المدقع اكواخ متناثرة تكاد ترى خواءها.ترى فتيات وصبيان فى عمر الطفولة والصبا يجرون او يحملون الحطب يرمقون الحافلة ولسان حالهم يقول ليتنا اوتينا مثلما اوتى اهل ابوقوته انهم ذوو حظ عظيم وسرعان ماتتلقى اعينهم غبار الرحلة ممزوج برائحة الوقود, وربما صافرة تعجب اذانهم. وتنتبه فجاة لكل الاتجاهات فترى الافق والسراب وهسيس الرياح وحفيف السواقط الخفيفة من الاشياء وكانك وسط الصحراء الكبرى ولست فى غرب الجزيرة وتتساءل هل هذه الجزيرة الخضراء وهل هى جزيرة اصلا؟ وقليلا ما تتغير من تحتك الارض من رملية الى طينية وترى ترعة وخضرة وناس وماشية فى حياة تكافلية زاهية ظاهرها الرضا وباطنها التعب
ويبدا الركاب فى القاء تحايا على جانبى الطريق الذى تطاول علينا برغم قصر مسافته
ربما اكون وحدى على هذا الدرب لاول مرة فرايت ما لايراه الركب ووقفت متاملا لاسماء القرى على الطريق ام منقار الغدير ود الهبيل ام حجر ام دليبة (صغير نافع) بجيجه القليعة وهكذا الى ان بلغنا صبر جميل
فهل الطريق الى ابوقوته يحتاج لخارطة طريق جديدة ام ترانى ارى فى النور اشباح الظلام وشجرا يسير.

نقلا عن منتدى ابقوتة
http://www.abuguta.com/db/viewtopic.php?t=443[/B]