المهندس / الشقليني : أي ابداع يسكنك !!!!!!!؟

المهندس / الشقليني : أي ابداع يسكنك !!!!!!!؟


01-24-2006, 00:50 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1138060226&rn=0


Post: #1
Title: المهندس / الشقليني : أي ابداع يسكنك !!!!!!!؟
Author: محمد الواثق
Date: 01-24-2006, 00:50 AM

عزيزي الشقليني

التقيك من حين لآخر وبصورة شبه دائمة يوم الأربعاء من كل اسبوع فاستمتع ايما استمتاع بالحوار ولكن ماكتبته في سودانايل يفوق كل الوصف ومسكون بالإبداع الراقي ( ارجو أن يقوم اهل الخبرة بانزاله كاملاً )
وانا اقتطفت هذه الجملة لما فيها من تصوير ابداعي مفعم بخيال ابداعي جميل

اغرورقت البلورتين التي بهما أنظُر . بدأ الطريق متكسراً من أمام بلور الأعيُن الدامعة . اهتز الجسد مما به ، تكثف العُمر في خاطرة . :اغرورقت البلورتين التي بهما أنظُر . بدأ الطريق متكسراً من أمام بلور الأعيُن الدامعة . اهتز الجسد مما به ، تكثف العُمر في خاطرة . :

فأي ابداع يسكن فيك المهندس الشقليني

Post: #2
Title: Re: المهندس / الشقليني : أي ابداع يسكنك !!!!!!!؟
Author: محمد الواثق
Date: 01-24-2006, 01:39 AM
Parent: #1

إلى أحمد : لا خِلصَتْ حكاوينا ولا لقينا البِداوينا !

عبد الله الشقليني
[email protected]

هكذا كتب الشاعر: التجاني حاج موسى منذ ذلك الزمان ..

ذكرتك اليوم .. يا سيد الرفقة الحانية . قلت لنفسي :

ـ لقد كان رحيلك يا ( أحمد شامي ) لهباً وجمراً لا ينطفئ ، يا سيد الراحلين إلى الملكوت العالي ، يا بهي السُطوع .

اثنان وعشرون عاماً مضت على سماعي الأغنية المُفضلة لديك ( عِز الليل ) . لن تنتهي سيرتك الراحلة معي حيثما حللت ، ولا استطاب المجلس بدونك صديقاً بطَعم العُمر الجميل ، إلا و ينكسِر الفرح في رغوة تألقه ونفتقدك .

لن تُنسيني السنوات.. ولا عقدين والثالث في الطريق أنني وحيد بدونك . مُنكسر السيف أنا ، و الحرب لا تعرِف نُبل الفوارِس .

على مقوّد السيارة مساء ذات يوم كنتُ وحدي . بيدي دفعت شريط الكاسيت على مجراهُ المُخصص ، وبدأت آلة التسجيل في الغناء و بعثرة الذكريات والطريق رفيقٌ يتلوى :

ساعة النسمة تَرتاح ..على هَدب الدغش وتنوم

أنا مساهر ..

لو نـزعت كل ألقاب الدُنيا عن الشاعر التجاني حاج موسى ، وأقلته من منصبه الرفيع في إدارة الضرائب أو لجان النصوص أو برامج التلفزة ، فلن تنـزع تلك المَلَكة الكونية التي مَكنته أن يُسرج خيله ويُسابق عواصف وجداننا ، بحوافر شتتت الشرر وألهبت الذاكرة الدفينة منذ قرون سحيقة .

منذ اثنين وعشرين عاماً .. كنتُ على يمينك في سيارة صالون رُصاصية اللون . ذات شريط التسجيل وصوت الرائع ( النور الجيلاني ) يصدح ويتغنى بقصيدة : ( عزّ الليل ) .

اليوم وحدي بدونك ، أيها الحاضر في جسدي روحاً . الصوت الغنائي يرتقي بصليله عتبات الوجدان البهي . تآلفت الكلمة الصادقة الدافئة ، مع صبر النحَّات على التكوين :

أنا والليل .. ومُرّ جَفاك مُساهرين نَحكي للأفلاكْ ..

لا خلصت حكاوينا .. ولا لقينا البِداوينا

اغرورقت البلورتين التي بهما أنظُر . بدأ الطريق متكسراً من أمام بلور الأعيُن الدامعة . اهتز الجسد مما به ، تكثف العُمر في خاطرة . سألت نفسي :

ـ من يا تُرى رتب هذه البُرهة في مَجرى زماني التَعِس ؟

من يا تُرى أعاد الأغنية من صَدفة تاريخها القديم لتحبس أنفاسي في الطريق المُمهد الذي أسيره من مدينة لأخرى تبعد عن بعضها أكثر من مائتي فرسخاً ، وبلا رفيق ؟.

اختلطت الأوراق . هجرت الدُنيا بزخمها فصعدتْ إليَّ روحك الحُلوة يا أحمد . شمسُك بين الأضلع دافئة كأن غيبتك الكُبرى قولَ خُرافة .

الساكس يُلاعِب الجيتار ويحاوره . يأتلفان ثم يصطرعان ، يفترقان ويلتقيان ، وأنا المُعذب أعتصر الفؤاد الذي يدمي .

نعم : سنين مرَّت .. بَرَاكْ أدرى ..

وجُرحَك يا غرام الروح لا طاب لا بِدُور يبرى !

تأكدت هزيمتي ، وخُسارتي الفادِحة عند كل منعطف على أطراف الهِضاب العالية . لا الدمع يُشتت الذكرى ، ولا الأطياف الحالِمة تتبعني كلما توسدت سيرتك ، ولا هي قادرة على نـزع فرو البشرة التي شهدت نُمونا الفكري صفحة إِثر أخرى . كتبنا معاً ألواح الجسارة المُنضَدَة كنحتٍ في رُخام ، ليس منه فكاك . وجهك المُشِع ، ونظرتك الحانية من خلف النظارة الطبية السميكة ، تقول أن العُمر المُذهب بالعافية والنضار يُبشِر بالفواجِع والرحيل ! .

وتصفحت العُمر ورقة إِثر أخرى .. بأغنية تكاد تُزهق الروح :

ولو حاولتَ تتذكر ..

تعيد الماضي من أول .

تَلقَى الزمن غير مَلامِحنَا

ونِحنَ بِقينَا ما نِحنَ

عزيزنا ..أحمد .. يا أيها الصديق في البَهو السرمدي :

ألف سلام عليك .

لقد رفَّعك العُلو الماكِر إلى السماوات الباسِقة ذات يوم وحرمنا رؤيتك مرة أخرى . سحابة لا لون لها ولا رائحة ، أخذتك عنَّا عُنوَة .

لو إنتَ الزمن نَسَّاكْ ..

أنا مَا بَنسَى ..

عبد الله الشقليني

20/01/2006