عشية القمة الأفريقية... أحـــلام السودان في الرئاسة تتـأرجح

مازالت المشاورات جارية، ويبدو أن هناك رفضا قاطعا من كتلة
دول غرب و جنوب القارة لترؤس السودان للإتحاد الأفريقي. هذا
الموقف أدي بالرئيس البشير للتصريح عشية القمة أن رئاسة السودان
للإتحاد ليست أهم من نجاح القمة بحد ذاتها، وهو ما يعد خط رجعة
لإحتمال الخروج بدون حمص الرئاسة و بالتالي الوقوع تحت رحمة
الرئاسة المحتملة، خصوصا وأن ملف دارفور مازال ملتهبا. الحكومة
السودانية التي كرست إعلامها الرسمي طيلة الفترة الماضية للترويج
لدور السودان الأفريقي حتي كادت لا تغيب صورة الرقصات الأفريقية
و الأغاني عن شاشة تليفزيونها، مثلما لم تغب عنه البرامج الحوارية
و البث الوثائقي عن تاريخ منظمة الوحدة الأفريقية و القمم التاريخية.
و هي حكومة تجيد بإمتياز حشد الأمكانات الممكنة،لأي مشروع تتبناه، يبدو
أنها بحاجة لأكثر من مجرد خطابات الحماس، و إكليشيهات الافرقة لإثبات حسن
نواياها تجاه قضايا يري إليها الكثير من الأفارقة بعين السخط، وأهم
هذه القضايا قضية دارفور التي صارت لعنة تلاحق الحكومة أينما حلت.
الحكومة تدعي أنها نالت مباركة الشمال و الشرق الأفريقي، و هي تثق
في ان دول غرب و جنوب أفريقيا ستبارك توليها لرئاسة الإتحاد، إلا
أن الموقف الآن بعد إجتماع وزراء الخارجية لا يبشر بخير للحكومة
السودانية هذا الأمر. خصوصا بعد فشل نقل رئاسة الإجتماع من ممثل
نيجيريا الرئيس الحالي إلي السوداني، بإعتباره وزير خارجية الدولة
المضيفة، ولكن للأسف فسجل السودان في مسائل حقوق الأنسان ليس نظيفا
بما يكفي لتبوأه هذا المنصب، حسب ما تذهب أسباب الرافضين!!
لن تجدي التسريبات التي تمررها الحكومة بمهارة، من أن هناك اصابع
أجنبية وراء ذلك وهي إشارة لدور أمريكي و فرنسي في الأمر، في تبرير
هذه الخيبة والسابقة الفضائحية الأولي في تاريخ السودان الحديث
إذا عشنا و شفنا ....
ان تعجز الدولة المضيفة للقمة عن تبوأ الموقع الطبيعي لها في رئاسة
دورتها القادمة.
واحسرتاه علي ال(ب)ـخت الرئاسي !!

و لنري ما يحدث في اليومين القادمين!!